بوصول الوفد العماني والسعودي للعاصمة صنعاء: اليمن على أعتاب هدنة جديدة مهيئة لإنهاء العدوان والحصار
شروط صنعاء الإنسانية تفرض نفسها على طاولة المفاوضات
ظلت مسألة تجديد الهدنة الإنسانية في اليمن ضمن الملفات الأكثر تعقيداً خصوصاً مع التدخلات الأمريكية المحبطة لأي تقارب بين صنعاء والرياض،
وأمام ذلك تمسكت القيادة الثورية والسياسية بالثوابت المفضية إلى إنهاء العدوان ورفع الحصار، والبدء بإنهاء معاناة شعبنا اليمني من خلال إعطاء الأولوية للملف الإنساني بفتح الرحلات العلاجية عبر مطار صنعاء الدولي ورفع الحصار عن ميناء الحديدة لتسهيل تدفق السلع الأساسية والمشتقات النفطية والأدوية والمستلزمات الطبية ومختلف البضائع الأخرى.
كما تمسكت صنعاء ببند صرف مرتبات موظفي الدولة المدنيين والعسكريين من عائدات النفط والغاز كاستحقاق إنساني ووطني، إلى جانب الإسراع في الإفراج عن الأسرى وفق قاعدة " الكل مقابل الكل"، بالإضافة إلى فتح الطرق الرئيسية وتسهيل حركة تنقل المواطنين خصوصاً في محافظتي تعز ومأرب.
عبدالحميد الحجازي
في المقابل ظلت دول العدوان وأدواتها من المرتزقة يسوفون ويماطلون تجاه تلك المطالب المشروعة، فتنصلوا عن تنفيذ البنود الإنسانية التي تضمنتها الهدن السابقة، والاستمرار في المساومة والمتاجرة بمعاناة اليمنيين وحرمانهم من أبسط حقوق الحياة المكفولة حرباً أو سلماً في كل الشرائع والقوانين..
صنعاء حريصة
وتجاه الموقف السلبي الذي انتهجته دول العدوان من كل المبادرات والاتفاقات رغبة منها في إبقاء حالة اللاسلم واللاحرب كجزء من سياسة الاستنزاف والإنهاك وممارسة أساليب غير مباشرة لتفكيك الجبهة الداخلية المواجهة للعدوان.. كانت قيادتنا الثورية والسياسية أكثر استشرافاً في قراءة مخططات ومرامي العدوان، ففي الوقت الذي كانت صنعاء حريصة على تحقيق السلام العادل والمشرف الذي يحفظ استقلال وسيادة اليمن وحقوق اليمنيين وتضحياتهم، فقد نجحت في مواجهة مؤامرات العدوان وأفشلت رهاناته على تفجير الأوضاع وزعزعة حالة الأمن والاستقرار التي تنعم فيها المحافظات والمناطق الخاضعة لسلطة المجلس السياسي وحكومة الإنقاذ الوطني، بالإضافة إلى الحنكة السياسية في إدارة ملف المفاوضات، والتمسك بالثوابت وشروط إنهاء معاناة الشعب اليمني، للدخول في أية هدنة قادمة.
السلام المشرف
ومثل استقبال فخامة المشير الركن مهدي محمد المشاط، رئيس المجلس السياسي الأعلى، أمس بالقصر الجمهوري بالعاصمة صنعاء للوفدين العماني والسعودي، انتصاراً للإرادة اليمنية وثمرة من ثمار الصمود في مواجهة العدوان على مدى الثماني سنوات الماضية.
حيث رحب فخامة الرئيس المشاط بالوفدين العماني والسعودي، معبراً عن امتنان الشعب اليمني لجهود الوساطة التي تقوم بها سلطنة عمان الشقيقة، ودورها الإيجابي في تقريب وجهات النظر وجهودها الرامية إلى تحقيق السلام المشرف الذي يتطلع إليه كافة أبناء الشعب اليمني.
وأكد فخامة الرئيس المشاط الموقف الثابت من السلام العادل والمشرف الذي ينشده أبناء الشعب اليمني ويحقق تطلعاتهم في الحرية والاستقلال.
لا تهمنا التسريبات
فيما أكد رئيس الوفد الوطني أن مطالب الشعب اليمني عادلة ومحقة وهي وقف العدوان ورفع الحصار بشكل كامل وصرف مرتبات جميع الموظفين من استحقاقات إيرادات النفط والغاز.
وأشار إلى أن وصوله مع الوفد العماني الشقيق إلى العاصمة صنعاء هو استمرار للجهود في إطار مسار متواصل لتحقيق السلام العادل.. وقال " نؤكد على موقفنا الثابت المتمسك بقضيتنا العادلة كما أكد عليها السيد القائد في أكثر من خطاب وموقف".
كما أكد أن "مطالبنا العادلة هي خروج القوات الأجنبية من اليمن والتعويضات وإعادة الإعمار".
وعبّر عبد السلام عن الأمل في أن تتحقق هذه المطالب العادلة، والتي هي في مجملها إنسانية.. وقال، "سنجري في هذه الجولة النقاشات مع القيادة ومتمسكون بهذه المطالب العادلة"، مؤكدا العمل على "متابعة ملف الأسرى حتى لا تقف أمامه العراقيل كما حصل مؤخرا، وهناك وعود أن تتم العملية في هذا الشهر الكريم".. وأضاف، "لا تهمنا التسريبات، وما يهمنا هو ما يتحقق على أرض الواقع، ونترك الأمور للنهايات"
خطوة متقدمة
وفي سياق متصل أعلن رئيس اللجنة الوطنية لشؤون الأسرى عبد القادر المرتضى، عن وصول 13 أسيراً ومعتقلاً إلى مطار صنعاء الدولي.
وقال المرتضى في تغريدة عبر موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" استقبلنا في مطار صنعاء الدولي 13 أسيراً ومعتقلاً أفرجت عنهم السلطات السعودية في مقابل أسير سعودي أفرجنا عنه في وقتٍ سابق".
وعبر "عن الأمل في أن تكون هذه الخطوة متقدمة لتنفيذ الصفقة المتفق عليها نهاية هذا الأسبوع إن شاء الله".
وأشار المرتضى إلى أن "الأسرى المفرج عنهم اليوم من السجون السعودية هم جزء من الصفقة المتفق عليها عبر الأمم المتحدة، ويوم الخميس القادم إن شاء الله سنستكمل بقية الخطوات بالتنفيذ الكامل للصفقة".