ملف الأسبوع

السيطرة الأمريكية على الجيش .. بين حديث القائد وحقائق الواقع

السيطرة الأمريكية على الجيش .. بين حديث القائد وحقائق الواقع

خلال سنوات الوصاية والهيمنة الأجنبية كان هناك العشرات من قادة وضباط القوات المسلحة شهود عيان على مدى ما وصلت اليه السلطة حينها من انبطاح وخضوع للإرادة والإدارة الامريكية

وذلك من خلال ما اتخذته من إجراءات وقرارات أدت الى تسليم القوات المسلحة للأمريكيين وهناك الكثير من الحقائق ظلت مغيبة عن الشعب قبل أن يكشف عنها السيد القائد عبدالملك الحوثي في خطابه الأخير وجميعها معلومات تؤكدها الوقائع والاحداث والمخططات ويمكن هنا أن نستعرض بعضها:

أولاً : ما يتعلق بالقواعد العسكرية
فقد سمح علي عبدالله صالح للأمريكيين في الشروع ببناء قاعدة عسكرية لهم في عدن وتحديداً في منطقة البريقة ووقتها سمح للجيش الأمريكي باستخدام المطارات المدنية والعسكرية وكان هناك تفاهم سري حول استخدام بعض الجزر منها سقطرى وحنيش وكان لا يسمح للقوات اليمنية الاطلاع على النشاط الأمريكي هناك وكانت التوجيهات بالتعاون معهم وتسهيل مهمتهم فقط دون السؤال عن طبيعة المهام او تفاصيلها.
ثم انتقل الأمر الى توسيع التواجد الأمريكي الى صنعاء من خلال وجود العشرات من المارينز تحت مبرر الحماية ثم طلب الامريكيون مقراً متكاملاً وتم اخلاء الشيراتون لهم وكانوا يريدون المزيد من المقرات والمباني وذلك يخالف الأعراف الدبلوماسية وكان لهؤلاء حق التجول في صنعاء دون اشعار السلطات وكانوا يمارسون أعمالاً تخالف عادات المجتمع وتقاليده.
وفي مرحلة لاحقة كان هناك تفاهم على تواجد عسكري امريكي في العند وبالفعل سمح لهم بالانتشار وهناك وكان مخططهم يتضمن انشاء مباني لتعزيز قوتهم في القاعدة الأكبر باليمن والمنطقة وكان هناك اتصالات مباشرة بينهم وقيادتهم وبما يجعلهم يمارسون انشطتهم بعيداً عن الجانب اليمني ودون اية تنسيق مسبق.
والى مارب حيث تم تخصيص معسكرات تدريبية حرص الجانب الأمريكي على الإبقاء على وجود عسكري لهم فيها وكان الضباط اليمنيون يتساءلون عن سبب اهتمام الجيش الأمريكي بمنطقة مارب.

ثانياً : العقيدة العسكرية
اتجه الامريكيون الى فرض تغيير عقيدة الجيش لاسيما من حيث التسليح فقد اعتمدوا برنامجاً متكاملاً يؤدي الى تغيير سلاح الجيش من السلاح الشرقي الى الغربي وبهذه الطريقة كان يتم التخلص من الأسلحة التي كان يمتلكها الجيش اليمني اما بتسليمها للامريكيين لاستبدالها بأسلحة غربية أو بإتلافها لاسيما الأسلحة النوعية.
وتدخل الجانب الأمريكي في عقيدة الجيش القتالية ليصبح ما يسمى بالإرهاب هو العدو الأول لليمن وللقوات المسلحة وكان ذلك مقدمة للتأثير على العقيدة القتالية للقوات المسلحة من خلال استبدال الأعداء الحقيقيين للأمة من أمريكا وإسرائيل إضافة الى التهديد السعودي التاريخي لليمن بأعداء صنعتهم واشنطن ويعملون تحت إمرتها.
وقد انتشر الخبراء الامريكيون في وحدات القوات المسلحة لا سيما الحرس الجمهوري والقوات الخاصة وبعض وحدات القوات البرية إضافة الى القوات البحرية واصبحوا هم من يحددون البرنامج التدريبي للقوات المسلحة.. وخلال تلك المرحلة الممتدة من 1997م – 2010م جرى استقطاب العشرات من الضباط والقادة للعمل مع الجانب الأمريكي لتحقيق أهدافهم واجندتهم.

ثالثاً : تدمير السلاح النوعي
يعمل الجانب الأمريكي منذ وقت مبكر على أن يظل اليمن ضعيفاً من حيث قواته المسلحة ولهذا اتجه على ربط الدفاع الجوي بالسعودية فلم يكن يسمح لليمن بشراء أسلحة دفاع جوي دون اخذ موافقة مسبقة من السعودية وهذا يضمن التفوق الجوي للسعودية وللولايات المتحدة وهذا الهدف اتضح اكثر بعد العدوان.
وخلال فترة ما بعد حرب 1994م اتجه الامريكيون الى تدمير بعض أنظمة الدفاع الجوي وتدمير كميات من صواريخ ستريلا وتم جمع كميات كبيرة منه من مختلف الوحدات العسكرية وجرى اتلافها وذلك موثق بالصوت والصورة وتكشف بعض اللقاءات التي جمعت صالح بالامريكيين او قادة في القوات المسلحة طلب الجانب الأمريكي استبدال أسلحة شرقية بأسلحة غربية مثل أنواع من الدبابات وكذلك استبدال الطائرات الحربية قبل أن تتعرض تلك الطائرات للاستهداف اثناء أزمة الفاسدين وعملاء السعودية قبل ثورة 21سبتمبر 2014م وجرى قصف ما تبقى خلال العدوان.. وكان من اهداف واشنطن كذلك تدمير القوة الصاروخية اليمنية وكان الهدف من ذلك تجريد اليمن من كل سلاح دفاعي نوعي واستمرت المحاولات لتأتي مرحلة الهيكلة لتنفيذ ذلك غير أن القوى الوطنية اشعلت ثورة 21سبتمبر فأفشلت المشروع.
أما القوات البحرية فقد تعرضت لمؤامرة كبيرة رغم أنها كانت ضعيفة ولا تتوافق مع موقع اليمن البحري الا ان واشنطن رأت أن يبقى اليمن بلا قوات بحرية وهذا يحقق أهداف العدو الإسرائيلي في منطقة جنوب البحر الأحمر وباب المندب وكذلك يحقق الهدف الأمريكي من اجل السيطرة على الجزر والهيمنة على السواحل اليمنية.

لا أسرار عسكرية :
حصل الامريكيون على كل اسرار الجيش اليمني ولم يعد الجيش يمتلك أي سر من الاسرار العسكرية فكل شيء اصبح بيد الأمريكيين بما في ذلك خارطة الانتشار

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا