تواصلاً لمسلسل اعتداءاته وجرائمه النكراء بحق اليمن واليمنيين..نظام العدوان السعودي ومساعي تحويل اليمن إلى مكب للنفايات النووية
جريمة أخرى تضاف إلى مسلسل جرائم النظام السعودي المتواصلة بحق وطننا وشعبنا اليمني وبحق الإنسانية..
وهي الجريمة المتمثلة بإقدام السعودية على رمي نفاياتها السامة ومخلفاتها الكيميائية في السواحل والمياه الإقليمية اليمنية.. عداء واجرام وشر مستطير، نابع عن حقد دفين ممتد بجذوره إلى ما يزيد عن عشرة عقود من السنين لآل سعود على اليمن واليمنيين.. بدءًا من مجزرة تنومة وسدوان قبل مائة وثلاثة أعوام وصولاً إلى شن العدوان ومن ثم المساعي الحالية لهذا النظام الإجرامي الرامية لتحويل اليمن إلى مكب لنفاياته السامة ومخلفاته الكيميائية الخطيرة والمضرة بالإنسان وبمختلف الكائنات الحية ويمتد ضررها على المدى البعيد إلى أجيال وأجيال قادمة ومتعاقبة.
26سبتمبر- خاص
مؤخراً أقدمت السعودية على دفن نفايات سامة في الأراضي اليمنية كما قامت سفن أجنبية برمي نفايات ومخلفات كيميائية في السواحل اليمنية.. وفي هذا السياق، أدان وزير الثروة السمكية محمد الزبيري، يوم السبت الماضي، إقدام السعودية والمرتزقة على دفن النفايات النووية في الأراضي اليمنية.. داعياً حكومة الإنقاذ الوطني لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وأكد الزبيري بأنه تم تشكيل لجنة مشتركة من البحرية والأمن وخفر السواحل ووزارتي الخارجية والثروة السمكية من أجل متابعة مسألة النفايات النووية.
وقال "عند إبلاغنا بأي مخالفة سنقوم بإبلاغ وزارة الخارجية للتواصل مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بهذه المخالفة".
ودعا وزارة الدفاع والقيادة السياسية أن يكونوا صارمين لأن تلويث البحر الأحمر يؤثر على البيئة البحرية كاملة.. مؤكدا أن دخول أي سفينة للمياه الإقليمية هو تحت رصد القوات البحرية.
من جهته أوضح مدير الرقابة البحرية في وزارة الثروة السمكية محمد عباس الفقيه أن النفايات التي تزعم السعودية أنها تريد دفنها في اليمن تعود لشركات خارجية كبرى.
كارثة بيئية
وكانت وزارة الثروة السمكية قد أصدرت يوم أمس الأول، بياناً أدانت فيه مساعي تحالف العدوان بقيادة النظام السعودي تحويل اليمن إلى مكب لنفاياته السامة.
وحذرت الوزارة في بيانها، من مغبة التوقيع على أي اتفاق لاحتواء إشعاعات نووية ناتجة عن نفايات سامة بين الهيئة النووية السعودية وحكومة المرتزقة.. مؤكدة أن هذه الخطوة تنذر بكارثة بيئية كبيرة جراء تأثير النفايات السعودية التي تم وسيتم دفنها في مناطق صحراوية وأخرى بحرية في اليمن.
وأشار البيان إلى استمرار رمي سفن أجنبية معادية لمخلفاتها السامة والكيميائية في السواحل اليمنية.. موضحاً أن الإشعاعات التي تم رصدها مؤخرا في البحر الأحمر وبحر العرب تسببت في نفوق آلاف الأطنان من الأسماك وتدمير الشعاب المرجانية والبيئة البحرية في سواحل محافظات عدن، أبين، المهرة وحضرموت.
ولفت إلى أن النظام السعودي حول اليمن منذ بداية عدوانه إلى ساحة اختبار لكافة الأسلحة المحرمة دوليا من بينها القنابل العنقودية والذخائر الحارقة وغيرها من الأسلحة المحرمة دولياً التي استهدف بها نظام العدوان السعودي بلدنا وشعبنا اليمني وذلك بدعم ومساندة ومشاركة أمريكية صهيونية وغربية.
