« 26 سبتمبر » ترافق القيادات العسكرية في زيارتهم إلى جيزان :جيزان .. آيات النصر اليماني
المتابع للانتصارات العظيمة التي يحققها أبطال الجيش واللجان الشعبية في جبهة جيزان، يدرك أن العمليات النوعية والإستراتيجية وعمليات دك مراكز رقابة العدو السعودي
بما في ذلك الوصول إلى العمق، تتطلب شجاعة واستبسال وتضحية قلما توجد إلا في أولئك الفتية الذين آمنوا بربهم وزادهم هدى.. آمنوا وتوكلوا على الله حق التوكل فكان ناصرهم ومؤيدهم في كل تحركاتهم التي لم تستطع أحدث الرادارات كشفها، هؤلاء المجاهدين الشباب المتسلحين بالقرآن ثقافة وعملاً وهبوا أنفسهم لله تعالى وللذود عن سيادة اليمن وأرضه وحدوده، فتراهم السباقين إلى تنفيذ عمليات المباغتة ومفاجأة العدو بخطط هجومية وتكتيك جديد لا تعرفه ولا تدرسه الجيوش إلا في مدرسة المسيرة القرآنية مدرسة الارتباط والتوكل على الله.
تغطية : مقدم/ عبدالحميد الحجازي
العمليات الأخيرة التي نفذها أبطال الجيش واللجان الشعبية في قطاع جيزان أظهرت قوة بأس المقاتل اليمني وعزيمته التي لا تلين رغم الفارق الكبير في العدد والعدة، العدو السعودي استقدم كتائب بأكملها من المرتزقة السودانيين ظناً منه انه محمي بهم وبكثافة أعدادهم، أضف إلى ذلك التحصينات المنيعة والانتشار الواسع.. وسرعان ماخاب ظنهم وأنه لاعاصم اليوم من أمر الله، لاعاصم أمام الضربات الحيدرية التي تجاوزت جموع المرتزقة السودانيين الذين أصبحوا كالصريم وهشيم المحتضر مابين قتيل واسير ومن نجا منهم ولوا مدبرين، وبدأت بعدها عمليات الوجع الحقيقي بوصول مجاهدو الجيش واللجان إلى مراكز القيادة التابعة للعدو، وبضربات مدروسة زلزل المجاهدون تلك المراكز وتحولت إلى حطام بعد عين.. عندها سجد المجاهدون لله حمداً وشكراً مهللين بالتكبير لمن يستحق التعظيم في مثل كهذا مواقف.
أطماع آل سعود
سعى الكيان التوسعي لنظام آل سلول منذ نشأته إلى احتلال وضم العديد من المناطق، كعسير ونجران وجيزان التي لاتزال بتضاريسها وعاداتها وتقاليدها تؤكد أنها جزء من اليمن وامتداد طبيعي لسلسلة الجبال والتهائم اليمنية، ومع ذلك لم تقف أطماع آل سعود في التوسع جنوباً، فعمل على شراء الولاءات ومنح بعض سكان المناطق الحدودية اليمنية الجنسية أو التابعة السعودية، والسماح لهم بعبور الحدود وفق اعتبارات وامتيازات أرادت منها السعودية كسب ولاء سكان تلك المناطق، في الوقت الذي كانت المديريات الحدودية تعاني النسيان والحرمان من أبسط الخدمات الضرورية وعلى رأسها خدمات الطرقات والخدمات التعليمية والصحية، ولعل هذا الإهمال المتعمد الذي كرسه النظام السابق كان بمثابة التمهيد لضم أجزاء يمنية واسعة بل ومديريات بأكملها إلى الكيان السعودي، ناهيكم عن النشاط الوهابي وفكر التكفير الذي تغلل في أوساط المجتمع مستغلاً عدداً من العوامل السياسية والاجتماعية والحروب الست التي شنها النظام السابق على أجزاء واسعة من محافظة صعدة.
