جهاد .. نصر أو استشهاد
العميد / مبارك حزام الزايدي /
الشهادة عطاء وسخاء وغاية لا ينالها إلا العظماء والكرماء من البشرية وفي كافة الشرائع السماوية منح الشهيد المدافع عن دينه ووطنه وعرضه مكانة عظيمة ورفعة في الدنيا وينال أجراً عظيماً في الآخرة
وديننا الإسلامي الحنيف وشريعته السمحاء أكدت على ذلك بل وجعلت منزلة الشهيد في تقارن وثيق مع الأنبياء والصديقين وهي مكانة وهبها المولى عز وجل للشهداء لعطائهم وجودهم ولما بذلوه من تضحيات بأرواحهم ودمائهم الزكية الطاهرة في سبيل الله ثم رفعة الدين وعزة أوطانهم وكرامة شعبهم في التصدي والمواجهة لأعداء الأمة الإسلامية.
فصول من التضحيات التي قدمها المجاهدون من أبطال الجيش في ميادين العزة والكرامة .. في كافة جبهات المواجهة ومواقع النزال والبسالة والشجاعة والإقدام على مدى تسع سنوات من الصمود والشموخ والإباء يتصدون بعزيمة وإرادة لأعداء الدين والوطن من الأمريكان واليهود وإذنابهم من قوى العمالة والارتزاق من النظامين السعود إماراتي ومنتفعي المال المدنس من خونة الوطن ومنافقيه وسطّر فيها أبطالنا الميامين آيات من التضحيات وقدموا قوافل من الشهداء الأبرار والجرحى والأسرى وبذلوا أنفسهم رخيصة في سبيل أن يبقى اليمن عزيزاً شامخاً لا يقبل أبناؤه الذلة والخضوع .. مستقلين بقرارهم وسيادتهم .. رافضين الوصاية الخارجية والهيمنة الاستعمارية والاحتلال الأجنبي على أرضه وسمائه وبحره، وبالمقابل هؤلاء الأبطال رسموا لوحات النضال والصبر والشموخ في مواجهة جيوش وجحافل مرتزقة العدوان الأمريكي الصهيوني والسعود وإماراتي وعملائهم في داخل الوطن وخارجه في معركة وصفها قائد الثورة السيد العلم المجاهد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي بمعركة النفس الطويل وهي ملحمة وطنية سطرها أبطال الجيش سيخلدها التاريخ في صفحاته وسيتناقلها الأجيال المتعاقبة على مر الزمن جيلاً بعد جيل.
لعلنا اليوم ندرك مآثر وتضحيات أبطالنا المجاهدون في ثغور الوطن وما قدموه من مواقف ثابتة خلال المواجهة مع الأعداء ونستنتج من ذلك إن دماء شهدائنا العظماء أضحت سهاماً تحققت من خلالها الانتصارات العظيمة وأعطت اليمن قيادة وحكومة وشعباً نصرا مؤزرا لمستقبل يشمله الحرية والاستقلال والأمن والاستقرار الذي يعيشه اليمن ما بعد النصر وهو ما يؤكد موقفنا الثابت من قضيتنا المركزية فلسطين وإسناد الشعب اليمني للشعب الفلسطيني ومقاوميه سياسيا وشعبيا وعسكريا من خلال العمليات الهجومية للقوة الصاروخية وسلاح الجو المسير واستهداف عمق الكيان الصهيوني بالإضافة إلى خنق العدو وحصاره اقتصاديا من خلال منع واستهداف السفن التجارية التابعة له أو المتجهة إلى موانيه.. وإذا ما نضرنا إلى ما يقدمه إخواننا الميامين في فلسطين من مآثر بطولية ومواقف ثابتة وراسخة رسوخ الجبال في المواجهة مع جيش الكيان الصهيوني المارق في صور عظيمة من الإقدام والبسالة وهم ينكلون بجنوده وعتاده وتدمير أسطورة الجيش الذي لا يقهر وهو الدليل القطعي على إن التضحيات والبطولات وتقديم الدماء الزكية رخيصة في سبيل عزة وكرامة المسلمين أثمرت عزا ونصرا ليس لفلسطين فقط بل للأمة العربية والإسلامية وان شاء الله النصر قادم وهو وعد إلاهي لعبادة المجاهدين وانه لجهاد نصر أو استشهاد..
* مدير مكتب قائد المنطقة العسكرية الثالثة.