العسل اليمني.. جودة عالية ومورد اقتصادي كبير
تشتهر اليمن منذ القدم بإنتاج اشهر انواع العسل في العالم، لما تمتاز به الطبيعة اليمنية من تنوع في تضاريسها ومناخها،
فإلى جانب الجبال الشاهقة والهضاب المرتفعة توجد السهول الواسعة والسواحل الطويلة والصحاري، وهذا التنوع هو ما اكسبها التنوع في الغطاء النباتي والذي يستمر على مدار العام، مما يوفر للنحلة غذاء متنوعا ودائما.
تحتل المراعي الطبيعية في اليمن مساحة تقدر بنحو 21مليون هكتار، ترعى فيها الماشية والنحل، وتعتبر المراعي من اهم العوامل المحددة لتربية النحل، وإنتاج المنتجات النحلية المتنوعة في اليمن..
تشير التقديرات إلى أن عدد الحائزين والمشتغلين بأعمال النحالة في اليمن قرابة 100 ألف نسمة، معظمهم من سكان الريف، فيما المشتغلين في الخدمات الأساسية والثانوية المساعدة وتداول وتسويق العسل والذين يشكلون نسبة 2. 1% من إجمالي الحائزين والمشتغلين بمهنة النحالة.
ويبلغ ما تنتجه اليمن من العسل حسب كتاب الإحصاء الزراعي للعام 2020م- 2822683 كيلوجرام ، ويبلغ عدد خلايا النحل 1291752خلية، حيث تصل نسبة خلايا النحل البلدي نحو 96% من إجمالي عدد الخلايا، فيما تشكل خلايا النحل الحديثة نسبة 4% من إجمالي عدد الخلايا.
تشير بيانات كتاب الإحصاء السنوي إلى أن كمية العسل الطبيعي والمدرج ضمن قائمة أهم ثلاثين سلعة مصدرة بلغت نحو 880طناً كمتوسط سنوي، وبقيمة 62. 1مليار ريال، بما يعادل 2. 7مليون دولار وفقا لتحليل بيانات الإنتاج والتصدير خلال الأعوام 2009-2018م، وقد شكلت نسبة العسل الطبيعي المصدر نحو 57. 4% من إجمالي قيمة العائدات للسلع المصدرة في العام 2018 وفقا لبيانات كتاب الاحصاء السنوي.
تربية النحل وانتاج العسل
المهندس نبيل العبسي مدير إدارة النحل وإنتاج النحل بوزارة الزراعة اوضح إنه سيتم الاعلان قريبا عن الاستراتيجية الوطنية لتنمية تربية النحل وإنتاج العسل في الجمهورية اليمنية، مضيفا أن قرار وزارة الزراعة رقم (16)لسنة 2018م- بشأن تربية النحل والنحالة في اليمن بدا تطبيقه على أرض الواقع.
جودة غذائية عالية
وأكد مدير إدارة النحل أن إنتاج عسل النحل اليمني يُعد واحدا من الموارد الطبيعية المتجددة ذات قيمة مالية كبيرة، مؤكدا أن العسل اليمني يتمتع بجودة غذائية عالية أكسبته شهرته الإقليمية والعالمية، والتي بوأته مرتبة متقدمة بين أنواع العسل المنتجة في العالم. موضحا أنه لم يتم الاستفادة من تلك الشهرة بتحويل تربية النحل وإنتاج العسل إلى نشاط زراعي مدر للدخل ذي أولوية في الدعم والتنمية والتطوير لزيادة الكميات المنتجة بالمعنى الاقتصادي، رغم زيادة الطلب على العسل اليمني، وإقبال المستهلكين عليه.
وذكر العبسي أن العسل اليمني يتميز عن غيره في البلدان الأخرى بأنه عسل النوع الواحد، ويقصد به نوع أزهار العشب والأشجار والشجيرات التي تسود في مرعى البيئة الجغرافية لمنطقة تربية النحل، حيث يعد العسل المدرج تحت هذا التصنيف علميا من أجود أنواع العسل، ويحتل المرتبة الأولى بين بقية أصناف العسل.
