كتاب للصحفي سعيد الجزائري:ملف الثمانينات عن حرب المخابرات
أمريكا.. الطاغوت الأكبر.. إمبراطورية الشر ومركز المخابرات العالمية التي حسب ما تقول عن نفسها.. إمبراطورية تحصي انفاس البشر.. والتي تطلع على كل صغيرة وكل كبيرة..
علاقاتها مع محيطها علاقة هيمنة وسيطرة وعلاقات فيها من التآمر ما فيها.. وفيها من السعي المتواصل للاستحواذ على القرارات كما انها المستحوذة على القرارات الأمنية والمخابراتية وهنا في هذه الحلقة نواصل قراءة الأحداث وتحليل الشخصيات التي استهدفتها المخابرات المركزية الأمريكية..
قراءة وتحليل: عميد أنور الماوري*
وبالطبع الزعيم الكوبي الشهير فيدل كاسترو نال نصيب الأسد من الاهتمام الأمريكي ووصلته مساحة كبيرة من المؤامرات الأمريكية.. وبعد أن بدأت المخابرات الأمريكية تتقرب من عشيقة كاسترو "ماريا" ومحاولة تهريبها الى أمريكا..
كانت العلاقة بين أمريكا وكوبا قد وصلت حد التأزيم الكامل، وساد لدى المخابرات الأمريكية اعتقاد أن كاسترو يخطط لعمليات شديدة الخطورة ضد أمريكا ولاسيما أن حالة من الضبابية والاعتام ساد الجو المخابراتي الأمريكي في كوبا.. وفقدت تلك المخابرات قدرتها على النفاذ الى الدوائر القريبة من الزعيم الكوبي فيدل كاسترو..
وكانت "ماريا" وفرانك قد غادروا كوبا الى نيويورك.. وأصبح بقية العملاء يعانون أشد المعاناة، ولا يتمكنون من التحرك، واستحال عليهم بناء علاقات خاصة مع الدوائر المقربة من كاسترو للوصول الى المعلومات السرية وهنا سارع الضابط المخابراتي الأمريكي "فرانك" في ميامي الى التوجه بإعادة إرسال "ماريا" في مهمة خاصة الى "هافانا" مهما كلف الأمر.. في سعي مخابراتي متهور للحصول على حقائق مهمة من مقر كاسترو وتحتاج إليها قيادة المخابرات لذلك وجرى بحث كل الترتيبات بين "ماريا" عشيقة كاسترو وبين ضابط المخابرات الأمريكي فرانك وتدارسا معاً كل الاحتمالات وقام فرانك بتحضير جواز سفر مزور واشترى لماريا ملابس سياحة.. وتم اختيار لحظة غياب كاسترو عن هافانا لكي تدخل ماريا هافانا.. وكان قد أعلن عن تحرك كاسترو الى سبيناغا زاباتا".. عندها ركبت ماريا أول طائرة متوجهة الى هافانا وهي تحمل جواز سفر مزور، وحرصت ماريا على تغيير تسريحة شعرها، وغيرت من لون بشرتها الى السمار من خلال المساحيق والمراهم الخاصة من مختبرات المخابرات الأمريكية ووضعت مسدساً محشواً بالرصاص وبزة عسكرية تحمل رتبة ملازم أول سبق أن منحها أياها كاسترو.. ولدى وصولها الى مطار هافانا مرت بسهولة من الجمارك الكوبية حتى أنهم لم يفتحوا حقيبتها وتحركت من المطار لتقيم في فندق متواضع من الدرجة الثالثة من مركز المدينة كان فرانك قد اعطاها عنوانه..
وبسرعة غيرت ماريا ملابسها وارتدت الزي العسكري الكوبي وأخفت وجهها خلف نظارتين كبيرتين واتجهت سرعة الى فندق هيلتون الذي كان كاسترو مازال يستخدمه مكتباً له..
كانت قاعدة الفندق كعادتها مزدحمة بالناس فدخلت ماريا بخطوات ثابتة متحاشية البوابين الذين كانوا يعرفونها وسارت الأمور على ما يرام، فدخلت الجناح 24 وفتحت الجناح بالمفتاح الذي كانت تحتفظ به ووجدت الوثائق المطلوبة وغادرت فندق هيلتون الى فندقها.. ثم غادرت الى مطار هافانا ومنه انتقلت بالطائرة الى ميامي..
وبعد الاطلاع على الوثائق أبلغها فرانك أن تلك الوثائق مهمة جداً.. وأنها قد كشفت خرائط للقواعد والصورايخ السوفيتية في كوبا..
واستطاعت المخابرات الأمريكية أن تكتشف مواقع الصواريخ السوفيتية في كوبا..
* في العدد القادم كاسترو يكتشف عودة ماريا ويرسل لاعتقالها الى نيويورك.