ومع ظهور المسيرة القرآنية المباركة وكشفها للعديد من الحقائق والمؤتمرات وفي مقدمتها الأطماع السعودية في الأراضي اليمنية رغم الضيم الذي لحق باليمنيين جراء ترسيم الحدود في العام 2000م بما عرف بمعاهدة جدة.. وعند شن العدوان السعودي الصهيو امريكي غاراته الأولى في مارس 2015م وتماديه في التدمير والقتل وصولاً إلى إعلان محافظة صعدة وغيرها من المناطق الحدودية، مناطق عسكرية ومسرح لعملياته وطلعات طيرانه الغاشم، فكان لزاماً على أحرار وشرفاء اليمن في ظل القيادة الثورية الحكيمة التحرك للتصدي لهذا العدوان وحماية الحدود الشمالية للجمهورية اليمنية، والبدء بتنفيذ عمليات نوعية فيما وراء الحدود وصولاً إلى التهديد والاستعداد المباشر لأهداف عسكرية وحيوية داخل العمق السعودي، وبالتالي زيادة بنك الأهداف والتحول إلى الهجوم المدروس والمؤلم للمطارات والقواعد الحربية وتمديدات النفط وغيرها من الأهداف الحيوية.
معادلة جديدة
الانتصارات الأخيرة التي شهدتها قطاع جيزان فرض معادلة جديدة في الساحل الغربي، ممثلة في تهديد السواحل السعوديّة مقابل أي تهديد يقدم عليه العدوان للسواحل اليمنية ، خصوصاً وأنه في وقت سابق حاولت مجاميع العدوان التسلل في محافظة حجة الساحلية في مارس الماضي، فقوبل ذلك بتوغل كبير لقوات الجيش واللجان الشعبية في منطقة جيزان الساحلية التي يتواجد فيها أحد أهم وأكبر الموانئ النفطية في العالم.
ناهيكم عن تمادى غارات العدوان في استهداف المناطق والسكنية والأعيان المدنية وماخلفته غاراته الهستيرية من شهداء وجرحى وتدمير للبنية التحتية الخدمية، وهو ما تشهد به صور الخراب والدمار وبقايا الصواريخ والقنابل والمقذوفات الأخرى التي لاتزال متناثرة هنا وهناك، مؤكدة همجية العدوان وإفلاسه وتجرده من كافة القيم الإنسانية والدينية والأخلاقية.
زيارات تفقد ومعايدة
في إطار الزيارات العيدية التي تنفذها وزارة الدفاع ورئاسة هيئة الأركان العامة للمرابطين في جبهات العزة والكرامة.. قام مدير دائرة الاستخبارات العسكرية العميد الركن علي محمد أبو حليقة ومعه مدير دائرة التقاعد العسكري العميد عبدالله الكبودي ومدير دائرة الرياضة العسكرية العميد عبدالجليل غازي، ومدير مركز القيادة والسيطرة العميد فايز الحارثي، بزيارة تفقد ومعايدة للمرابطين من أبطال الجيش واللجان الشعبية في مجموعة ألوية جيزان.
وخلال الزيارة التي رافقهم فيها قائد مجموعة ألوية جيزان اللواء احمد يحيى جسار.. نقل العميد أبو حليقة ومرافقوه من قادة الدوائر العسكرية تهاني القيادة السياسية والعسكرية للمرابطين بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وكذا مباركتهم للانتصارات الكبيرة التي حققها منتسبو أولوية جيزان، والتي تعكس القدرات القتالية المتطورة والجهوزية العالية لتنفيذ العمليات النوعية ومباغتة العدو في عقر داره.
وأكد القادة الزائرون أن قطاع جيزان الحدودي من القطاعات العسكرية الهامة التي شهدت الانتصارات العظيمة بفضل شجاعة وثبات واستبسال المجاهدين من أبناء الجيش واللجان الشعبية والذين بعون الله وتوفيقه تمكنوا من إخضاع العدو السعودي وتلقينه ضربات قاسية وموجعة، جعلته يجر أذيال الهزيمة والانكسار.
