«فجر الصحراء» وتكتيك الصدمة.. الجيش واللجان نموذجاً (الحلقة (1)
الهجوم المفاجئ - الهجوم الخاطف - تكتيك الصدمة:
جميعها مناورة هجومية في المعارك، والذي تقوم فيه القوات المهاجمة بالهجوم بقوات كبيرة وبأقصى سرعة،هذا كتكتيك معمول به في الجيوش.
الهدف من هذا التكتيك:
توجيه ضربة مباشرة قوية ضد العدو، تهدف إلى كسر تشكيلاته وتحطيم معنويات جنوده.
بعد اختراع الأسلحة النارية، تضاءل استخدام سلاح الفرسان في التكتيكات العسكرية، وأصبح استخدام المشاة المدجّجة بالأسلحة النارية أكثر شيوعًا. ولكن مع انتشار تكتيك حرب الخنادق في الحرب العالمية الأولى، أصبح استخدام المشاة أيضًا غير فعال، حيث جعلت الرشاشات هذا التكتيك غير نافع، ولولا اختراع الدبابات لما أمكن استخدام تكتيك الهجوم المفاجئ ثانيةً.
عدل الألمان التكتيك ليتلاءم مع الحرب المدرعة، وكانت النتيجة: (تكتيك الحرب الخاطفة) الذي اعتمد على استخدام الدبابات، وحقّق إنجازات كبيرةً خلال الحرب، فانتشر استخدامه في معظم الجيوش الحديثة.
استخدمت الولايات المتحدة الأمريكية في حرب الخليج الثانية تكتيكًا أسْمَتْهُ: "الصدمة والرعب"، وهو تكتيك جمَع بين الحرب البرية و الجوية. ونظراً لمتطلبات هذا النوع من الهجوم، فإنّ العسكرية الحديثة أوجدت ما تُسمّى بـ: (قوات مشاة ميكانيكية) المزوّدة بأسرع مركبات الحركة، التي تمكّنها من تنفيذ هذه الاستراتيجية، إلا أنّ القيادة العسكرية تلجأ -عادة- إلى الهجوم في البداية باستخدام قواتها الخاصة قبل الهجوم بباقي القوات؛ حتى تقوم القوات الخاصة بإحداث أكبر قدْرٍ ممكن من الخسائر للعدو وتفقده توازنه سريعاً؛ وهو ما يسمى بأسلوب: (لدغات العنكبوت) الذي يلجأ إلى شلّ الفريسة أولاً قبل الهجوم عليها وهو ما يستخدم من قبل الجيش واللجان في عملياتهم العسكرية وبحسب مايتطلبه الموقف والوضعية دون استخدام المدرعات، والتي كان لابد منها بحسب تكتيك هذه الدولة التي تسمى بالعظماء.
عموماً، يستلزم للقوات المهاجمة عدة شروط لتطبيق هذا التكتيك في المعارك، ومنها:
سرعة تحركه:
قوتها النيرانية أعلى ما يمكن.
قائدها ذكي وصاحب خطة مرنة لتعديل الموقف في أي وقت.
لكن يظل أهم شرط هو: عنصر المفاجأة والإخفاء التام لوضع هذه القوات عن العدو؛ حتى لا يأخذ احتياطاته. عملياً، تقلّصت إمكانية تنفيذه لهذا السبب الأخير مع تطور الوسائل التكنولوجية في الاستطلاع والرصد، وكذلك في الأعمال الاستخباراتية، وذلك بوجود الأقمار الصناعية التي تمتلك القدرة على مسح كامل أرض المعركة واكتشاف تجمعات العدو؛ مما يضعف عامل المفاجأة إلا أن الجيش واللجان اجتازوا كل هذا وجعلوا من المستحيل ممكنا.
الحرب الخاطفة :
استراتيجية عسكرية استخدمتها ألمانيا في الحرب العالمية الثانية والان تم تطويرها من قبل وزارة الدفاع ورئاسة هيئه الأركان العامة بعد دراسات عميقة ربطت فيها بين تكتيكات استخدمت في الحربين العالميتين الأولى والثانية وما تلاها من حروب كحرب الخليج الأولى والثانية ،فبعد الدراسات المستفيضة لتلك الحروب ومار رافقهما سلبا وإيجابا ،فقد استفادة وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان من كل ذلك فعمدت على إعداد خطط استراتيجة مطورة، وهو ما لمسناه ولمسه أغلب الأكاديميين العسكريين والاستراتيجيين والسياسيين وذلك من خلال أساليب القتال والمعارك التي يخوضها أبطال الجيش واللجان، وما يتحقق من انتصارات على أيديهم،وكسر أقوى تحالف عدواني كوني رغم إمكاناته الضخمة وعدته وعتاده التي لا حصر لها.
الحرب الخاطفة أو حرب البرق :
مفهوم عسكري يستخدم في العمليات الهجومية تعتمد الحرب الخاطفة على استخدام عنصر المفاجأة والهجوم بسرعة لمنع العدو من الصمود دفاعيًا. طورت عدة دول المبادئ التي قام عليها مفهوم الحرب الخاطفة خلال العشرينيات والثلاثينيات من القرن الماضي، فهاهو الجيش واللجان تطبق هذا المفهوم واستخدمه على نطاق واسع في جميع مسارح العمليات العسكرية.
إن من أساليب العمل العسكري الاستراتيجي الذي انتهجته وزارة والدفاع ورئاسة الأركان اليمنية أنها أبدعت حين جرت العدوان وأنهكته نفسيا وماديا ومعنويا وسياسيا وأخلاقيا وإنسانيا حين اتخذت تكتيكاً يحمل أسلوب حرب تحمل طابعاً استنزافياً سواء كان ذلك الاستنزاف في الموارد بشرية كانت ومادية (وهو ما أظهرته صفقات الأسلحة مؤخرا واسيرادها مرتزقة(.
بدورها (القوات المسلحة اليمنية جيشاً ولجاناً وفقاً لنظريات الحرب الخاطفة) فقد اتبع الجيش واللجان نهج الحرب باستخدام السرعة والمناورات الحادة يتم الإخلال بتوازن العدو ومحاصرة تشكيلات بأكملها والقضاء عليها بسرعة وهو ما استخدم وطور من قبل الجيش واللجان .
أثبتت الخبرات العسكرية للجيش واللجان والتي استقوها من الميدان أن تكتيكات الصدمة والتأثيرات النفسية لهجوم منظم ومنسق ستكون رهيبة فعلاً، ويمكن لتأثيرها أن يمتد إلى مسافات بعيدة عن نقطة الاشتباك، كما تحدث اضطراباً وخلخلةً في صفوف العدو وهو في وضعية الدفاع مفعول أو تأثير الصدمة الناتج عن هجوم المشاة والمدرعات إن توفر التخطيط الجيد والتنسيق من حيث استخدام مختلف الأسلحة، يعطى بحد ذاته بعض الحماية لقوات الجيش واللجان المهاجمة ويخفض عدد الإصابات البشرية.