«آلية الزناد».. الخطأ الأمريكي«نيميتز» تحت رحمة الصواريخ الإيرانية
في ظل استعراض القوة والقدرات الهجومية التي تمارسه أمريكا في بحار الشرق الأوسط وتحديدا في الخليج الفارسي، ومع تصاعد حالة التموضع والتحركات العدوانية الأمريكية
ضد إيران ونية فرض المزيد من العقوبات التي هدد بها وزير الخارجية مايك بومبيو تحت مسمى "آلية الزناد،قامت إدارة ترامب مجددا بإرسال قوة بحرية ضاربة إلى الخليج الفارسي، وهذه المرة اسطولا جديدا مكونا من حاملات الطائرات العملاقة " نيميتز" وعدد من البارجات والفرقاطات والقطع البحرية الهجومية المرافقة لتنضم إلى القوات المتمركزة التي حشدتها في الفترة السابقة.
الاستعراض هذا والخطوة المتهورة التي نفذتها ادارة ترامب لا تأتي في اي سياق يرجح الهجوم على ايران بل تصعيد جديد ومحاولة يائسة لتدعيم استراتيجية الضغط والارهاب المعنوي والاقتصادي على ايران وشعبها وقيادتها، فترامب يحاول حاليا ان يطبق حزمة من العقوبات الاضافية على ايران تحت بند ما ذكر"آلية الزناد" التي اعلنها وزير الخارجية بومبيو والتي تتضمن تطبيق عقوبات قاسية مع تركيز حضور القدرات الامريكية (حاملات الطائرات) في الخليج الفارسي لرفع مستوى الضغط و الارهاب المعنوي والنفسي والاقتصادي على القيادة الايرانية .
لذا هذه الخطوة بالفعل تعد خطأ استراتيجيا يضاف الى قائمة الاخطاء التي ارتكبتها ترامب ضد ايران والتي سترتد ابعادها عكسيا على امريكا ،فالعقوبات التي فرضها والتي اسماها بالقصوى لم يكون لها تأثيرا على الواقع الايراني فالحصار والحظر الاقتصادي والتسليحي لم يؤثر على مسار الواقع الايراني, بل دفع القيادة الى ان ترفع من مستوى قدرات ايران الدفاعية الى واقع جديد ومتقدم جدا ومواجه ساسات الحظر بانتاج قدرات هجومية وصاروخية لم تكن في الحسبان الامريكي, فالقدرة الايرانية الحالية تستطيع ان تواجه بفضل الله تعالى اي سيناريو عسكري امريكي على جميع المستويات بر بحر جو وخصوصا على البحر اذ ان الاساطيل وحاملات الطائرات التي حشدتها امريكا الى مياه الخليج الفارسي لن تكون لها فاعلية بالمستوى التي تتوقعه امريكا سواءا في الحرب العسكرية او المعنوية، فايران وقيادتها وشعبها تعي ان امريكا وسياسة استعراض للقوة وحاملات الطائرات لا يتجاوز الحرب المعنوية هذا من جهه امن جهه اخرى ايران عسكريا قادرة بعون الله تعالى على احتواء وتدمير هذه القدرات بما فيها حاملات الطائرات وقد ثبت ذلك عمليا بمناورات حيه وباسلحة نوعية كشف عنها الحرس الثوري الايراني مطلع في الاونة الاخيرة.
" حاملات الطائرات وقدرات ايران الهجومية "
بالنسبة لما تمتلكه إيران اليوم من قوة وإمكانات دفاعية وهجومية وخصوصا في مجال المواجهة البحرية مع أمريكا لم تعد بالمستوى التي كانت عليه في السابق فقد أدخلت إيران أسلحة هجوم استراتيجبة جديدة ومتطورة في مقدمتها الصواريخ الباليستية البحرية التي طورت إلى مستويات تخولها تدمير اي قطعة بحرية معادية سواء كانت بارجة أو مدمرة او حتى حاملة طائرات ،فقد انتجت وحدة الصناعات الدفاعية الإيرانية عدة نماذج من الصواريخ البحرية المختلفة من ضمنها صواريخ "فاتح مبين وذو الفقار بصير وصاروخ قاسم سليماني الذي انتج مؤخرا والذي يعتبر من احدث نماذج الصواريخ الباليستية الدقيقة والسريعة التي يمكنها ان تكون صواريخ مضادة للسفن والقطع البحرية الصغيرة والعملاقة.
كذلك ايران تمتلك صواريخ بحرية تكتيكية واستراتيجية طراز كروز المصممة خصيصا لتدمير السفن وحاملات الطائرات واي قطعة بحرية كامثال نصير وخليج فارس وكوثر وهرمز وصاروخ ابو مهدي المهندس الجيل الجديد الذي ينتمي الى عائلة الصواريخ الذكية وصواريخ الدقة العالية المنافسة لاحدث الصواريخ بالعالم (صواريخ كاليبر الروسية والتوماهوك الامريكي) اذ تستطيع هذه الصواريخ ان تدمر سفنا وقطعا بحرية ضخمة بزنة 3 الى 10 الاف طن كما انها قادرة على تحقيق تدمير مباشر وكامل بحاملات الطائرات نظرا لدقتها العالية في ضرب المكامن الحيوية بالحاملة وايضا لحجم رأسها الحربي الذي يزن نحو 600 كيلوجرام من المواد شديد الانفجار فيكفي 10 صواريخ (6 اطنان من المواد المتفجرة ) لتلهب حاملة الطائرات وتغرقها.
لدى ايران حاليا صواريخ دقيقة جدا بمدى بعيد يصل الى 2000 كيلو متر فضلا عن الطائرات المسيرة التي تستطيع بلوغ مسافات تغطي بحار المنطقة ، اما حاملات الطائرات الأمريكية واساطيلها وقواتها هي لا تبعد اكثر من 500 كيلو متر لذلك هي عمليا تحت شعاع الصواريخ والطائرات المسيرة.
في الاخير لا يسعنا القول سوى ان خطوات الادارة الامريكية بقيادة ترامب للتصعيد ضد ايران وفرض المزيد من العقوبات وارسال المزيد من حاملات الطائرات الى الخليج الفارسي ليست اكثر من خطوات غبية ستفتح الكثير من المتاعب على امريكا وتدحرجها الى حافة الهاوية الصدام المفتوح، فايران جاهزة عمليا لخوض اي مسار عسكري سواء اذا تعرضت لهجوم او ضربة استباقية او لاستفزاز ،فامكاناتها الدفاعية والتسليحية خصوصا على مستوى البحر قادرة بعون الله تعالى ان تحول الخليج الفارسي الى مقبرة جماعية للاساطيل وحاملات الطائرات الامريكية واغراقها.