وأكدت وزارة الثروة السمكية أن مساعي تحويل اليمن إلى مكب لنفايات سامة يمثل جريمة ضد الإنسانية ويجب على المجتمع الدولي التحرك الفوري لوقفها.. مشددةً على ضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية البيئة والسكان من تلك النفايات السامة.
ملفات يجب أن تفتح
ان جرائم دفن النفايات السامة بما فيها النووية وكذا المخلفات الكيميائية في السواحل والمياه الاقليمية اليمنية، قضية خطيرة تعود إلى ما قبل عقود، حيث كانت السلطة السابقة ومن خلال نافذين كبار لهم علاقة وطيدة برأس السلطة يسمحون لشركات أجنبية بدفن النفايات مقابل الحصول على أموال.. ومثل هذه الملفات يجب أن تفتح حتى يدرك الجميع خطورتها وتداعياتها.
وفي هذا السياق، أوضح المحلل والباحث عبدالله بن عامر، بان استمرار جهات أجنبية عدة في دفن النفايات السامة في المياه والسواحل اليمنية ينذر بكارثة تتهدد حياة اليمنيين وكذلك الحياة البحرية ولذا يجب التعاطي المسؤول مع البيان الصادر عن وزارة الثروة السمكية في صنعاء بهدف تعزيز الوعي وتحذير المتورطين من الطرف الآخر كمقدمة لكشفهم ومحاسبتهم.
لافتاً إلى أن أقرب المقربين من الرئيس الأسبق علي صالح شهدوا تعاونه مع المهربين قبل أن يصبح جزءاً من شبكة تهريب عبر باب المندب والمخا وعند وصوله الى السلطة سلم تلك المناطق لأقرب الناس اليه وبعد الوحدة توسعت عملية التهريب لتشمل السواحل الجنوبية وكان يجري السماح لشركات أجنبية لدفن النفايات.
خطر يهدد الإنسان والبيئة
ان تخلص الدول الكبرى من نفاياتها النووية بطرق غير سليمة بيئياً، كطمرها في مجاري المياه، أو إلقائها في البلدان النامية الفقيرة ليتم دفنها في أراضيها مقابل مساعدات مالية، يشكل تهديداً خطيراً للإنسان وللكائنات والاحياء البحرية، وكذا للمياه الجوفية، إضافة إلى بقاء إشعاعاتها النووية لمدة طويلة، فتلحق أضرارها بالعديد من الأجيال القادمة.
فمنذ الحرب العالمية الثانية وحتى يومنا هذا أدى استغلال بعض المواد والعناصر لأغراض نووية، سواء في المجالات السلمية أو العسكرية، إلى تراكم كميات كبيرة من النفايات النووية الخطرة التي تشكل تهديداً لحياة الإنسان واستقراره وللبيئة بشكل عام.
ويعد استغلال المواد المشعة في المفاعلات النووية من الاستخدامات الهامة لها، حيث تعتمد عليها كثير من دول العالم لإنتاج الطاقة الكهربائية، كما تستغل تلك المفاعلات لإنتاج عناصر ومواد ذات نشاط إشعاعي لاستخدامها في عدد من المجالات البحثية والصناعية والطبية وغيرها.
إلا أن استغلال المواد النووية في المجالات السابقة تنجم عنه مخلفات تعرف بالعوادم النووية أو النفايات النووية، والتي تعرف بأنها كل مادة نووية مشعة تبقى بعد أداء الغرض الذي وجدت من أجله، أو تلك المواد التي انتهت صلاحيتها المحددة لاستعمالها.
ويلجأ المتخصصون في هذا النوع من النفايات إلى إضافة المواد والأدوات التي استعملت للأغراض النووية مباشرة.
وتعرف المواد المشعة بأنها كل مادة كيميائية موجودة في الطبيعة أو تم اصطناعها ينبعث منها إشعاع يختلف مقداره من مادة لأخرى، وهذه العناصر المشعة تفقد مقدرتها على الإشعاع مع الزمن حيث تتحول إلى عناصر أخرى غير مشعة.
