في كتاب عن الجاسوسية للصحفي سعيد الجزائري..المخابرات الأمريكية تشارك في المضاربات وتقديم خدمات شخصية
الدور المخابراتي المتعدد والمتشعب الذي تقوم به المخابرات الأمريكية يصل الى المقاولة بالخدمات في أكثر من مجال وأكثر من اتجاه..
فقد تبين مما تسرب من بعض الوثائق أنها تتدخل في عمل الشركات وتمارس المضاربة بالأموال وتستحوذ على بورصات من خلال عملائها ومن خلال نفوذها الطاغي..
ومعروف أن الصحافة الأمريكية تتقمص عن الدور المشبوه لهذه المخابرات الأمريكية، ولكنها سرعان ما تتعرض الى التكميم والى الإخراس إذ يتدخل الكونجرس الأمريكي لإيقاف نشر أية قضايا تحت مسمى لدواعٍ أمنية..
وقد فضحت الصحافة الأمريكية الممارسات اللا شرعية واللا إنسانية لهذا الجهاز الاستخباري القذر وسمع العالم عن ذلك التقرير الضخم الذي يحتوي على وقائع مذهلة ومريبة عن نشاط المخابرات الأمريكية، ولم يتسرب من ذلك التقرير إلا القليل القليل عما ورد في ذلك التقرير، لأن المخابرات تدخلت وحالت دون نشر تلك الوثائق المهمة والخطيرة، لكن صحيفة "ري فيليج فويس" نشرت بعض أجزاء من التقرير التي تسربت لها قبل أن يتدخل البيت الأبيض ويأمر بإيقاف النشر حسب الدستور الأمريكي.. فإننا ننشر في هذا الكتاب ما تمكنت الصحيفة من نشره بعد ترجمته الى اللغة العربية..
وتفخر هذه الوكالة القذرة بأنها تقوم بأنشطة عديدة.. منها:
- مساهمتها في البحث والتنمية..
- سيطرتها على المعاهد والمؤسسات التعليمية.
- قدرتها على النفاذ الى مفاصل الشركات الخاصة وتوجيهها لخدمتها..
كيف تصطاد المخابرات الأمريكية زعماء الطلبة
وهذا مجال برعت فيه هذه الوكالة الخطيرة وفي هذا الإطار يأتي تصريح "سام براون" الرئيس السابق لمجلة الاتحاد.. بأن المخابرات اكتفت في ما يتعلق بالجمعية بإقامة علاقات مع واحد أو أثنين من زعماء الاتحاد، وقد أبلغتهما بأنهما سوف يطلعان على بعض أسرار الدولة ومن ثم طلب منهما التوقيع على تعهد بأن لا يبوحا بشيء، مما سيطلعان عليه.. وبعد التعهد قبيل لهما أنتما الآن في خدمة المخابرات الأمريكية، وبالفعل أصبحت أقدامهما في الفخ باعتبارهما قد وقعا على ذلك التعهد، حيث أصبح الرجلان مرتبطين بالمخابرات الأمريكية بشكل لا فكاك منه..
لكن الغريب بأن زعماء الطلبة الذين جندتهم المخابرات الأمريكية لم يظهروا أي ضيق أو تبرم.. بل أن كثيراً منهم أصبحوا من أنشط العملاء السريين وأصبح أحدهم الساعد الأيمن لمدير المخابرات الأمريكية، وكان أحياناً يمثل المخابرات الأمريكية رسمياً ليقوم بتسجيل عدد آخر من زعماء الطلبة أعضاء الاتحاد.