قبل الوجع الكبير
القوات المسلحة اليمنية ما كانت يوماً تعلن تحذيراتها للنظام السعودي للاستعراض أو التهديد اللفظي بل تطلقها انطلاقاً من استشعار المسؤولية الدينية والاخلاقية والإنسانية..
وفي هذا المنحى لطالما اقترن القول بالفعل والمطلوب من هذا التحالف السعودي الأمريكي البريطاني الإماراتي الصهيوني الباغي أمراً بسيطاً وهو وقف العدوان ورفع الحصار والجنوح للسلم والتخلي عن الكبر والعنجهية والعناد الذي لم يعد اليوم في صالح النظامين السعودي والإماراتي وتحالفهما الإقليمي والدولي.
لقد أصبح اليوم وبعد ما يقارب الستة أعوام لهذه الحرب العدوانية الظالمة والباغية والقذرة على الشعب اليمني واضحاً ان كلفة استمرارها العسكرية والسياسية والاقتصادية والقانونية أكبر من ان يتحملها نظام بني سعود وأولاد زايد وحتى الأمريكي والبريطاني والعدو الاسرائيلي ولا بقية دول الاستكبار الداعمة لهذا العدوان وكذلك الامم المتحدة التي بسبب العدوان على اليمن قد انكشفت حقيقتها وسوف يصعب على المجتمع الدولي الابقاء على النظام الذي تمثله للعالم.
هذا هو السياق الذي جاء فيه اعلان المتحدث العسكري للقوات المسلحة العميد يحيى سريع الاسبوع الماضي باستهداف منشآت ومرافق عسكرية واقتصادية حيوية لها علاقة بمواصلة قتل الشعب اليمني وحصاره, وما جرى خلال الأيام التي تلت هذا التحذير ليست إلا عمليات تنبيه لتأكيد الارتباط الوثيق بين القول والفعل.
وتعبيراً عن إعطائنا البعد القيمي الاخلاقي مداه لعل وعسى يعي المفسدون في الأرض أن اجرامهم بحق شعبنا سيرتد عليهم وهذا ما ينبغي ادراكه قبل فوات الآوان.
طوال سنوات هذا العدوان الهمجي تحمل الشعب اليمني ما لم تتحمله دول وشعوب تمتلك من الامكانات والقدرات ما لا يقارن مع ما كان عليه الشعب اليمني لكنه بإيمانه وثقته بالله وصموده الاسطوري تمكن الانتقال من الدفاع إلى الردع الاستراتيجي وهو الآن في مرحلة الهجوم البري والجوي والبحري دفاعاً عن سيادته ووحدته واستقلاله وكرامته وعزته.. وهنا نقول لتحالف العدوان أن العالم يتغير وان مصدر قوته يتساقط, والأنظمة التي خططت ووقفت خلف هذا العدوان تتهالك وما يحصل لسيدة التعالي والإستكبار امريكا كافياً لنظام آل سعود وأولاد زايد ليعيدوا قراءة مشاهد واقعهم وما يحصل في الولايات المتحدة وبقية منظومة الإستكبار الاستعماري وليعيدوا النظر فيما هم عليه وفي منطقنا.. هذه النصيحة والحرص على شعوب نجد والحجاز وشبه الجزيرة العربية والخليج والامة العربية والإسلامية, وان اصروا على غيهم فالوجع الكبير قادم والعواقب وخيمة ولا عدوان إلا على الظالمين.