الصفحة الأولى

في خطاب له بمناسبة الذكرى السادسة ليوم الصمود الوطني.. الرئيس المشاط :اليوم الوطني للصمود مثل اختباراً للأشخاص والاحزاب والمجتمعات والدول والشعوب ومختبراً للوطن والوطنية والحرية والشرف

صمود الشعب اليمني العظيم أفشل كل المخططات المعادية ووضع الخصوم
أمام حالة كبيرة من الانكشاف السياسي والقانوني والإعلامي
وجه فخامة المشير الركن مهدي المشاط رئيس المجلس السياسي الأعلى مساء أمس كلمة إلى الشعب اليمني بمناسبة اليوم الوطني للصمود فيما يلي نصها:

في خطاب له بمناسبة الذكرى السادسة ليوم الصمود الوطني.. الرئيس المشاط :اليوم الوطني للصمود مثل اختباراً للأشخاص والاحزاب والمجتمعات والدول والشعوب ومختبراً للوطن والوطنية والحرية والشرف

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين ، وارض اللهم عن صحابته المنتجبين وبعد ،،
أيها الشعب اليمني العظيم
 مع إطلالة العام السابع من صمودكم الأسطوري يسعدني ويشرفني أن أتوجه اليكم بإسمي واسم زملائي في المجلس السياسي الأعلى بوافر التحية والإكبار ومن خلالكم إلى قائد الثورة المباركة السيد القائد حفظه الله وإلى كل أخ وأخت اختاروا لأنفسهم شرف الدفاع عن دينهم ووطنهم، وقرروا الانحياز المطلق لأرضهم وشعبهم في مواجهة العدوان والاحتلال، وحملوا على عاتقهم مشروع الحرية والتحرر من كل أشكال الهيمنة والوصاية الخارجية.

أيها الإخوة والأخوات
إننا نحتفي بهذا اليوم الوطني للصمود لأنه مثل اختبارا ومختبرا لكل شيء في هذا الوجود (للأشخاص والأحزاب والمجتمعات والدول والشعوب ومختبرا للوطن والوطنية والجمهورية والحرية والشرف وكل القيم والأخلاق والمفاهيم) ولأن النجاح والفوز في هذا الاختبار الصعب كان حليف شعبنا بكل مكونات موقفه الوطني المناهض للعدوان.
لقد اختارالمعتدون توقيتا قاتلا وشنوا حربهم الظالمة وبلادنا تعيش حصيلة عقود طوال من الضعف والتباين والانقسام ، وفوق ذلك الواقع الصعب حشدوا من الجيوش الجرارة والأسلحة الفتاكة والإمكانات الهائلة ومارسوا من الأساليب والسياسات الوحشية والمرعبة ما لا يخطر على بال ، ومضوا يواصلون القصف بالقصف ، والزحف بالزحف ، والحصار بالحصار والدمار بالدمار في ظل واقع تضطرم فيه الظروف القاسية ، وتزدحم في أدق تفاصيله مختلف التحديات، ومن وراء دوائر النار والحصار والدمار اصطفاف دولي، وخذلان أممي، وعالم يسمع ويرى من دون أن يتحرك فيه ضمير أو وازع من أخلاق أو قانون أو قيم إنسانية مشتركة، وتركنا هاهنا نحتسي مآسينا لوحدنا، ونضمد جراحنا بمفردنا، ونحتضن أطفالنا تحت الحمم ، ولكن برؤوس تتوسد السحاب وأعالي القمم.
لقد كان الخيار إما أن نصمد ونعاني بشكل كبير، وإما أن نستسلم ونعاني أكثر وأكثر، فاختارالشعب قرار الصمود، وشمرت الرجال عن سواعدها وانطلقت من الصفر تحمي بنحورها اليمن ، وتذود بالدم الزاكي عن عزته وكرامته  وشموخه وسيادته واستقلاله

