طوفان الأقصى.. أكبر المعارك التاريخية لإجتثاث الكيان الصهيوني
في الذكرى الأولى لمعركة طوفان الأقصى الملحمية ضد كيان العدو الإسرائيلي والتحولات الكبرى التي صنعتها حركات المقاومة في فلسطين المحتلة و محور المقاومة في المنطقة
فأول مايمكن الحديث عنه إن هذه المعركة وخلال عام من الصراع قد تجاوزت الحدود والجغرافيا وأصبحت واحدة من اكبر المعارك التاريخية التي تخوضها المقاومة الفلسطينية ومحور المقاومة لاجتثاث شأفة هذا الكيان المحتل الذي بات يعيش اليوم أسوأ حالة من التزلزل الأمني والاستراتيجي والأزمة الوجودية .
فعلى مستوى 12 شهرا تطورت معركة طوفان الأقصى بشكل دراماتيكي وتحولت من المواجهة المنفردة التي كان يريدها كيان العدو ضد المقاومة الفلسطينية الى مواجهة شاملة مع دول محور المقاومة لبنان واليمن وسوريا والعراق وايران التي تدخلت في المعركة بتطبيق 5جبهات إسناد ساخنة لضرب ومحاصرة كيان العدو الإسرائيلي .
لذلك فأول انجاز لهذه المعركة إنها وحدت جبهات المقاومة في فلسطين وقوى المقاومة في المنطقة في إطار جبهات متعددة يحكمها مسار عملياتي وعسكري منضبط ومترابط على أعلى مستوى من التنسيق والتخطيط التشاركي في المعركة ,فمنذ بدء المواجهة هناك غرف عمليات مشتركة من كل القوى تعمل على التنسيق ووضع الخطط الموحدة بين مختلف الجبهات .
من الانجازات التي تحققت في هذه المعركة بعون الله تعالى هو الصمود الاستراتيجي لحركات المقاومة في قطاع غزة حركة الجهاد وحركة حماس فعلى مستوى 12 شهرا من العدوان وجرائم الإبادة الجماعية التي يرتكبها كيان العدو وتنفيذه لأكثر من 150ألف غارة والزحف بأربع فرق عسكرية على قطاع غزة إلا إن المقاومة لم تتزحزح وبقيت محتفظة بثباتها وقوتها وعملياتها التي لم تتوقف في التنكيل بجيش العدو وقتل الآلاف من جنوده وتدمير ارتال كاملة من آلياته ودباباته .
لذلك هذا الصمود الكبير لمقاومة غزة كان له السبق في تهيئة الظروف بان تتحول معركة طوفان الأقصى إلى محرقة لكيان العدو الإسرائيلي وحرب استنزاف طويلة و مدمرة بأمنه واقتصاده وقوته العسكرية كما إنها فتحت المجال لتخرج المعركة من الحدود التكتيكية(قطاع غزة ) لتلتحم فيها جبهات محور المقاومة على مستوى الإقليم والمنطقة فإلى جوار جبهة غزة هناك 5 جبهات مباشرة تفتك بكيان العدو .
فمن جبهة لبنان التي أحكمت قبضتها على شمال فلسطين المحتلة بالكامل ( بعمق 140كم )حيث حولت وضع كيان العدو في هذ العمق إلى مقتلة جماعية لقواته ومواقعه وقواعده العسكرية فعمليات حزب الله مستمرة وقد حققت بعون الله تعالى انجازات في تدمير العديد من القواعد والمواقع الحيوية لكيان العدو والتنكيل بجنوده فالإحصائيات تشير إلى إن هناك أكثر من 30ألف معاق من جنود العدو ونفوق الآلاف منهم .
في جبهة اليمن أيضا حققت قواتنا المسلحة انجازات كبرى في المعركة منها إغلاق بحار المنطقة أمام سفن كيان العدو من البحر الأحمر ومضيق باب المندب غربا الى البحر العربي والمحيط الهندي في أقصى الجنوب كما تم النجاح بعون الله تعالى من تعطيل ميناء أم الرشراش المحتلة (ايلات ) بشكل كامل وتدشين مرحلة قصف الأعماق منها قصف منطقة يافا المحتلة "مركز ثقل العدو وذلك عبر موجات من الطائرات المسيرة والصواريخ الباليستية التي تتقدمها صواريخ فلسطين 2الفرط صوتية .
في جبهة العراق تم تحقيق انجازات مهمة منها قصف منشآت كيان العدو في حيفا و الجولان وأم الرشراش وتطوير المنظومة العملياتية لتكون عبر القصف بصواريخ الكروز والطائرات المسيرة والاشتراك مع اليمن في عمليات القصف وهذا كان واحداً من أهم الانجازات التي تحققت و بدأ خلالها توحيد الجهد العملياتي بين المقاومة في العراق واليمن .
على مستوى جبهة إيران فهناك عمل مستمر من قبل الجمهورية الإسلامية في تعزيز عوامل الإسناد لجبهات المحور إضافة إلى عمليات القصف التي كان منها العمليتان الاستراتيجيتان عملية الوعد الصادق 1,2التي زلزلت كيان العدو ودمرت قواعده الجوية الرئيسية كما حصل في العملية الأخيرة .
لذلك جبهات إسناد محور المقاومة مع ماحققته من انجازات فقد غيرت نظرة دول العالم تجاه فلسطين كقضية شرعية ثابتة لايمكن تجاوزها و كسرت استراتيجيات الدول المعادية كيان العدو الإسرائيلي وداعميه أمريكا وبريطانيا ودول الغرب حيث تمكن محور المقاومة بعون الله تعالى من تثبيت معادلات ردع صارمة في الدفاع عن فلسطين ووجه ضربات قاصمة على المسرح العسكري والاسترتيجي ضد هذه القوى المعادية والاجرامية، فأمريكا في هذه الحرب خسرت الكثير من المعارك خصوصا المعركة البحرية تجاه اليمن وفقد هيبتها وثقلها العسكري فلم تعد تستطيع أن تحمي كيان العدو الاسرائيلي أو تدافع عنه بالشكل الذي يبقيه متفوق في الحرب ومن الملاحظ انها بدأت تتقبل واقع الانهيار والفشل الكبير الذي أصبحت عليه والواقع المتآكل لكيان العدو الذي لايمكن تعويضه بأي شكل .
في الأخير نؤكد أن الحرب الحالية هي حرب وجود" كن أو لاتكون "وفيها كيان العدو الإسرائيلي خسر هذه الحرب وأصبح وجوده واستقراره في حالة اهتزاز وتآكل متسارع فقد خسر منظومته الأمنية والاقتصادية والعسكرية كذلك أمريكا خسرت الحرب وخسرت فاعلية هيمنتها وقوتها وبلطجتها بالمنطقة فقد أصبحت سياساتها كما ذكرنا تقف في وضعية دفاعية هشة سرعان ما تقودها للهزيمة الكاملة خلال مراحل الصراع المقبلة بعون الله تعالى
لذلك محور المقاومة مستمر في المواجهة وهو بعد عام من الصراع في حالة تصاعد وقد يصنع خلال هذه المرحلة خصوصا مع بدء عمليات ردود الفعل الانتقامية التي سيوجهها ضد كيان العدو الإسرائيلي انجازات كبرى لم تكن في حسبان هذا الكيان حيث ستعزز من سرعة انهياره العسكري وتعزز من حالة تفكك ما تبقى من الهيمنة الأمريكية الجاثمة على المنطقة والشرق الأوسط .