في خطابه التعبوي.. قائد الثورة: توقيت الرد سيفاجئ العدو الصهيوني
جدّد قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، التأكيد على أن التحضير للرد على العدو الإسرائيلي مستمر، والتوقيت له سيكون مفاجأة للعدو، مؤكداً أن الشعب اليمني مستمر في تطوير قدراته وهناك مفاجآت قادمة بما لم يكن يتوقعه العدو أبداً ولا يحتسبه إطلاقاً.
26 سبتمبر – متابعات
قال قائد الثورة في خطابه التعبوي الاسبوعي و حول آخر تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة والمستجدات الإقليمية "نحن مع اهتمامنا بمسألة الرد، إلا أن همنّا هو أكبر من ذلك، ونحرص على الارتقاء بأدائنا العملياتي المناصر لفلسطين إلى مستويات مؤثرة أكثر، وليس هناك سقف سياسي ولا أي اعتبارات يمكن أن تحد من مستوى عملياتنا المساندة لغزة وكل فلسطين".
تطوير القدرات
وأضاف "سنتحرك في أي مستوى نتمكن من العمليات دون تردد، ونسعى بشكل دؤوب مع الاستعانة بالله والتوكل عليه لتطوير قدراتنا بشكل نوعي، حتى تكون بالمستوى الذي يتيح لنا أن نكون أكثر فاعلية وتأثيراً في استهداف العدو الإسرائيلي ومناصرة الشعب الفلسطيني".
وتابع "مع كل ما قدمنا ونقدّم وعملنا ونعمل ويتحرك به شعبنا حتى بمستوى لا مثيل له عند أي شعب آخر، لكننا نتألم أننا لم نصل بعد إلى ما نأمله ونريده ونسعى للوصول إليه بمستوى الموقف المناصر لفلسطين وكذا مستوى التأثير الأقوى على العدو الصهيوني، بالرغم من تأثره كثيراً على المستوى الاقتصادي".
خسائر العدو كثيرة
وبين السيد القائد أن ميناء أم الرشراش أُغلق بشكل تام بفعل العمليات اليمنية التي منحها الله التأييد والنصر، وهذا كبّد العدو خسائر كثيرة، مشيراً إلى أن 40 بالمائة أو أكثر من حركتي الملاحة في أم الرشراش توقفت بسبب إغلاق باب المندب على العدو بشكل تام.
واعتبر العمليات العسكرية اليمنية المساندة لفلسطين جهاداً مقدساً ومسؤولية دينية وأخلاقية وإنسانية وبكل الاعتبارات، لافتاً بهذا الصدد إلى أن النشاط الشعبي مستمر بالرغم من هطول الأمطار الغزيرة بفضل الله تعالى.
361 ساحة
وذكر أن 361 ساحة شهدت المسيرات والفعاليات المساندة لغزة رغم هطول الأمطار وتأثيرها على الطرقات لا سيما في الأرياف، مؤكداً أن المشهد في ميدان السبعين وبعض المحافظات كان مؤثراً ومعبراً عن الوفاء والوعي والحرص على المواصلة في مختلف الظروف.
وتابع "الجو العام والملامح على وجوه الحاضرين هي الرضا والعزم على استمرار الأنشطة الشعبية واحتساب الأجر من الله سبحانه وتعالى، حتى الجرحى كان البعض منهم يتحرك بعربته بين السيل والبعض كان يعبر على عكازة".
شرف كبير
وخاطب أبناء الشعب اليمني بالقول ": أنتم تكثرون في مقام المسؤولية وتملؤون الساحات في إطار مسؤولياتكم الجهادية، وهذا وسام شرف كبير وعظيم، فيما غيركم يُكثر في حفلات "الترفيه" والعار والرقص والخزي".
وأكد أن الخروج المليوني رغم هطول الأمطار الغزيرة يعبر عن الوفاء والصدق والثبات، لافتا إلى أن الشعب اليمني يحظى بامتياز الوفاء والقيم والأخلاق، لأنه أثبت عمليا صدقه مع الله سبحانه وتعالى.