وأشار الوفد الزائر إلى حقيقية أطماع العدوان التوسعية وسعيه إلى احتلال الأراضي اليمنية، لكن قوة إيمان وبأس المقاتل اليمني بددت أحلام العدوان الواهية، فلم يجن من عدوانه وجرائمه المتتالية ضد شعبنا اليمني إلا المزيد من الصمود والثبات والإصرار على تحقيق النصر ضد العدوان ومرتزقته.
اقتراب النصر
من جانبه أكد قائد مجموعة ألوية جيزان جهوزية منتسبي الجيش واللجان الشعبية المرابطين في مختلف المحاور، للرد على غطرسة العدوان السعودي الصهيو أمريكي، كحق مشروع أمام الجرائم والمجازر التي ارتكبها ويرتكبها العدوان بحق شعبنا اليمني أطفالاً ونساءً ورجالاً، منذ مايزيد عن ست سنوات.. مشيراً إلى أن تلاحم القيادة السياسة والعسكرية جنباً إلى جنب مع المجاهدين في مختلف المجالات والجبهات، والاستمرار في رفد الجبهات بالمال والرجال، سيعزز من اقتراب النصر ودحر العدوان.
ثابتون وراسخون
ثمن أبطال الجيش واللجان الشعبية المرابطون في محور جيزان، اهتمام ودعم القيادة الثورية والسياسية والعسكرية والرعاية التي توليها للمرابطين في هذا القطاع الحدودي الهام.. مشيرين إلى أن الزيارات العيدية والتفقدية لها عظيم الأثر في رفع المعنويات القتالية والإصرار على تحقيق المزيد من الانتصارات.
وجدد المرابطون العهد لقيادة الثورة والقيادة السياسية والعسكرية إنهم ثابتون وراسخون في مواقع العزة والشرف حتى يتحقق النصر المبين.
ورقة تضييق
اليوم وبعد مايقارب السبع سنوات من عدوان آل سعود ومن تحالف معهم من دول الاستكبار الصهيوني الغربي، تمكن أبطال الجيش واللجان الشعبية في مناطق جيزان وعسير ونجران من تحقيق الانتصارات الكبيرة التي مرغت أنف العدو السعودي بالهزائم المتتالية وأجبرته على الاحتماء بمرتزقته من مختلف الجنسيات الذين باتوا تحت رحمة نيران مجاهدي الجيش واللجان، ولم يكتف العدو السعودي بذلك فمن شدة الخوف والرعب والهزيمة النفسية التي يعيشها، أصدر مؤخراَ قراراً يمنع تواجد العمالة اليمنية في مناطق نجران وعسير وجيزان، والتضييق على المغتربين اليمنيين الذين أخبرتهم الظروف المعيشية للعمل في أعمال تجارية ومدنية في تلك المناطق، كما يطال هذا القرار الجائر أطباء يمنيين يعملون في المستشفيات وأستاذة ودكاترة جامعيين يعملون في جامعة نجران.
المتابعون السياسيون يصفون هذا القرار بالظالم والعدواني لأنه يحرم ما يقارب نصف مليون من المغتربين اليمنيين دون غيرهم من الوافدين من وظائفهم وأعمالهم مما يؤثر على وضعهم المعيشي ووضع الأسر التي يعيلونها في ظل التداعيات الاقتصادية الناتجة عن استمرار العدوان والحصار.
في حين يرى آخرون أن قرار منع تواجد العمالة اليمنية في مناطق جنوب المملكة، ورقة يستخدمها العدو السعودي لإيقاف التقدم العسكري للجيش واللجان الشعبية الذين يقتربون كل يوم من العمق السعودي ويهددون بإسقاط مدن سعودية كبيرة.
وأمام كل ذلك تظل الخيارات العسكرية للجيش واللجان مفتوحة، أمام عدو تاريخي لا يمكن أن تثنيه عن عدوانه وإطماعه سوى القوة والمزيد من الضربات الحيدرية المؤلمة.