أيها الإخوة والأخوات
لقد كان الصمود ضروريا لأنه لاخيار غير الصمود، وكان الصمود أسطوريا لان كل المقومات المادية للصمود لم تكن شيئا مذكورا في معادلات المواجهة، وهنا يتضح المدخل المناسب لكل حملة الأقلام للحديث والكتابة عن فلسفة هذا الصمود النادر والفريد وعن مرتكزاته الحقيقية التي تنحصر في رعاية الله أولا وآخرا ثم في حكمة قائد الثورة، وعظمة الشعب، والتاريخ، والجغرافيا، وبسالة المقاتل اليمني، وأخلاقنا وقيمنا، وعدالة قضيتنا ..
وهي فرصة أيضا لإبراز مكاسب الصمود ، وهي لاشك مكاسب عديدة وكبيرة منها أن هذا الصمود بفضل الله حمانا من معاناة كانت ستكون أكبروأخطر ، ومنحنا وشعبنا الوعي الكبير والعميق والواسع سواء على مستوى المعرفة الكافية  بالخصوم ومن ورائهم من أعداء الأمة، والإلمام باستراتيجياتهم وأهدافهم العدائية وعلاقاتهم وتحالفاتهم ومشاريعهم المشبوهة ، أو على مستوى الوعي والحصانة من التأثر بسياساتهم وأساليبهم القائمة على التشويه والتحريض وتثوير النعرات المذهبية والطائفية والمناطقية والترهيب والترغيب وتوظيف الأخطاء والتباينات والخلافات الحزبية والسياسية، واستطعنا بحمد الله سد الثغرات واسقاط كل تلك الرهانات وفي إطار هذا الصمود ترسخت مبادئ الهوية اليمانية بما تبنيه في الوجدان والواقع من الايمان بالله والثقة به والتوكل عليه والارتباط به والاعتصام بحبله فغابت من أوساطنا - كموقف وطني ضد العدوان - كل أسباب الفرقة والكراهية وانتشرت ثقافة المصالحة والتصالح والتعايش وانحسرت مساحةالثأر والجريمة، وكان هذا الصمود ملهما في إحياء خصائص الصبر والتكافل والتعاون والتكامل ، وملهما في بناء الذراع العسكرية والأمنية المذهلة ، وفي إطاره تعاظمت القدرات وتراكمت الخبرات ، وتخلقت روح جميلة ورائعة ومتنامية من الموهبة  والإبداع والابتكار في شتى المجالات.

أيها الشعب اليمني العظيم
لقد كان لصمودكم الأثر الكبير في إفشال كل المخططات المعادية وكان له الفضل الكبير في وضع الخصوم أمام حالة كبيرة من الانكشاف السياسي والقانوني والإعلامي سواءً على مستوى الهدف الحقيقي لهذا العدوان أو على مستوى المبررات الواهية أو على مستوى الخطاب  التضليلي ككل، وكان لصمودكم الفضل في تقويض كل الأسقف الزمنية المدروسة للعدوان وفي صنع التحولات والمآلات الكبيرة للمعركة والمواجهة ويكفي أنه لامقارنة اليوم بين معادلات  الموقف الوطني في 26 مارس للعام 2021م وبين ماكان عليه الحال في 26مارس للعام 2015م .
كما كان لصمودكم الفضل أيضا في إعادة الاعتبار لليمن ولكل مقولات التاريخ عن اليمن ، واستطعتم أن تمنحوا كل من اعتدى عليكم وكل من سيستفيد من قراءة صمودكم تجربة تاريخية مهمة تكفي لوقف التفكير مستقبلا في تكرار أي اعتداء على بلدكم ، وبهذا تكونون قد حميتم بلدكم لقرون قادمة ، وأودعتم لكل الأجيال رسالة مرصعة بالفخر والاعتزاز والمواقف المشرفة وممهورة بعشق الوطن وعطر الشهادة وعطاء التضحية ومواصفات القيادة وأمانة الرسالة  والسيادة ، وصنعتم واقعا سياسيا جديدا يستحيل معه القبول بحكام معلبين أو مصنعين من قبل الخارج ممن رأيناهم يبيعون الوطن على الرصيف ، ويصفقون لقصفنا وحصاروتجويع شعبنا واحتلال ارضنا.
ولعل من أهم مكاسب الصمود أنه كشف عن مستوى الانحسار القيمي لدى كل أدعياء التمدن والتقدم والحضارة والإنسانية ، وأسقط كل الأقنعة حتى الى درجة وجدنا معها المجتمع الدولي يعترف بشرعية زائفة - لخليط من الفاسدين والقاعدة وداعش – لايعترف بها الشعب اليمني وتقف ضد مصالح الشعب ، ووجدنا الأمم المتحدة تقلق في كل مرة نستعمل فيها حقنا المشروع في الدفاع ، وتلوذ بالصمت إزاء اعتداء يومي وحصار مستمر وقصف على مدار الساعة  ، وكذلك إزاء تدخل خارجي غير مشروع تمنعه القوانين الدولية ومواثيق الأمم المتحدة ، وتمنعه القرارات الدولية ذات الصلة بالشأن اليمني ، وتمنعه المعاهدات الثنائية ، ومبادئ الدين والإخاء ، وأواصرالقربى وحسن الجوار ، ومن هذه الزاوية كان الصمود انتصارا لكل الحقيقة على كل الزيف ، ولم يعد في مقدور أحد أن يغشنا أو يخدع شعبنا تحت أي عنوان من تلك العناوين البراقة التي لطالما خدعونا بها زمنا طويلا.
كما أجهز صمود الشعب اليمني على ثقافة الارتزاق والتبعية والارتهان، فتنزهت عنها الغالبية العظمى من الشعب ، وأرسى الصمود أسس الاستقلال الحتمي كثقافة وممارسة وطريق ، والاستقلال لاشك هو كل ما يحتاجه اليمن للنهوض والانطلاقة نحو استحقاقاته الكبرى وفي مقدمة ذلك بناء الدولة اليمنية المدنية العادلة والقوية والغنية ان شاء الله.

