استراتيجية الموقف..قيم ومعاني السلام الحقيق
لقد كثر الحديث هذه الايام على السلام والغريب جداً ان امريكا والغرب و أوروبا ودول تحالف العدوان يطالبون انصار الله والمجلس السياسي الاعلى وحكومة الوفاق الوطني بإيقاف الحرب .
متناسيين انهم من اعلن العدوان والاعتداء على بلادنا في 26مارس 2015م من امريكا دون أي مبرر او حق قانوني سوى التخطيط القديم الجديد ولأطماع ومحاولة السيطرة على مناطق ومواقع استراتيجية مهمة في الاراضي والجزر اليمنية .
ورغم محاولة التمويه لأسباب هذا العدوان ، الا ان العالم اليوم قد فضح هذه الاطماع والابعاد العدوانية .
فإذا كانت امريكا تريد فعلاً إيقاف العدوان والحرب فلتتخذ قرار بذلك أو تدعو مجلس الامن الدولي للاجتماع واتخاذ قرار ملزم لإيقاف العدوان كما دعت سابقاً مجلس الامن الدولي في 14ابريل 2015م لشرعنه الحرب واعطاء العدوان غطاء دولي لان دولتي العدوان السعودية والامارات يعتمدون على امريكا وبريطانيا وفرنسا في حمايتهما وتحركاتهما فليحموهما اليوم من نفسيهما في استمرارية هذا العدوان وانتحار في صحاري وجبال وسواحل ووديان اليمن الملتهمة للعدوان.. وان السلام الذي تدعو اليه امريكا وحلفاؤها ودول العدوان هو مخرج وانقاذ لهم من استمرار تكبدهم للخسائر .
وان السلام لنا لابد ان يكون سلاما مشرفا كما اكد عليه قائد الثور قائد المسيرة القرآنية سماحة العلـم عبدالملك بدر الدين الحوثي ونحن جاهزون للسلام المشرف فهل دول العدوان جاهزون لهذا السلام .
فمعاني وقيم السلام تعني الآتي:
اولاً- لابد ان تفهم كلمة السلام فهل من يطلقها يعرف معانيها هل مقتنع بالسلام وإلا فالمطالبة بالسلام للمغالطة فنحن فعلاً اهل سلام وجاهزون للسلام المشرف الذي يحفظ الكرامة والسيادة وكل الحقوق المشروعة للشعب اليمني .
ثانياً - السلام المطلوب والمقبول هو/ الاستقرار - البناء والتعمير -الحرية والسيادة.
من يريد السلام ومن يدعي للسلام ومن يتوسط من اجل السلام هل يدرك هذه المعاني والابعاد التي قاتلنا من اجل تحقيقها .
وإلا لماذا هذه التضحيات وقوافل من الشهداء إلامن اجل ترسيخ الامن والاستقرار وتحقيق السلام والبناء في هذه الارض الطاهرة الذين أرادوا زعزعة الامن والاستقرار والسلام فيها .
هل يدركون القيم والمعاني النبيلة للسلام هل مقتنعون بها ؟
ثالثاً - السلام يبدأ من العمل الحقيقي والفعلي على ارض الواقع من الترجمة بالأفعال لا بالأقوال كون الافعال تبدأ بالتوقف عن العدوان ورفع الحصار براً وبحراً وجواً وهو معنى للسلام الذي يحقق الارادة والسلام الذي نتحرك لتحقيقه بحرية بدون قيود او شروط.
ذلك فمعنى السلام ان يكون هو استقلال قرارنا النابع من سيادتنا وبدون أي ضغوطات وإملاءات.. سلام الكبرياء الذي يرفع الرؤوس السلام الذي نفتخر ونعتز بوطن وكيان ذات مكانة ودور عظيم ليمن الحكمة والايمان يمن المجد والتاريخ والبطولات .
رابعاً- السلام الذي يحقق القيم العالية القيم التي تبدأ من تنفيذ قيم المعاني التي صمد من اجلها شعبنا اليمني العظيم.
فاعطائنا قيمة حقيقة للسلام الذي يوحد كل اليمن شرقه وغربه وشماله وجنوبه للتعايش والانتصار في يمن يجمع ويوحد كل اليمنيين وننتصر بهذه القيم التي تجمع كل الشعب نحو يمن جديد يعبروا به ويعبر بهم نحو العالم الاوسع والأرحب بسلام.. مودعين كل الصراعات والخلافات والحروب فهل العالم ودول التحالف يريدون ذلك فأهلاً – بالسلام الذي يجمع ويحفظ الجميع.
خامساً- نؤكد للعالم كله اننا تواقين للسلام ونحن اصحاب سلام وان الحرب فرضت علينا لكنها علمتنا ان نحارب ونعيش بكرامة وكبريا ونقاتل ونستشهد في سبيل ايماننا بالله وبأعلى كلمة الله لأننا لم نغزو احد ولم نعتدي على احد والحرب والجهاد في ارضنا وبين ناسنا هي ضرورة لان العدوان جاء الينا ولم نذهب اليه.. وبدون الردع لهذا العدوان هو استسلام ونحن نقاوم لا نستسلم ننتصر او أن نستشهد وبدون المقاومة قهر وخضوع وانكسار وذل فهل احد حر يقبل الذل والخضوع والاستسلام ، ام يحارب ويقاوم اما ينتصر او يستشهد ، ومن استشهد فهو عند الله (ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون) سورة ال عمران الآية169 .
ومثالنا وقدوتنا القائد المؤسس حسين بدر الدين الحوثي سلام الله علية الذي حذر من التدخل والوصاية الخارجية وقاتل واستشهد وهو يدعو للسلام ونقول له ان الشعب اليمني اليوم كله يتصدى ويقاوم التدخل والوصايه الخارجية وينتصر للمبادئ والقيم التي أسسها الشهيد القائد من اجل الوطن اليمني الحر وتثبيت الامن والاستقرار .
* رئيس مركز الدراسات الاستراتيجية للقوات المسلحة