خلال الاعوام 2009-2019م، شكلت قيمة إنتاج العسل نحو 17919مليون ريال، بنسبة 2. 2% من قيمة الإنتاج الحيواني الذي سجل قيمة قدرها 825مليون ريال، ليشكل نسبة قدرها 3. 43% من قيمة الإنتاج الزراعي الإجمالي التي بلغت نحو
4. 1مليار ريال، نسبتها من قيمة الناتج المحلي الإجمالي وصلت إلى نحو 29% من إجمالي الناتج المحلي الإجمالي الذي بلغت قيمة الإنتاج له نحو
2. 9مليار ريال وفقا للإحصائيات الرسمية للجهاز المركزي للإحصاء.
واقع تربية النحل في اليمن :
وأوضح مدير ادارة النحل عدم وجود مناحل إنتاجية تدار بالمعنى التجاري الاستثماري، مضيفا أن المناحل الإنتاجية معظمها مناحل يملكها افراد وتتراوح أعداد الخلايا فيها من 3 خلايا إلى 160خلية على الأكثر، وهي غالبا غير مستقرة بل متنقلة بحسب توفر المراعي.
انواع العسل اليمني :
ينتج في اليمن انواع مختلفة من العسل تبعا لاختلاف المراعي السائدة في المناطق المختلفة ، حيث تختلف هذه الأنواع في مواصفاتها تبعا للمراعي الذي جمع النحل منه الرحيق ولكل نوع لون وطعم ورائحة واهمها :
- السدر : لونه عنبري فاتح، وطعمه طبيعي، وذو رائحة مميزة، والقوام متجانس
- السمر : يتميز بلون مسود، ورائحة طبيعية، وله طعم طبيعي، وقوامه متجانس
- السلم : لونه مسود، وله طعم حمضي، ورائحته متغيرة، وقوامه متجانس.
-الضبا : لون ابيض، وطعم سكري، ورائحة طبيعيه، والقوام خفيف.
-العسق : لون ابيض مصفر، وطعمه سكري، وقوامه خفيف.
-القصاص(الصال) : له لون عنبري فاتح -الطعم طبيعي مع حرقة-ورائحتة طبيعية، وله قوام متجانس.
-الصورب: ابيض اللون، وسكري الطعم، ورائحته طبيعية، وقوامة متجمد.
- الطنب : له لون ابيض فاتح- وطعم طبيعي -ورائحته طبيعية، قوامه متجانس.
-عسل المراعي: لونه عنبري فاتح، وطعم طبيعي ورائحته طبيعية، وقوامه متجانس..
تهديدات للعسل والنحل :
يواجه العسل اليمني عدة تهديدات واخطار من اهمها واخطرها المبيدات الزراعية، والتي يستخدمها المزارعون بشكل عشوائي، ومعظمها تقتل النحل، وقد حدث عدة مرات نفوق آلاف الخلايا بسبب رش مبيدات زراعية في اماكن تواجد النحل، وما يهدد تجارة العسل في اليمن هي وجود العسل المستورد وبكميات كبيرة، وهو ما يؤثر على سعر العسل اليمني، وعزوف المستهلك اليمني لشراء العسل الخارجي نظرا لرخص ثمنه، وكذا الغش التجاري الذي يتعرض له العسل اليمني من بعض التجار عديمي الضمير، والذين يهمهم الربح، وخاصة من يقومون بخلط العسل اليمني الاصلي بأنواع من العسل الخارجي المستورد وهذا يؤثر على جودة وشهرة العسل اليمني.
وللحفاظ على العسل اليمني وشهرته العالمية يجب تنظيم عملية التسويق والتصدير للعسل اليمني، وايجاد معايير ومواصفات للعسل اليمني المصدر، وان يكون التصدير عبر مؤسسات او شركات متخصصه بذلك وتملك علامة تجارية مخصصة، وان يكون وفق طرق رسمية، بهدف ضبط عملية التصدير والتسويق للعسل اليمني.