أخبار وتقارير

السنوار.. قائد الأحرار وملهم الثوار

السنوار.. قائد الأحرار وملهم الثوار

مهندس الطوفان ومرعب الكيان وفارس الميدان من أذل الصهاينة والمطبعين بعمليات عسكرية نوعية في المناطق الفلسطينية المحتلة متقدما الصفوف الأمامية للمرابطين يخوض معارك التحرير التي دشن عملياتها الكبرى في الـ7 من أكتوبر..

إنه المجاهد البطل الشهيد يحيى السنوار (أبو إبراهيم).. الذي أعاد الى اذهان المؤرخين والباحثين وكل المهتمين قصص الأبطال والقادة العظماء عبر التاريخ الذين نازلوا الأعداء وجهاً لوجه وسطروا بدمائهم تاريخاً لا يمحى ولا يمكن نسيانه.. اقتحم الشهيد السنوار بوابة الموت وقلبه ينبض بحب وطنه وشعبه لم تنل من ثباته وصموده جرائم وغارات وحصار العدو الصهيوني بل ظل ذلك المجاهد الذي لا يهاب الموت ما دام في سبيل الله على طريق تحرير فلسطين وتطهير المسجد الأقصى المبارك .

ناصر الخذري

القائد السنوار انتصر على العدو حيا وميتا وأسيرا.. بما خلده من مواقف وما سطره من بطولات كان آخرها تدوين تاريخ جديد بدمه الطاهر وهو يصول ويجول في جبهات الدفاع عن فلسطين وشعبها المظلوم ضد العصابات الصهيونية المارقة..
مشاهد وثقها جنود العدو بعدسة طائرتهم المسيرة التي أظهرت الشهيد قبل ارتقائه وهو يعاني جراحات كان ابرزها ما ظهر على يده اليمنى وهو جالس على اريكة في المبنى المدمر ويضرب بعصاه طائرة العدو المسيرة التي أرسلها للاستطلاع والتصوير.. لم يكن يعرف القتلة ان من يشتبكون معه هو قائد المكتب السياسي لحركة حماس أبو إبراهيم إلا بعد اليوم الثاني وبعد ان تم فحصD.N.A وبعد ان عرف العدو ان من بين أيديهم هو المطلوب الأول لهم حاولوا سرد دعايات علها تنال من ثبات وبطولة الشهيد السنوار ليقول للمستوطنين انه حقق نصرا , فيما الحقيقة الناصعة أن السنوار اصبح رمزا للأحرار في العالم بشكل عام وللمقاومة الفلسطينية بشكل خاص.. بمشاهد أقرب إلى الخيال تصدى وواجه العصابات الصهيونية مشتبكا معهم في تل السلطان كأي جندي من جنود المقاومة في قطاع غزة ,وكان جيش العدو قد نشر صورا أظهرت المقتنيات البسيطة التي كان يحملها الشهيد ومنها مطوية “أذكار نبوية يومية”، ومسبحة، وساعد يد، وحلوى، وشريط لاصق، ومبلغ مالي بسيط.
فيما ظهر في الصورة الثانية سلاح السنوار “كلاشنكوف”، بالإضافة إلى مخزني رصاص، وجعبة عسكرية، وأدوات عسكرية أخرى، حيث أراد القتال حتى النهاية، وظهر مُقبلاً غير مُدبر.. ليرسم بتلك الصور البطولية والمشهد العظيم قصة بطل سيظل محفورا في الأذهان الفلسطينية، والعربية.. وفي هذا السياق علق محرر الشؤون الفلسطينية في قناة كان 11 العبرية، إيليور ليفي على المقطع المصور الذي نشره جيش الاحتـلال والذي قال إنه توثيق للحظات الأخيرة قبل استشـهاد يحيى السنوار قائلًا: “التوثيق الذي ترونه ليس ما يراه أهل حمـاس أو غـزة أو حـزب الله، فهم يرون رجلاً حارب حتى اللحظة الأخيرة، حتى عندما كان مُصاباً، لقد أصبح السـنـوار أسطورة بالفعل”.

في مقدمة الصفوف
نائب رئيس حركة حمـاس خليل الحية في إعلانه شهادة السـنوار قال: استشـهد السنوار حاملاً سـلاحه في مقدمة الصفوف صامداً ومدافعاً عن أرض غـزة وواصل عطاءه بعد الخروج من المعتقل حتى اكتحلت عيناه بالطوفان العظيم..

