في كتاب عن الجاسوسية للصحفي سعيد الجزائري..ملف الثمانينات عن حرب المخابرات
الجاسوسية.. حرب مستعرة كانت ومازالت تنشط في كل الدول والبلدان فالأنظمة والعلاقات الدولية لا ترى فيها أي ضرر طالما هي حرب سجال..
طالما هي نشاط يكتب السمة الجيوستراتيجية في علاقات الدول والبلدان وطالما ظلت هناك حسابات علنية وحسابات خفية في إطار منظومة العلاقات الإقليمية والدولية..
لذلك عندما تطالعنا بعض الأخبار عن اكتشاف خلايا جاسوسية في هذا البلد أو ذاك فلا غرابة تداهمنا.. لأن هذا يأتي في صلب العلاقات القائمة ولاسيما في عالم شديد الاضطراب ونحن عندما نعيد قراءة أحداث مضت أو تجارب حدثت إنما نأخذ منها العظة والعبرة ومنها نستقي الخبرات والدروس المستفادة.. وخاصة العاملين في القطاعات الأمنية والمخابراتية..
وهنا نواصل قراءة كتاب عن الجاسوسية وهو للصحفي سعيد الجزائري وفي هذا الباب أغرب قصة عن الحب الشاذ والجاسوسية عن جاسوس صيني كان ينقل المعلومات وينجب الأطفال..
حيث يورد الكتاب أنه في عام 1964م تمكن الفرنسي برنار بروسيكو وهو من مواليد 1934م من الالتحاق موظفاً في وزارة الخارجية الفرنسية دون إجراء مسابقة أي أنه دخل بالواسطة.. وكان لديه شهادة الثانوية فقط فتم تعيينه محاسباً في السفارة الفرنسية في بكين بالصين من أواخر عام 1964م الى آخر عام 1965م وقد استطاع ان يقيم علاقة غريبة النوع مع فنان صيني اسمه "باي بوش" من مواليد بكين 1942م حيث بدأت علاقته بالاعجاب ثم الشذوذ ثم أدعى برنار الشاذ أن صديقه الصيني كان ينبغي ان يكون أثنى.. وبالغ أنه أدعى أنه حمل منه وأنجب منه ولداً واختار له اسم "رووش".. "لا حول ولا قوة إلا بالله".. كم يحفل عالم المخابرات بعجائب وفضائح يندى لها الجبين..
المهم.. أن هذه العلاقة غير السوية استمرت.. وغالط نفسه برنار الفرنسي أن صديقة قد حمل ولداً "دووش" واقتنع بهذه الكذبة..
وقد قامت المخابرات الفرنسية بالقاء القبض على الزوجين الشاذين واعادت الصيني "دووش" الى بلاده باعتبار ان ليس له ذنب في العلاقة غير السوية بين الشاذين جنسيا.. وخاصة ان المخابرات الفرنسية قد قامت بالفحص الطبي على الصيني باي بوش وتبين انه ليس انثى وانه غير قادر على الانجاب وانما هو "خنثى" وبطبيعة انثوية لكنه ليس بانثى واتضح ان المخابرات الفرنسية اكتشفت ان المخابرات الصينية هي من دبرت تلك العلاقة للحصول على المعلومات الاستخبارية المهمة..
وحسب تصريح احد ضباط المخابرات الفرنسية ان برنار شخص هش وعمل دون خبرة في السفارة الفرنسية وتمكنت المخابرات الصينية من اختراقه من خلال ذلك الشاب الصيني الشاذ للحصول على معلومات مهمة..