وشدد السيد القائد، على ضرورة مقابلة ما يجري في الضفة من تطورات وما يفعله العدو في القدس وغزة بالمزيد من العزم والتصميم والثبات والتصعيد.
امة مستهدفة
وتابع "نحن أمة مستهدفة، وترامب في حملاته الدعائية الانتخابية يبدي تحسره وندمه على أن فلسطين صغيرة وأن العدو بحاجة لمنطقة أوسع"، مؤكداً أن الطمع الأمريكي، الإسرائيلي، والغربي كبير في السيطرة على بلدان الأمة، مع الحقد والعداء الشديدين لها.
وأوضح أن المقام مقام نفير وحركة وجهاد وبناء، والمستقبل واعد، والوعد الإلهي لا يتبدل ولا يختلف، مشيراً إلى أنه مهما كانت التطورات والمآسي والمعاناة، فلن تغير الحتميات التي وعد الله بها في زوال العدو الإسرائيلي ونهايته وفي خيبة أمل المنافقين.
وتحدث قائد الثورة عن الجبهة العسكرية اليمنية في معركة "الفتح الموعود والجهاد المقدس" .. مؤكداً أن القوات البحرية اليمنية نفذت عمليات نوعية ومهمة الأسبوع الماضي من بينها اقتحام سفينة "سونيون" وهي عملية جريئة وشجاعة.
وكشف عن اقتحام فريقين من القوات البحرية للسفينة في مرحلتين وتدمير ما فيها من شحنات بعد تفخيخها وتفجيرها .. مبينا أن عملية تفجير السفينة "سونيون" التي هي موثقة بمشهدها الكبير والمؤثر يبين أن الأمريكي كاذب في مزاعمه تجاه أي ردع للعمليات اليمنية المساندة لفلسطين.
وجددّ التأكيد على أن العمليات اليمنية مستمرة بفاعلية رغم أن الصيد للسفن في البحر الأحمر أصبح نادراً لقلة السفن المرتبطة بالأعداء، مبيناً أن بعض الشركات تحركها بات بعيداً جداً من أقصى المحيط الهندي البعيد عن أفريقيا وليس الأقرب للبحر العربي أو سقطرى.
العدو يعترف
وأفاد بأن شركات الشحن المرتبطة بالعدو تبتعد عن اليمن بمسافات شاسعة وبعيدة وبكلف كبيرة جداً، مضيفاً "قواتنا استهدفت سفينة أخرى عليها بضائع سائبة، وفاعلية عملياتنا وتحكمها بالوضع يعترف به الأعداء".
وعرّج قائد الثورة على الأضرار في معظم المحافظات جراء السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها.. متوّجهاً بخالص العزاء والمواساة لكل الأسر التي فقدت ضحايا في الكوارث والأضرار التي حصلت على الكثير من الناس.
التعاون بين الجهات الرسمية والشعبية
وأرجع أضرار السيول إلى عدة عوامل من بينها البناء العشوائي في مجرى السيول ومصبّاته ونتيجة تهدّم بعض الحواجز المائية، مشدداً على ضرورة أن يكون هناك تعاون كبير بين الجهات الرسمية والشعبية في مساعدة المتضررين من السيول وتفادي بعض الأضرار.
وقال "ينبغي السعي لتفادي أضرار السيول قدر الإمكان، لأن المشكلة هي عند البشر وليست في هذه النعمة العظيمة والتعاون في مساعدة المتضررين رسمياً وشعبياً ينبغي أن يكون بالمستوى المطلوب، وهذا واجب إنساني وأخلاقي وديني".
نعمة الغيث
ودعا قائد الثورة إلى الالتفات إلى الزراعة وأهميتها واغتنام فرصة نعمة الغيث والأمطار والعناية بالزراعة والتشجير .. وقال "يجب الوعي بأهمية التخطيط الحضري، لأن العمل والعمران العشوائي يسبب مشاكل كثيرة، واحدة منها هي الكوارث".