نال ما تمناه
ارتقى القائد المغوار يحيى السنوار شهيدا خالدا ونال ما تمناه حيث تحدث رحمه الله قبل ثلاث سنوات تحديدا بالقول : “أكبر هدية يمكن أن يقدمها العدو والاحتلال لي هي أن يغتالني وأن أقضي شهيدا على يده، أنا اليوم عمري 59 سنة، أنا الحقيقة أفضل أن أستشهد بالـ إف16 على أن أموت بكورونا أو بجلطة أو بحادث طريق أو بطريقة أخرى مما يموت به الناس”.
وعلى الرغم من المظاهر وحالة النشوة التي اصابت كيان العدو بعد سماع خبر استشهاد السنوار إلا ان الواقع يؤكد بأن ارتقاء الشهيد السنوار لم يكن قد تحقق بمجهود استخباري بل حدث بمحض الصدفة وهذا ما اقر به المتحدث باسم جيش الاحتلال الصهيوني دانيال هاغاري خلال مؤتمر صحفي عقده مساء الخميس الماضي.. حيث قال: “لم نكن نعرف أنه موجود هناك، في البداية تعرفنا عليه بوصفه مسلحا داخل أحد المباني، وشوهد وهو ملثم يلقي لوحا خشبيا نحو الدرون (الطائرة المسيرة) قبل ثوان من مقتله”.
وبذلك فند البطل السنوار الرواية الصهيونية التي رددها الأرعن نتنياهو عدة مرات بان الشهيد كان يختبئ في الأنفاق ومحاطا بأسرى العدو حتى ظهر محاربا حتى آخر طلقة وآخر قطرة من دمه وفوق الأرض لا تحتها، ليضع رئيس وزراء العدو في ورطة جديدة عن فشله مرة أخرى كما فشل وهزم في الـ7 من أكتوبر العظيم.

قائد استثنائي
المتتبع لسيرة وحياة الشهيد يحيى السنوار.. في معتقلات الاحتلال التي ظل فيها 23 عاما وبقية حياته ومسيرته في ميادين البطولة والفداء حتى ارتقى شهيدا سيجد أن هذا القائد بما يتملكه من كاريزما القيادة وتأثير في نفوس وعقول مرؤوسيه ورفاقه قد ترك إرثا نضاليا وبطوليا ومقاومة كلها قادة لا تتأثر باستشهاد قادتها ولم ولن تتأثر بما يحلم به الأرعن نتنياهو وكيان الاحتلال الإرهابي مهما أمعن في القتل والقصف والتدمير والتهجير القسرى لأبناء الشعب الفلسطيني.

