عزى في استشهاد السيد هاشم صفي الدين.. قائد الثورة: جبهات الإسناد مستمرة في حمل الراية
أكد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، أن الجبهة اليمنية حاضرة ومستمرة وفاعلة ومستعدة لأي مستوى من التصعيد يلجأ إليه الأمريكي والصهيوني.
وقال قائد الثورة في خطابه التعبوي الأسبوعي و حول آخر تطورات العدوان على غزة ولبنان والمستجدات الإقليمية والدولية "جبهتنا في يمن الإيمان والحكمة مستمرة بكل صمود وثبات في معركة الفتح الموعود والجهاد المقدس، وعمليات البحار وقصف العدو الصهيوني بالصواريخ والمسيرات إلى فلسطين المحتلة والأنشطة الشعبية المكثفة التي لا مثيل لها في كل العالم".
مسار عملي
وأضاف: "نحن في مسار عملي نستعد فيه لأي مستوى من التصعيد يلجأ إليه الأمريكي والصهيوني، وراية الجهاد في سبيل الله التي حملها شعبنا اليمني ورفعها بإيمان وثبات ووفاء وصدق وشجاعة هي عالية وراسخة، وفي ذروة المعركة ومع ما نشاهده من الإجرام الصهيوني الرهيب، فجبهتنا مستمرة وفاعلة لا وهن ولا ملل ولا انكسار، بل ثبات وصمود، عبر عنه الشعب اليمني وعبرت عنه مواقفه وجهاده وفي خروجه المليوني الأسبوعي".
وتقدّم قائد الثورة في مستهل كلمته بأحر التعازي وعظيم المواساة لحزب الله ولأمة المقاومة والجهاد والشعب اللبناني والأمة الإسلامية كافة في استشهاد رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله العلامة السيد هاشم صفي الدين.. سائلاً الله تعالى أن يتغمد الشهداء بواسع الرحمة والمغفرة ويسكنهم فسيح جناته ويلهم الجميع الصبر والسلوان.
إيمان ووعي
وأشار إلى دور السيد هاشم صفي الدين، الفاعل والمؤثر وإسهاماته البارزة والمميزة لما يمتلكه من إيمان ووعي وبصيرة وعلم وعزم وهمة.. مبيناً أن من أهداف العدو الصهيوني باستهداف القادة العظماء كسر الروح المعنوية للأمة والمجاهدين وحاضنتهم الشعبية.
وأوضح أن عقدة الحقد تعمي العدو الإسرائيلي عن فهم التاريخ وتدفعه إلى الاستمرار في المسلك الإجرامي والعدواني لاستهداف القادة.. وقال "فقدان قادة الجهاد وبالذات في الظروف الحساسة مؤلم للمجاهدين وللمؤمنين ولكل الأمة وأحرار العالم وخسارة جسيمة على الأمة".
ميزة مهمة
ولفت إلى أن "العدو يؤمل باستهداف القادة أنه سيحقق أهدافه في السيطرة على الأمة وإنهاء المعركة وهي آمال سرابية وخائبة".. مؤكداً أن مسيرة الإيمان والجهاد في سبيل الله لها ميزة مهمة أن الأمة التي تتحرك وفق الانطلاقة الإيمانية تحظى برعاية من الله تعالى.
وعدّ السيد القائد تضحية الشهداء القادة قرباناً إلى الله سبحانه وتعالى وهو جل شأنه من ينتصر لهم.. مضيفاً: "لا تضيع أعمال ومساعي من ضحوا بأنفسهم في سبيل الله، والله تعالى هو من يتولى رعايتها ومباركة أثرها حتى تثمر الثمرة العظيمة".
وبين أن تضحيات القادة تترك أثرها الكبير، فيحقق الله لهم آمالهم ويرعى جهودهم وفي نفس الوقت ينتصر لمظلوميتهم.. مبيناً أن التوجه الإيماني للمؤمنين كأمة يتحركون في سبيل الله تجعلهم على صلة وثقة به وتوكل عليه حتى في أحلك الظروف وأصعب المراحل.
الثبات والتماسك
وأردف قائلاً: "الله تعالى يرعى الأمة المجاهدة حتى لو قدمت من عظمائها وقادتها وأخيارها الشهداء لتواصل مشوارها برعايته العظيمة، والحزن على القادة والأخيار يكون أيضاً عاملاً من عوامل الصمود والثبات والتماسك والتفاني والاستبسال".