نصف العمر
الفترة الزمنية التي يفقد فيها عنصر مشع نصف نشاطه الإشعاعي يطلق عليها "نصف العمر"، وهذه الفترة تتراوح بين أجزاء من الثانية وملايين السنوات، حسب نوع العنصر المشع.
وتقسم المواد المشعة حسب نشاطها الإشعاعي إلى مواد ذات نشاط إشعاعي منخفض طويلة العمر كالبلوتونيوم–239، ولا يؤدي تعرض الإنسان وبقية الكائنات الحية الأخرى لها إلى أضرار فورية، إلا أن تأثيرها الإشعاعي يظهر على المدى الزمني البعيد نسبياً، ومواد أخرى ذات نشاط إشعاعي مرتفع قصيرة العمر كالسترونيوم–90، ويؤدي التعرض لها إلى إلحاق أضرار بليغة بالخلايا الحية.
إن النفايات المشعة التي تنجم عن النشاطات النووية تكون في العادة خطرة، سواء كان مصدرها عسكريا أو مدنيا، كالنفايات الناجمة عن استعمال المواد المشعة لأغراض طبية تشخيصية أو علاجية، أو النفايات المشعة الناجمة عن مراكز الأبحاث، أو عن المفاعلات النووية بعد استنفاد الوقود النووي، وغيرها من المصادر، مما يحتم على الدول والمؤسسات المعنية، اتخاذ تدابير وقائية صارمة.
ويؤدي التعرض للإشعاع الصادر من العناصر المشعة ونفاياتها إلى إلحاق أضرار بليغة بالإنسان والكائنات الحية الأخرى.
ومن بين تلك الأضرار الإصابة بفقر الدم وتثبيط عمل الجهاز المناعي في الجسم والإصابة بمرض السرطان والعقم وحدوث تحورات في الجينات الوراثية وتشوهات خلقية للأجنة.
طرق التخلص من النفايات النووية
يعتمد التخلص من النفايات النووية على نوع تلك النفايات والإشعاع الصادر عنها.. وسنبين هنا طرق التخلص من النفايات النووية وذلك وفقاً لنوعها ومستوى اشعاعها وعلى النحو التالي:-
النفايات النووية خفيفة الإشعاع
النفايات النووية خفيفة الإشعاع كتلك المستخدمة في المراكز الطبية والمختبرات العلمية والتي بطبيعتها تكون قليلة الضرر بسبب انتهاء نشاطها الإشعاعي، فيتم التخلص منها بدفنها في مواقع خاصة.
النفايات متوسطة الإشعاع
وبالنسبة للنفايات النووية متوسطة النشاط الإشعاعي وقِطَع المفاعلات النووية كأنابيب تبريد تلك المفاعلات والتي تعرضت لإشعاعات عالية، فيتطلب التعامل معها اتخاذ تدابير وقائية خاصة لحماية المتعاملين معها، كارتداء ملابس خاصة وأقنعة واقية، وتدفن في العادة تلك النفايات بعد تغطيتها بطبقة سميكة من الإسمنت المسلح لمنع تسرب الأشعة منها.
وقد اعتمدت عدة طرق للتخلص من النفايات النووية ذات المستوى الإشعاعي المنخفض والمتوسط، ومنها خلط تلك النفايات مع الإسمنت وتحويلها إلى كتلة صلبة، ثم توضع في أسطوانات حديدية مقاومة للصدأ والتآكل وتتحمل الضغط والحرارة ومطلية بالخزف المانع لتسرب الماء.
وتخزن تلك الأسطوانات في المحيطات على عمق يتجاوز أربعة كيلومترات بعيدة عن الشواطئ مسافة لا تقل عن مائة كيلومتر، وقد اتبعت هذه الطريقة منذ العام 1949، حيث ألقي أكثر من 6000 أسطوانة حديدية تحتوي على نفايات نووية في عدة محيطات من العالم.