سيرة بطل
الشهيد القائد يحيى السنوار الفلسطيني المولود في اكتوبر عام 1962م، في مخيم خان يونس، لاجئاً من عسقلان المحتلة.
ينحدر السنوار من بلدة مجدل عسقلان المحتلة، حيث لجأت عائلته لمخيم خان يونس في قطاع غزة بعد النكبة، وتنقل في مدارس مخيم خان يونس حتى أنهى دراسته الثانوية في مدرسة خان يونس الثانوية للبنين، ثم التحق بالجامعة الإسلامية بغزة، فحصل على درجة البكالوريوس في اللغة العربية، حيث عمل في مجلس الطلاب خمس سنوات، فكان أمينا للجنة الفنية، واللجنة الرياضية، ونائبا للرئيس، ثم رئيسا للمجلس ثم نائبا للرئيس مرة أخرى.
وقد مثّل الشهيد يحيى السنوار عقدةً لـ"إسرائيل"، عبر أجهزة أمنها واستخباراتها، كان متخصصاً باللغة العربية، وساهم في تأسيس كلية الآداب في الجامعة الإسلامية في قطاع غزة، وإلى جانب العربية، التي كتب فيها روايته "الشوك والقرنفل" في داخل السجن، تعلّم الشهيد السنوار العبرية خلال الأسر، فأجادها وأتقنها وعرف، عبرها، عدوه جيداً، حتى أصبح إطلاق سراحه الخطأ الأكبر لهذا العدو.
وفي هذا السياق يوضح تقرير نشرته "الميادين" أن إسرائيل تعلم جيداً بأنّ حربها لن تُفضي إلى النصر الذي تتطلّع إليه، والمتمثّل بـ"القضاء على حماس"، التي ما زالت كتائبها تظهر، عبر "الياسين 105" في جباليا، و"الزواري" في خان يونس، و"المقادمة" في السماء المحتلة فوق "تل أبيب"، كلما قال "جيش" الاحتلال إنّه تخلّص منها.
ويضيف التقرير: "كما لا يزال الشهداء الشيخ أحمد ياسين والمهندس محمود الزوراي والطبيب إبراهيم المقادمة حاضرين في الميدان، كما كل الشهداء، سيبقى أبو إبراهيم، صاحب العقل الفذّ، والذي عمل بالعربية والعبرية، في الساحة مع المجاهدين، يطارد معهم جنود الاحتلال في أزقة غزة، يفخخ فيهم أبنيةً استباحوها، ويفجّر فيهم أعين أنفاق ظنوا أنّها لن تبتلعهم.
الشهيد يحيى السنوار، هو مؤسس "مجد"، جهاز أمن حماس. هو الذي أسس الجهاز الذي يضمن استمرار حركة المقاومة الإسلامية في فلسطين، التي أقرّ العالم كله، وفي مقدمته الولايات المتحدة، باستحالة القضاء عليها، أتمحو "إسرائيلُ" أثره بعد أن عجزت عن ثنيه عن تولي مهمات أمنية ساهمت في ضمان بقاء حماس، من داخل سجونها المحصّنة، عندما كان تحت أعينها وبين جدرانها؟
بعد أن تحرر من الأسر في صفقة "وفاء الأحرار"، عام 2011م، والتي شارك في إدارتها من داخل السجون الإسرائيلية أيضاً، تزوّج السنوار ورزق بـ3 أبناء، تولى التنسيق بين القيادتين السياسية والعسكرية في حماس، خلال معركة "العصف المأكول"، عام 2014م، صار رئيس حماس في غزة عام 2017م، وفي عام 2021م، اتخذ قرار إطلاق معركة "سيف القدس"، تلك المعركة التي تحدّى فيها الشهيد السنوار "إسرائيل" لتغتاله، والتي بشّر فيها أهله بأنّ "ضرب تل أبيب أسهل علينا من شربة ماء".
وفي 13 فبراير 2017م، انتخب يحيى السنوار رئيسا للمكتب السياسي للحركة في قطاع غزة خلفا لإسماعيل هنية، فيما اختير خليل الحية نائبا له.
وفي 15 مايو 2021م، أفادت التقارير أن غارة جوية إسرائيلية ضربت منزل السنوار، وقال خلال مؤتمر صحفي متحديا وزير الحرب الإسرائيلي بيني غانتس آنذاك أنه سيعود إلى منزله بعد المؤتمر “سيرا على الأقدام”، وتحدى الشهيد السنوار غانتس باتخاذ قرار الاغتيال، حيث أمضى 60 دقيقة وهو يتجول في شوارع غزة ويلتقط صورا مع الجمهور حتى وصل إلى منزله.
وبعد ثلاثة أسابيع من الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023م، اقترح السنوار إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية مقابل إطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين في غزة.
يوم الثلاثاء 6 أغسطس 2024م، تم اختياره كرئيس للمكتب السياسي في “حماس”، خلفا لإسماعيل هنية، بعد مشاورات عقب اغتيال الشهيد هنية في العاصمة الإيرانية طهران."

على درب الشهداء
يتوهم كيان العدو الصهيوني الغاصب أنه بإغتيال القائد يحيى السنوار سينال من عزيمة واردة المقاومة في قطاع غزة ولم يدرك هذا العدو الجبان أن الشهادة هي أمنية وأعلى وسام يسعى اليه المرابطون في سبيل الله ضد الأعداء وأن دماء الشهداء تمثل وقودا ودافعا قويا للمقاومة في نهج درب الشهداء على طريق تحرير القدس منذ استشهاد الشيخ عزالدين القسام وحتى اليوم وفي هذا السياق قال الناطق العسكري باسم كتائب القسام أبو عبيدة: "لو كانت الاغتيالات تمثل نصرا لتوقفت العمليات منذ اغتيال الشهيد الشيخ عز الدين القسام" ولذلك فإن الاحتلال حتما سيزول وها هو اليوم يواجه مقاومة شرسة وحرب استنزاف طويلة وقد سبق ان أشار اليها الشهيد السنوار في رسالته التي بعث بها الى قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي الشهر الماضي قال فيها: "أن “تضافر جهودنا مع المقاومة في اليمن ولبنان والعراق سيلحق الهزيمة بالعدو بدحره عن وطننا بإذن الله”.
وأضاف: “المقاومة تحضر نفسها لمعركة استنزاف، وستكسر إرادة العدو السياسية كما كسرت إرادته العسكرية”، وهو ما تؤكده أن معركة “طوفان الأقصى”

كيان زائل
مهما عربد الاحتلال الصهيوني ومهما أوغل في سفك دماء المدنيين من أبناء الشعب الفلسطيني فإنه حتما سيزول ما دامت القضية الفلسطينية بوصلة المقاومة تجذرت وتعمقت في النفوس فكرة ومبدأ لن يحيدوا عنها ولن يتنازلوا عن القدس والمسجد الأقصى وكل ذرة رمل في الأراضي الفلسطينية المحتلة.. هذا هو العهد الذي تربى ونشأ عليه المجاهدون وتشربوا حب وطنهم وحب الشهادة في سبيل الله من القرآن الكريم وسيرة ونهج النبي الخاتم محمد صلى الله عليه وآله وسلم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا