الرئيس الشهيد الصماد قائد المواجهة الاقتصادية وصاحب الرؤية
أربع سنوات مرت على اغتيال الرئيس الشهيد، صالح الصماد، من قبل قوى العدوان والاجرام السعودي الأمريكي، ولايزال الصماد حديث اليمنيين في حلهم وترحالهم،
فالرجل لم يكن قائداً عابراً، بل كان قائداً استثنائياً دفعت به الاقدار ليقود البلد في ظرف استثنائي، ومع ذلك تمكن من مواجهة التحديات والصعاب وأفشل مخططات دول العدوان والحصار الاقتصادية، وواجه الحرب الاقتصادية التي تصاعدت بشكل غير مسبوق..
في بداية تسلمه لقيادة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء في السادس من اغسطس 2016، وبتعاون الجميع فشلت رهانات تحالف العدوان في تركيع اليمنيين بعد نقل وظائف البنك المركزي من صنعاء إلى عدن بتوجيهات أمريكية أواخر سبتمبر من العام نفسة ، لتحقيق هدفين ، الأول تجميد أنشطة المؤسسات العامة للدولة وافراغها عن دورها من خلال أيقاف رواتب موظفي الدولة العاملين في اطار الأجهزة الحكومية في صنعاء ، والثاني قطع كافة التحويلات المالية الخارجية إلى صنعاء وصولاً إلى إيصال القطاع المصرفي إلى العجز الكامل عن تغطية فاتورة الواردات الأساسية من غذاء ودواء ووقود ، وذلك بعدما تمكن العدوان بمساعدة أمريكية من تجميد الاحتياطات الأجنبية للبنك المركزي والسيطرة عليها في البنوك الدولية وسحب السويفيت ، وبحكمة إدارة الرئيس الشهيد الصماد لتداعيات نقل البنك ، واصلت المؤسسات والجهات الحكومية نشاطها الخدمي والانتاجي ، ولم تتوقف كما خطط لها ، وواصل البنك المركزي في صنعاء تمويل الواردات الأساسية بالعملات الصعبة دون توقف ، وفي ظل فشل أدوات العدوان في إدارة وتفعيل وظائف البنك المركزي واستغلال الاعتراف الدولي بالبنك لتحويله إلى وسيلة لطباعة تريليونات الريالات دون غطاء ، وقيامهم بتعويم سعر صرف العملة الوطنية في يوليو من العام 2017، ليعلنوا بذلك القرار فشلهم الذريع في الحفاظ على سعر صرف العملة وعجزهم عن إدارة البنك ، قدم الرئيس الشهيد عدد من المبادرات الهادفة إلى تحييد البنك المركزي خلال لقاءاته مع المبعوث الدولي لدى اليمن ، إسماعيل ولد الشيخ ، ونائيه معين شريم منذ الأشهر الأولى لقرار تعطيل وظائف البنك في صنعاء ، وكان من أولوياته رفع العقاب الجماعي الذي فرضته حكومة هادي على موظفي الدولة ، وإعادة صرف رواتبهم معتبراً ما حدث من قطع لرواتب اكثر من 750 الف موظف يعملون في المحافظات الواقعة تحت سيطرة حكومة صنعاء جريمة جماعية .
إلى جانب ذلك كان للرئيس الشهيد رؤية اقتصادية شاملة جاء ذكرها في الرؤية الوطنية لبناء الدولة تحت شعار " يد تحمي ويد تبني “، فمنذ تسلمه قيادة المجلس السياسي الأعلى في صنعاء كرئيس توافقي، لم يغب الجانب الاقتصادي في كلماته ولقاءاته، فالرئيس الشهيد كان له رؤية ثاقبة لمستقبل اقتصادي قائم على الاكتفاء الذاتي ومتكئ على قاعدة إنتاجية ثابته تنطلق من رفع القدرات الإنتاجية للقطاع الزراعي ، فكان يرى ان الاهتمام بالزراعة من أولوياته كونها تمثل الركيزة الأساسية التي يقوم عليها الاقتصاد في أي بلد ، واعتبر الوصول للاكتفاء الذاتي من الغذاء جبهة محلية تعاونية لا تقل أهمية عن الجبهات الأخرى ، يضاف إلى ذلك أن من ابرز اهتماماته رفع معدلات الاستثمار وحشد رؤوس الأموال الوطنية وتوظيفها في رفع القدرات الإنتاجية الصناعية المختلفة .
مشروع الرئيس الشهيد الذي «تسنده الجبهات ويسند الجبهات» على حد توصيف الرئيس الصماد سلام الله على روحة الطاهرة، قوامه «إيجاد دولة مدنية من أجل الشعب، لا شعب من أجل الدولة». هدفٌ يُفترض أن يتم العمل على تحقيقه من خلال جملة استراتيجيات وتكتيكات يتصدرها ما يلي: مقاومة التدمير بالتعمير، مواجهة الحصار الاقتصادي بالاتجاه نحو الاقتصاد المقاوم، توظيف الإمكانات المتاحة في تحقيق اكتفاء ذاتي بالتدرج، مقاومة الحرب المالية المتمثلة في مصادرة موارد الدولة من ضرائب وجمارك وعائدات نفطية من قِبَل الموالين للعدوان بتحسين موارد الدولة المتاحة، فتح المجال أمام الاستثمارات المحلية والأجنبية، تشجيع رؤوس الأموال الوطنية، مكافحة الفساد المالي والإداري في المحافظات الواقعة تحت سيطرة المجلس السياسي الأعلى، والانتقال من الحفاظ على مؤسسات الدولة إلى تعزيز دورها الخدمي والتنموي.
تنفيذ رؤية الرئيس الشهيد ، أصبح حلماً لكل اليمنيين كونها شخصت المشاكل والتحديات التي يواجهها الاقتصاد اليمني وقدمت الحلول الممكنة ، ونتمنى تنفيذها بالتدرج وفق الإمكانيات المتاحة حتى نحقق معدلات النمو الاقتصادي المنشود ونعمل على رفع مستوى شعبنا اقتصادياً ومعيشياً ..