وأضاف "من المهم التخطيط لمزيد من قنوات الري والسدود والحواجز واختيار الأماكن المناسبة لها، بحيث لا تلحق ضررا بالأهالي".
استباحة المجتمع
واستهل السيد القائد حديثه عن المستجدات في غزة والممتدة إلى الضفة .. مؤكداً أن تلك المستجدات شواهد تبين للجميع حقيقة العدو الإسرائيلي وخطره، ما ينبغي أن يعي كل مسلم الحقائق التي تفرض نفسها فوق كل الصور الزائفة التي يسعى اليهود والعملاء إلى التغطية عليها.
وأوضح أن استباحة المجتمع البشري في حياتهم وأموالهم وأعراضهم صارت بالنسبة لليهود عقيدة وثقافة .. وقال "تجاه التطورات في فلسطين نتذكر جميعا المسؤولية الدينية والأخلاقية والإنسانية تجاه الإبادة الجماعية لشعب مسلم ومظلوم".
واعتبر التخاذل الواضح للكثير من أبناء الأمة سبباً في جزء كبير مما يقع على الشعب الفلسطيني من مظلومية، مؤكداً أن العدو الإسرائيلي يتجاوز كل الخطوط الحمراء وينتهك كل الأعراف والقوانين ولا يلقي بالًا لأي اعتبارات.
التفريط
ولفت قائد الثورة إلى أن استمرار الإجرام الصهيوني بكل تلك الوقاحة والجرأة والإبادة الجماعية هو عار إنساني على المجتمع البشري، مبيناً أن حالة الصمم والتجاهل التي يحاول البعض أن يعتمدها تجاه ما يحصل لا تعفي من المسؤولية ولا تدفع عواقب التفريط والتقصير.
وأكد أن مشهد تمزيق الجنود الصهاينة للمصحف في مسجد دمروه بقطاع غزة، هو مشهد خطير، ومن لم يحركه مشهد تمزيق القرآن فلم يعد فيه ذرة من الإيمان، وانتماؤه للإسلام صار مجرد انتماء شكلي.
وقال "من يفرط في المقدسات يمكن أن يفرط في عرضه وشرفه ووطنه وهي حالة خطيرة ينبغي على المسلمين إعادة النظر في ذلك، وعلى علماء الدين والمثقفين وخطباء المساجد مسؤولية تذكير الأمة بخطورة التفريط في مقدساتها وعواقب السكوت عن انتهاكها".
اقتحامات المسجد الأقصى
وأضاف "في مقدمة ما يستهدفون به المساجد الاقتحامات المتكررة للمسجد الأقصى الشريف والتدنيس لباحاته، والأخطر من اقتحامات المسجد الأقصى حديث أحد المجرمين الصهاينة عن التوجه لبناء "كنيس يهودي" في المسجد".
وأفاد السيد القائد، بأن خطوة بناء "كنيس يهودي" ينبغي أن تُقابل من المسلمين بحسب واجبهم الديني بالجهاد في سبيل الله والموقف العملي، مشيراً إلى أن الأنظمة العربية الرسمية والنخب وحتى أوساط الشعوب قابلت الحديث عن بناء "كنيس يهودي" بالصمت والسكوت.
وعدّ السكوت عن تمزيق القرآن وتهديد الأقصى، سيرى فيه اليهود حالة استسلام للأمة وخنوع وخوف وتنكر للدين، مؤكداً أن التنصل عن المسؤولية حالة خطيرة تسبب للأمة التسليط الإلهي، وتأثيرها كبير في واقع الشعوب والأنظمة وفي جرأة العدو.
حيوان مستباح
وتابع "من يتصور أن حالة التخاذل والصمت ستفيده أو أن يرضى الأعداء عنه فهو مخطئ وواهم"، موضحاً أن اليهود لا يعترفون حتى لمن يحبهم من العرب بأنهم بشر، ويعتبرونهم مجرد حيوان مستباح الدم والعرض والمال".