وأكد السيد القائد، أن موقف المجاهدين في لبنان وغزة في ثباتهم وتماسكهم، فاجأ الأعداء بشكل كبير، وكذا فاجأ المتربصين أيضاً .. موضحاً أن الارتباط بالقادة في مسيرة الإيمان والجهاد هو ارتباط بهم في إطار النهج والموقف الإيماني بالانشداد إلى الله تعالى وليس ارتباطاً شخصياً بحتاً.
وأشار إلى أن الوعي والإيمان هو الذي أثمر الصمود والتماسك في مسيرة الإيمان والجهاد في فلسطين ولبنان، وهو الذي أذهل الأعداء وخيب آمالهم وأغاظ عملاءهم.
جبهات الإسناد
وبخصوص واقع جبهات الإسناد والجهاد، أفاد قائد الثورة بأن جبهات الإسناد مستمرة في حمل الراية والتحرك في سبيل الله بوعي وفهم وبصيرة وثبات وإيمان.. مشيراً إلى أن هذه الجولة الساخنة من المواجهة مع الأعداء، تقدم فيها كل الجبهات شهداء في سبيل الله مع الثبات واليقين مع قوة الموقف والتماسك.
وقال: "لم يسبق في الصراع منذ بداية نشوء الكيان المحتل الغاصب على أرض فلسطين أن كان هناك جولة اشتباك مستمر ومواجهة ساخنة معه لأكثر من عام.. مؤكداً أن المنطلق الإيماني الجهادي هو الميزة التي ساعدت على هذا الثبات في المواجهة الساخنة مع العدو في غزة ولبنان واليمن والعراق والجمهورية الإسلامية في إيران.
وأشاد بثبات جبهة غزة التي بقيت متماسكة مواجهة بفاعلية لأكثر من عام، بالرغم من الظروف الصعبة على مستوى الإمكانات، كذا بجبهة لبنان التي تواجه أشد المواجهة ولم يتمكن العدو الإسرائيلي حتى اليوم من السيطرة على بعض من القرى في الحافة الأمامية لحدود لبنان مع فلسطين المحتلة.
وذكر السيد القائد أن ثبات المجاهدين وصمودهم واستبسالهم في جبهة لبنان في هذه المرحلة هو أكثر حتى من حرب تموز في 2006م.. مؤكداً أنه بالرغم من الضغط على جبهة اليمن بالعدوان الأمريكي والإسرائيلي والبريطاني، إلا أنها مستمرة في إسنادها وموقفها ولم تخضع أو تتراجع لأي ضغوط.
جبهة العراق
ولفت إلى أن جبهة العراق تزيد في موقفها وتسعى لما هو أكبر، مضيفاً "كان من واجب الأمة وفي المقدمة العرب أن يدعموا غزة ولبنان بكل أشكال الدعم ويكون موقفهم من جبهات الإسناد اليمني والعراقي والإيراني إيجابياً تكاملياً".
وتابع: "مع وقوف وفاعلية وثبات واستبسال جبهات الإسناد لأكثر من عام إلا أن البعض يتعامل بالخذلان والبعض بالطعن في الظهر والتربص والشماتة.. معتبراً ما يفعله العدو الإسرائيلي وما يرتكبه من جرائم إبادة جماعية واستهدافاً للأطفال والنساء ليس إنجازاً عسكرياً.
فشل العدو الصهيوني
كما أكد قائد الثورة فشل العدو الصهيوني على مستوى الإنجاز العسكري، وفشله واضح في غزة وفي جبهة شمال فلسطين في مواجهة لبنان وفاشل في كل الجبهات.. لافتاً إلى أن الأمريكي شريكٌ مع الإسرائيلي في الإجرام وشريك معه أيضا في الفشل.
ولفت إلى أن من مصلحة المسلمين أن يقفوا بكل جد ويقدّموا كل أشكال الدعم لهذه الجبهات الصامدة الثابتة في مقابل الدعم الأمريكي والدعم الغربي للعدو الإسرائيلي.. مبينا أن الأمريكي فتح كل مخازن سلاحه للعدو الإسرائيلي وكذلك ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، بينما يتخاذل العرب عن أداء الواجب المقدس، مؤكداً أن الإجرام الصهيوني اليهودي فظيع جداً وفي غاية الوحشية ومنتهى الإجرام، يستهدف سكان غزة بكل أنواع الإبادة الجماعية ويستهدف شمال غزة بأكثر من بقية القطاع.
مشهد دموي
وتحدث السيد القائد عما يمارسه العدو الإسرائيلي شمال قطاع غزة من جريمة التهجير القسري والإبادة الجماعية.. مشيراً إلى أن المشهد الدموي الإجرامي الوحشي لجرائم العدو الإسرائيلي شمال قطاع غزة، يستثير كل إنسان بقي فيه ذرة من الإنسانية.
