بعد ٢٠ عاما من الدمار والإبادة الجماعية:الهزيمة الأمريكية في أفغانستان ..وتبادل ادوار العملاء
بعد ٢٠ عاما من الحرب المشبوهة التي شنتها الولايات المتحدة الأمريكية على أفغانستان تحت ذريعة محاربة الإرهاب وعلى طول هذين العقدين التي ارتكبت فيهما أمريكا جرائم الحرب والإبادة الجماعية
ونشر الدمار وتحويل أفغانستان إلى كتلة من النار هاهي أمريكا وبكل جبروتها وطغيانها تنسحب وتترك الساحة وهي مثخنة بالخسائر والهزائم الفادحة التي لحقت بقواتها على الأرض ،فقد خسرت الحرب ومعها خسرت الآلاف من الجنود وأكثر من تريلون دولار من الأموال المدفوعة لتسعير أفغانستان وإحراقها .
واصبحت ما تسمى بحركة طالبان التي كانت العنوان والفزاعة التي استغلتها أمريكا للعدوان على أفغانستان تحت مبرر محاربتها ومحاربة الإرهاب وحماية أمريكا من هجماتها هي من تحكم أفغانستان اليوم وتبسط سيطرتها الكاملة على كل أراضيها،وذلك بعد أن وصلت أمريكا إلى قعر الهزيمة وإعلان الانسحاب .
بالتالي فان هذا التحول الكبير الذي طرأ على الملف الأفغاني لا يفسر على فرضية إن حركة طالبان فرضت إرادتها بالقوة على البلاد أو تمردت على أمريكا بل إن ماحصل عبارة مناورة منسقة ومدروسة بين النظام الأمريكي وحركة طالبان على أسا إعادة الانتشار لعناصر طالبان في ظل الانسحاب الأمريكي أي أنه عبارة عن "تبادل أدوار بين العملاء "فتحل طالبان مكان النظام الأفغاني بعد أن أصبح الأخير فاقد الفاعلية والفائدة في فلك السياسة الأمريكية ولهذا فإن هناك ثلاثة أبعاد يمكن أن نلخص فيها ماحصل :
الأول :أن أمريكا هُزمت هزيمة ساحقة في الحرب على أفغانستان ولم تنجح في تحقيق ما طمحت إليه سياساتها الاستعمارية طيلة 20عاما التي عملت خلالها على نهب الثروات محاولة مسح الهوية الأفغانية وتحويل أفغانستان إلى إقطاعية وقاعدة متقدمة لمهاجمة خصومها في شرق أسيا كالصين وروسيا و الشرق الأوسط إيران لذا فالهزيمة والفشل الأمريكي حقيقي وبالمعطيات .
ثانيا :إرادة أمريكا وبعد أن تفككت إرادتها وقوتها ودخلت خط اليأس إلى محاولة إنقاذ وضعها وحماية ثبات مشروعها التخريبي والاستعماري لجئت إلى الاتفاق مع حركة طالبان وتمكين الأخير من إدارة دفة الحكم على البلاد على أنقاض النظام الأفغاني الذي غادر خائبا بعد سنوات من العمالة والخيانة فلم يعد لهذا النظام أي أثر في السياسة الأمريكية كما أصبح عبئا ثقيلا لم يعد باستطاعة أمريكا تحمله فلجأت إلى التخلص منه بأسوأ صورة وأسرع موقف كما حصل .
ثالثا: حركة طالبان وهي طرف الصراع لا يمكن أن نعتبرها قوة مارقة أو ممانعة على السياسية الأمريكية بل ماتزال تتلقى الرعاية والدعم من أمريكا سواءً في الجانب السياسي أو العسكري والاقتصادي ومسالة وصولها لسدة الحكم على أفغانستان جزء من مخطط أمريكي جديد لنقل أفغانستان من الاستعمار والاحتلال الأمريكي المباشر إلى الاحتلال بالوكالة لذا سيبقى مشروع التخريب ونهب ثروات الشعب الأفغاني مستمرة كما ستصب أموال الأفغان في الخزانة الأمريكية ولا يستبعد أن تستخدم أمريكا حركة طالبان نفسها لتنفيذ برتوكولات عدوانية بالمستقبل ضد خصوم أمريكا هنا وهناك ولاسيما إيران الدولة الجارة .