وأكد السيد القائد أن حالة التجويع الشديد والمستمر مؤلمة والشعب الفلسطيني يتضور جوعاً وبعض الأنظمة تقدم مختلف المواد الغذائية للعدو، مضيفاً " امتد تصعيد العدو الإسرائيلي إلى الضفة الغربية، وهو الأكبر منذ 22 عاماً".
رسم مشهد جديد
وتطرق إلى ممارسات العدو الصهيوني، في استهداف المدن والمخيمات والمستشفيات وتدمير المساجد والبنية التحتية في شمال الضفة الغربية وجرف الشوارع، مؤكداً أن العدوان على الضفة وما يجري في القدس وغزة يوضح حقيقة التوجه الفعلي لرسم مشهد جديد في فلسطين بحماية ومساندة أمريكية.
وأردف قائلاً "هناك تواطؤ واضح من بعض الأنظمة العربية مع العدو وتمنيات أن يحقق آماله الشيطانية للدخول في "التطبيع".
وأعاد قائد الثورة التذكير بدور الأمريكي في تقديم الدعم السياسي الدائم لخداع الرأي العام، وبهدف احتواء الرد من حزب الله وإيران باسم المفاوضات، لكنه سرعان ما يفتضح، مؤكداً أن الأمريكي لا يتوقف حتى عن تقديم أفتك أنواع الأسلحة لقتل الأطفال والنساء في غزة.
وقال "الأمريكي يبذل كل جهده في حماية العدو الإسرائيلي ليواصل الإبادة الجماعية في غزة، وحاول الأمريكي أن يوقف أي صوت أو نشاط وتحرك مساند للشعب الفلسطيني".
المساواة بين الضحية والجلاد
وعبر عن الأسف لحالة اللا موقف للأمم المتحدة.. مضيفاً "لا موقف للأمم المتحدة ولا دور فعلي يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني وتصريحاتها تساوي بين الضحية والجلاد".
وأشاد بتماسك كتائب عز الدين القسام مع السرايا وبقية الفصائل وثابتها في مواجهة العدو الإسرائيلي.
ضربة قوية
وبين أن حزب الله نفذ عملية الرد متجاوزاً الضغوط الكبيرة التي مُورست على لبنان بشكل عام وكل محاولات الاحتواء للرد، مؤكداً أن حزب الله وجه ضربة قوية للعدو الإسرائيلي وما يزال الملف مفتوحاً على أساس التقييم للنتائج.
وذكر قائد الثورة أن جبهة حزب الله على مستوى الإسناد اليومي جبهة ساخنة بضرباتها المستمرة وما تلحقه من خسائر بالعدو، لافتاً إلى أن جبهة حزب الله لها تأثير كبير وهي جبهة إذلال للعدو وعبّر عن ذلك قادة إسرائيليون.
وتناول دور المقاومة الإسلامية في العراق التي نفذّت عمليات في هذا الأسبوع، منها ما هو باتجاه حيفا المحتلة وباتجاه أم الرشراش المحتلة.
حتمية الرد
وقال "إيران تؤكد حتمية الرد والأمريكي في حالة استنفار كبير لمحاولة احتواء الرد"، مشيراً إلى أن الأمريكي يحاول أن يجنّد معه حتى بعض الأنظمة العربية لتشارك معه في إعاقة الرد الإيراني والتصدي له.
وأضاف السيد القائد "من المؤسف جداً أن تتجه بعض الأنظمة العربية للاشتراك مع الأمريكي في حماية العدو الإسرائيلي، وهذه خيانة لله ورسوله"، مبيناً أن المظاهرات والوقفات في العالم المساندة لغزة أكثر من معظم البلدان العربية والإسلامية باستثناء ثلاث دول عربية.
وأوضح أن مسألة حرية التظاهر وحرية الرأي والتعبير انتهت لدى الدول الغربية والحريات شُطبت من أجل العدو الإسرائيلي.
ولفت السيد القائد إلى أن الأنشطة الطلابية مع عودة الدراسة الجامعية في أمريكا بدأت من جديد للتعبير عن الموقف الرافض للإبادة الجماعية في غزة.