ووصف تخاذل الأمة تجاه ما يحصل في غزة بالعار .. مضيفاً "عار وذنب كبير جداً ألا تقدم الأمة لغزة شيئاً مع الوحشية والإجرام الصهيوني الرهيب جداً في القطاع غزة"، مؤكداً أن ما يحصل في فلسطين، استفز الضمير الإنساني في شعوب غير مسلمة في أمريكا اللاتينية، واتخذت قرارات ضد العدو الإسرائيلي لم تتخذ من كثير من الدول العربية.
خارج نطاق الحياة
وتابع: "مع ازدياد الإجرام الصهيوني كما هو الحال في شمال قطاع غزة، لا توجه عربي لإجراءات بحجم الإجرام الصهيوني، وخروج شعوب في أوروبا وأمريكا مع غزة وما يزال الكثير من أبناء شعوب أمتنا في حالة وكأنهم خارج نطاق الحياة".. مشيراً إلى أن التخاذل العربي له تأثير سلبي في تخاذل كثير من البلدان الإسلامية غير العربية.
وقال: "من لا يستثيره ما يجري في غزة فنفسه خبيثة بلا شك، وكلما صعّد العدو الإسرائيلي كلما تضاعفت على الأمة المسؤولية أكثر وبالذات العرب.. مؤكداً أن العرب مستهدفون من العدو الإسرائيلي أكثر من غيرهم مهما تجاهل البعض وتعامى عن هذه الحقائق الثابتة.
العرب في المقدمة
وأكد السيد القائد أن الصهيونية مشروع عدواني تدميري يستهدف الأمة الإسلامية وفي المقدمة العرب بهدف تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على ما يسمونه بالشرق الأوسط .. لافتاً إلى أن المشروع الصهيوني هو تمكين العدو الإسرائيلي من السيطرة على البلاد العربية في رقعة جغرافية واسعة ما يسمونها بـ "إسرائيل الكبرى".
وأفاد بأن المشروع الصهيوني يستهدف الرقعة الجغرافية العربية بالاحتلال المباشر، وكذا يستهدف بقية البلاد العربية بالسيطرة إن لم يكن بالاحتلال.. لافتاً إلى أن الأمريكي مرتبط بالمشروع الصهيوني، الذي له صياغة عقائدية وقد حولوه إلى معتقد ديني واستراتيجية ينطلقون من خلالها لرسم سياساتهم وأولوياتهم.
احتلال الأوطان وطمس الهوية
وأشار إلى أن المشروع الصهيوني عدواني يستهدف الأمة بشكل أساسي بطمس هويتها واحتلال الأوطان ونهب الثروات ومصادرة الحرية والاستقلال والكرامة.. مضيفاً "في المدارس الإسرائيلية هناك مناهج ترسخ المشروع الصهيوني في أجيالهم، والعائق الأكبر أمام هذا المشروع، هو الإسلام بنقائه وحقيقته ومبادئه الصحيحة، لذا هم يحاولون أن يبعدوا الأمة عنه لتحقيق أهدافهم".
ولفت إلى أن المشروع الصهيوني في نهاية المطاف هو مشروع فاشل لأنه عدواني جرامي ويشكل خطراً على البشرية، والتحرك الواعي المستبصر في المسار الجهادي المبكر في مواجهة هذا المشروع يوفر على الأمة الوقت والكلفة.
وقال: "نحن أمة مستهدفة، والمواجهة مع العدو الإسرائيلي حتمية لا مناص منها".. مشيراً إلى أن بعض الأنظمة العربية لم تجرؤ حتى على الرد بأي تصريح رسمي على تصريحات المسؤول الصهيوني عن احتلال بعض البلدان العربية.
وتساءل: "لو صدرت تصريحات من وزير بحكومة عربية شبيهة بتصريحات العدو الإسرائيلي هل كانت المملكة العربية السعودية ستسكت؟، لا السعودي ولا الأردني ولا المصري ولا كثير من الأنظمة كان لهم موقف حازم وقوي تجاه التصريحات الإسرائيلية نحو بلدانهم".
وتطرق إلى سعي العدو الإسرائيلي لتنفيذ مخططه وفق مراحل يهيئ الأمة ويروضها للاستسلام.. موضحاً أن حالة العرب تجاه ما يجري في فلسطيني يكشف مدى ما قد قطعه العدو من شوط في عملية تخدير الأمة وضرب روحيتها وقرارها.