ويبين المتخصصون في هذا المجال أن تحلل مثل تلك الأسطوانات يتطلب فترة زمنية طويلة، وفي حال تحررت المواد المشعة، فإنها سوف تختلط مع مياه المحيطات ويختفي تأثيرها إلى حدود مستوى الإشعاع الطبيعي.
إلا أن هذه الطرق المتبعة انتقدها بعض العلماء والباحثين والمدافعين عن البيئة، خصوصا أن كائنات حية بحرية يمكن أن تكون قريبة من تلك النفايات، فتعالت الأصوات المحذرة من خطورة الاستمرار في إلقاء مثل تلك النفايات في البحار والمحيطات لما لذلك من تبعات على الكائنات والأحياء البحرية وعلى الأجيال القادمة.
النفايات مرتفعة الإشعاع
أما النفايات النووية ذات المستوى الإشعاعي المرتفع فيتطلب التخلص منها اتخاذ إجراءات صارمة وعمليات معالجة دقيقة، تهدف إلى استخلاص ما يمكن من الوقود النووي وتخصيبه لإعادة استخدامه، والباقي يخلط مع الإسمنت ويوضع في أسطوانات حديدية ويدفن في باطن الأرض على أعماق سحيقة أو في مناجم مهجورة وبعيدة عن المياه الجوفية بعد إحاطتها بطبقة من أكسيد المغنيسيوم الذي يعمل على منع تآكل أسطوانات الحديد الحاوية على النفايات والمخلفات النووية.
ويلجأ الخبراء أحياناً إلى استبدال طبقة أكسيد المغنيسيوم بخليط من البازلت والجرانيت والطمي، ورغم فعالية هذه الطريقة في التخلص من النفايات النووية، يخشى من تعرض منطقة الدفن النووية إلى الزلازل والبراكين التي قد تؤدي إلى دفع تلك النفايات الخطرة إلى سطح الأرض وحدوث تلوث إشعاعي في تلك المناطق.
يذكر أن فرنسا، الرائدة في مجال استغلال الطاقة النووية لإنتاج الكهرباء، طورت طريقة مبتكرة للتخلص من النفايات النووية عالية الإشعاع، حيث تخلط تلك النفايات مع الزجاج ومعالجة الخليط للحصول على كتلة صلبة زجاجية لا تسرب الإشعاعات الضارة، وتعرف هذه الطريقة بتزجيج المخلفات النووية، والهدف منها الحصول على كتل صلبة بوزن 20 كيلوغراما لا تسرب الإشعاعات الضارة ومقاومة لعوامل التعرية، وتوضع تلك الكتل في حاويات معدنية لتدفن في قاع المحيط
النفايات عالية الإشعاع
وبالنسبة للنفايات النووية عالية الإشعاع، فيمكن التخلص منها من خلال القيام بتعريضها لضغط مرتفع جداً، لتحويلها إلى كتلة عالية الصلابة تحاط باسطوانات من الإسمنت ثم توضع في اسطوانات حديدية لتدفن في حفر عميقة في مناطق خاصة مستقرة جيولوجيا
النفايات النووية والأمراض السرطانية
يتمثل خطر النفايات النووية في أنها تنتج كمية كبيرة من غاز ثاني أوكسيد الكربون، والإشعاعات الناتجة عنها ترفع نسب الإصابة بمرض السرطان وذلك وفقًا للعديد من الأبحاث، والتعرض لهذه الإشعاعات على المدى الطويل يفسد الحمض النووي، ويمكن أن تتسبب الإشعاعات بالعيوب الخلقية والتشوهات لدى أجنة الحيوانات والإنسان.. أضف إلى ذلك بان المفاعلات النووية التي بطبيعتها تحتاج إلى تبريد مستمر، وأجهزة التبريد هذه عادةً ما تقوم بسحب المياه من البحار والمحيطات، وأثناء ذلك يتم قتل العديد من الأسماك والاحياء البحرية، كما أن الاشعاعات تضعف من قدرة النباتات على التكاثر، وتتسبب بتلوث المياه بشكل كبير ويلحق من يشرب من تلك المياه أضرار كبيرة منها الإصابة بعدة أنواع من مرض السرطان.