أيها الإخوة والأخوات
إن مكاسب الصمود لا تخفى ولا تحصى وإن كنا اليوم نعاني ونتعب لكنها تبقى مكاسب واعدة فلكل شيء ثمن والمستقبل الكريم والواعد بالحرية والخير والامن والاستقلال يستحق منا أن نصمد وان نضاعف الصمود ونواصل الصمود ففي منتهى هذا الطريق أمل ومستقبل مضمون بضمانة الله الذي وعد المؤمنين الصابرين وبشرهم.
وأمام عظمة هذا اليوم ومكاسبه - التي نحيل استكمال الحديث عنها الى الأقلام الشريفة.
وقبل أن أختم هذا المحور أتوجه مجددا بعظيم الاجلال وجزيل الامتنان والشكر والاكبار الى من كان لهم الفضل بعد الله في صناعة هذا الصمود
الى سيدي قائد الثورة عبدالملك بدر الدين الحوثي حفظه الله أولاً،والى أبطال القوات المسلحة والامن في ميادين العزة والكرامة ووحدات التصنيع العسكري بكل أقسامها والى كل أعزائنا وأعظم من فينا وهم الشهداء والجرحى والأسرى والمرابطين والى كل أمهاتهم وآبائهم وأبنائهم وإخوتهم وأخواتهم وكل أسرهم الشريفة والكريمة.
وتحية خالدة لكل العاملين بجد وتفان في حكومة الإنقاذ، وكل الرجال الصامدين والنساء الصامدات في كافة أجهزة  مؤسسات الدولة،والى فريق التخطيط الذي يصل الليل بالنهار لإعداد الخطط والمصفوفات التنفيذية للرؤية الوطنية والتي سنشهد من خلالها في الأيام القادمة تدشين جملة من الإنجازات العملاقة تتمثل في الخطة الخمسية للمرحلة الأولى – كذلك تدشين دليل التخطيط الاستراتيجي كذلك دليل المتابعة والتقييم وغيرها الكثير وأحث على مواصلة هذه الجهود المباركة،وانصح أي متقاعس أو متخاذل في هذه الحكومة وهذه المؤسسات بأن الفرصة الأخيرة مواتية للجد والمثابرة والنجاح والإنتاج ما لم فالإجراءات آتية لا محالة.
تحية خالدة أيضا الى العلماء الاجلاء والمشايخ الكرام والقبائل الابية وكل شرفاء الموقف الوطني من الأحزاب والأكاديميين والسياسيين والدبلوماسيين والإعلاميين والأطباء والممرضين والحقوقيين والقضاة والمزارعين وكل العاملين في كل الجانب الاقتصادي وكل المواطنين والشرفاء من أبناء وبنات شعبنا اليمني العظيم في الداخل والخارج.
ولايفوتني ان أوجه التحية والشكر لكل من تضامن مع مظلومية شعبنا ومع عدالة قضيتنا من أحرار أمتنا العربية والإسلامية أشخاصا وشعوبا وحكومات وأحزاباً، والتحية موصولة لكل الاحرار والشرفاء في مختلف العالم ممن كان لهم صوت مرفوع وموقف مشرف تجاه العدوان الظالم على بلدنا وشعبنا.