حتمية المواجهة
ولفت إلى ضرورة أن يعي الجميع حتمية المواجهة مع العدو الإسرائيلي وليست مما يمكن تجنبه.. مؤكداً أن من يتحدثون عن النأي بالنفس، لجأ إلى التطبيع والخيانة وإظهار الولاء لإسرائيل وأمريكا وهم بذلك خاسرون.
ونبه السيد القائد الجميع بأن العدو الإسرائيلي لو تجاوز المجاهدين في فلسطين وجبهات الإسناد لسحق البقية ولم يقدر لهم لا نأيهم بالنفس ولا تطبيعهم وخيانتهم.. مشيراً إلى أن العدو اصطدم بجبهة حزب الله الصلبة بعد أن كان يتوقع أنه باستهدافه للقادة قد تهيئت له الفرصة للسيطرة على لبنان.
وأوضح أن العدو الإسرائيلي لجأ إلى سلوك الإجرام في الاستهداف الشامل للمدنيين في لبنان وتدمير الأحياء السكنية والقرى.. مبيناً أن العدو الإسرائيلي يحاول مع الأمريكي الضغط لتغيير الوضع السياسي والموقف السياسي للحكومة اللبنانية والمكونات اللبنانية.
وقال: "العدو الإسرائيلي يحاول مع الأمريكي أن يحرض الجميع ضد حزب الله ويصور للجميع وكأن حزب الله هو المشكلة في لبنان".. لافتا إلى أن المشكلة الحقيقية التي تهدّد لبنان وأمنه وسلامته واستقلاله وحرية الشعب اللبناني تتمثل في العدو الإسرائيلي.
حزام امني
وأضاف: "ما يريده العدو الإسرائيلي بالحد الأدنى في لبنان أن يكون تحت سيطرته جزء من لبنان تحت عنوان حزام أمني كما في السابق وأن يسيطر على منابع الأنهار".. مؤكداً أن تجربة التفاف الشعب اللبناني حول المقاومة الإسلامية لتحقيق الانتصار ودحر العدو الإسرائيلي هو الحل المتاح والصحيح.
وذكر قائد الثورة أن العدو الصهيوني يسعى من خلال عنوان "اليوم الثاني في غزة" لفرض خيارات تخدم كيان العدو بتأييد أنظمة عربية.. مشيراً إلى أن الفصائل والشعب الفلسطيني لن يقبل بفرض خيارات تخدم العدو ويدركون الخداع الأمريكي منذ عملية "طوفان الأقصى.
وتناول ما يسعى له الأمريكي مع الإسرائيلي للتحضير لعملية عدوانية ضد الجمهورية الإسلامية في إيران، وإرساله لوزير خارجيته ليتحدث عن السلام وإيقاف التصعيد، معتبراً الأسلوب الأمريكي جزءاً من التكتيك لخدمة الموقف الإسرائيلي، وعلى الأمة ألا تنخدع بالموقف الأمريكي.
جبهات الجهاد
وجددّ التأكيد على أن جبهات الجهاد بكلها في فلسطين ولبنان هي في ذروة المواجهة.. لافتاً إلى أن كتائب القسام تنكل بالعدو الإسرائيلي، وشهادة القائد السنوار لم تزدهم إلا عزماً وإلهاماً واستبسالاً وثباتاً في مواجهة الكيان الغاصب.
وقال: "أثر شهادة السنوار رحمه الله على المستويين الفلسطيني والعالمي لن تمحوه محاولات العدو الإسرائيلي بتزييف مشهد الموقف المشرف البطولي الملهم في شهادته".. مبيناً أن شهادة القائد يحيى السنوار، رغم أنف العدو الإسرائيلي تمثل انتصاراً خالداً في موقفه العظيم.
واستعرض السيد القائد الأدوار البطولية لسرايا القدس وبقية الفصائل الفلسطينية الواقفة بكل بسالة إلى جانب كتائب القسام بتنفيذ العمليات البطولية اليومية.
وبين أن الجبهة اللبنانية أرست معادلة يافا "تل أبيب" وحوّلت حيفا إلى مدينة مهجورة يعيش المحتلون فيها معظم وقتهم في الملاجئ.. مؤكداً أن العملية الجهادية النوعية لحزب الله باختراق مسيرة منظومات دفاعات كيان العدو الصهيوني ووصولها إلى غرفة نوم المجرم نتنياهو، أثارت الرعب في قلوب كل قادة الإجرام الصهاينة.
وعرّج السيد القائد على جبهة الإسناد في العراق المستمرة في تصعيدها بكل ثبات دون اكتراث بالهجمات والتهويلات الإعلامية والضغط السياسي من أمريكا وعملائها.