وأختم الآن ببعض النقاط السريعة
أولا – أجدد مباركة صمود شعبنا وأثمن غاليا وأقدرعاليا الاستجابة الجماهيرية العالية والرفد المستدام للجبهات وحالة الاقبال الكبيرة والمشرفة على معسكرات الاحتياط وعملية البناء المتواصلة في كل المجالات العسكرية والأمنية وأحث المختصين في دوائر التدريب والتأهيل على المزيد من مضاعفة الجهود، وتوسيع الخطط الاستيعابية بمايتلاءم مع حجم الاقبال ، واذكر بأن أي شخص يجد أي صعوبة في استيعابه على نحو يترتب عليه حرمانه من الانتساب لمواقع الخدمة والاسهام في الدفاع عن وطنه سيكون بالنسبة لنا أمراً مؤلماً وتقصيرا لاينبغي أن يحدث.
ثانيا – أبارك لكل الاخوة العائدين عودتهم الى حضن الوطن وارحب بهذه الموجة الطيبة والمستمرة واعتبرها صحوة ضمير ومؤشروعي وقبل ذلك توفيقا آلهيا لهم فبقاؤهم في معسكرات تعمل في اطار دول تعتدي على بلدهم وشعبهم المظلوم والمحاصر خسارة في الدنيا والاخرة وعلى من تبقى معرفة ان هذا الباب لن يبقى مفتوحاً الى ما لا نهاية ان لم يسارعوا الى إعادة حساباتهم واتخاذ القرار السليم والصحيح.
ثالثا – وفي سياق ماظهر مؤخرا من الأصوات المنادية بالسلام أود أن اعرب عن تقديرنا واحترامنا لكل هذه الأصوات والمحاولات وفي نفس الوقت ومن منطلق حرصنا الثابت والدائم على السلام وتعزيزا واثراء لكل الجهود والتوجهات الداعمة للسلام أود أن الفت نظر الجميع الى وجود ثلاث ملاحظات مهمة جدا ويحتاج كل مخلص وصادق في سعيه أو حرصه على إنجاح عملية السلام من أي طرف او جهة أن يتنبه إليها :
الأولى - خطورة الانطلاق من توصيفات خاطئة لان هذا سيقود الى تصورات غير صحيحة وغير واقعية للحل،الامر الذي لن يخدم تحقيق السلام كغاية نبيلة وسامية تهمنا جميعا فالخطأ في التشخيص يولد بالضرورة خطأ في المعالجة ، ونحن أمام حرب عسكرية يقودها طرف غير يمني من جهة وأمام اشكال داخلي كلا طرفيه يمنيون ومحاولة التركيز على المشكلة الداخلية قبل انهاء الحرب العسكرية سيبقى يثير الكثير من الإشكالات والصعوبات، بل ويفرغ مسمى الحوار اليمني اليمني من محتواه إذ لايمكن تصور حوار سياسي يمني يمني قبل تحييد العنصر غير اليمني ، وهو مايستدعي بالضرورة إيجاد خطوات او مراحل واضحة وعزل تأثير كل مرحلة او خطوة عن الأخرى بحيث ينحصراي انهيار لاسمح الله في الجزئية نفسها ، وتبقى بقية الخطوات او المراحل الأخرى في مأمن، وهنا لن يتسبب اختلال جزئية معينة في اختلال وانهيار ما تم إنجازه من نجاحات في كل عملية السلام.
الثانية– خطورة الربط بين الجانب الإنساني الذي يخص الشعب اليمني ككل ، بملفات الخلاف العسكري او السياسي التي تخص المتقاتلين أو المختلفين سياسيا وبالتالي يجب أن نحصن هذا الجانب من أي تأثيرات سلبية لجوانب الاختلاف الحقيقي المتمثل في الحرب العسكرية  التي يقودها الجانبان كل من صنعاء والرياض والخلاف السياسي الداخلي.
الملاحظة الثالثة -خطورةتجاهل ما صنعته الحرب القاسية من مخاوف وشكوك وتوجس وانعدام ثقة ومن واقع مأساوي وجراح غائرة وعميقة الى جانب اغفال التجربة العملية التفاوضية الطويلة وعدم إدراك أن كل هذه المسائل تمثل السبب الجوهري في فشلها وستبقى تمثل العائق الأساس في التوصل الى السلام كحاجة نبيلة  وغاية  سامية للجميع.
وفي الختام اجدد التأكيد على هذه النقاط من منطلق الحرص الصادق والاستيعاب الدقيق لطبيعة التعقيدات والعوائق.
شاكرين كل الجهود الداعمة للسلام وفي مقدمتها موقف الأشقاء في سلطنة عمان.
المجد والخلود للشهداء -الشفاء للجرحى - الحرية للأسرى – النصر لشعبنا اليمني العظيم – تحيا الجمهورية اليمنية .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تقييمات
(0)

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا