تبعاً لخلافات أنظمة العدوان والاحتلال.. تسعير جولة جديدة من صراعات المرتزقة
يستمر سيناريو العبث الاحتلالي والمليشاوي الهدام والمدمر في عموم المحافظات المحتلة، حيث تتواصل الصراعات الدموية بين فصائل وعصابات الارتزاق والعمالة
وتتصاعد عمليات القتل والاغتيالات والتقطع والسلب والسطو على الأراضي والمنازل والمحال التجارية ونهب الممتلكات العامة والخاصة.. هذا السيناريو العبثي المدمر والدامي الذي ترسم مشاهده وتفاصيله وتدير أحداثه وحلقاته قوى العدوان والاحتلال وعلى رأسها أمريكا وإسرائيل وأدواتهما السعودية والإمارات، وتنفذ أجنداته فصائل وعصابات الارتزاق والخيانة والعمالة، لم يتوقف يوماً واحداً منذ سيطرة قوى العدوان والاحتلال وعصابات الارتزاق والعمالة على المحافظات المحتلة، وهو كذلك لن يتوقف أبداً ما دام الاحتلال قائماً.. وهذا ما يحكيه واقع الفوضى والعبث الهدام السائد والمتصاعد يوماً بعد آخر في عموم المحافظات المحتلة..
في التقرير التالي سنتناول جانباً من مستجدات أحداث الفوضى العبثية العارمة التي شهدتها خلال اليوميين الماضيين محافظات عدن وأبين وشبوة.. فإلى التفاصيل:
خاص: صحيفة 26سبتمبر
تفجيرات تهز عدن وأبين
وفي هذا السياق أفادت مصادر محلية أن انفجارات ضخمة هزت محافظتي عدن وأبين يوم أمس الأحد.. وبينت المصادر، أن التفجيرات حدثت في وادي عومران مودية بمحافظة أبين غربي عدن بعد أقل من 24 ساعة من انفجارات مماثلة أسفرت عن سقوط قتلى وجرحى من مليشيات الارتزاق.
وقالت مصادر محلية، إن عبوات ناسفة استهدفت مليشيات ما يسمى "سهام الشرق" على مدخل وادي عومران شرقي مديرية مودية.
وكانت مليشيات الارتزاق قد أعلنت في سبتمبر الماضي، إطلاق المرحلة الثانية من عملية ما يسمى "سهام الشرق"، لاستكمال تطهير محافظة أبين من مليشيات الإصلاح وعناصر التنظيمات الإرهابية.
وأشارت المصادر إلى تجدد المعارك بين مليشيات الإصلاح ومليشيات ما يسمى القوات الجنوبية التابعة للمجلس الانتقالي.
وتأتي التفجيرات بالتزامن مع عمليات تجنيد مليشيات ما يسمى "درع الوطن" التي أنشأها نظام العدوان السعودي وينتمي إليها السلفيون ومجاميع من تنظيم القاعدة.
زحف مسلح
وعلى صعيد متصل، تشهد مدينة عدن توتراً عقب توجيه دعوات للزحف المسلح صوب المدينة.
وأفادت مصادر محلية، بأن التوتر الذي تشهده مدينة عدن هو بسبب قضيتين:
الأولى قضية سوق الكراع الذي يرفض المستأجر الخروج منه واعادته لمالكه حيث قامت مليشيات تابعة لما يسمى قوات الأمن باعتقال تجار من يافع بعدن.
القضية الثانية، صرافة الخالدي حيث ترفض سلطات الارتزاق بعدن إعادة ممتلكاته حيث هددهم المدعو محافظ عدن بالقتل.
وأضافوا، هناك دعوات من أبناء يافع للزحف المسلح صوب عدن لإنصاف اصاحبهم، الأمر الذي أدى إلى حدوث توتر في مدينة عدن.
إخضاع وإذلال
وعلى ذات السياق، أفادت مصادر مطلعة، أن نظام العدوان السعودي، أقدم على إلغاء منحة وقود إسعافية كانت في طريقها إلى ميناء عدن، مخصصة لكهرباء المدينة.
وقالت المصادر، ان نظام العدوان والاحتلال السعودي وفي إطار اتباعه سياسة الاخضاع والهيمنة وفرض سطوته وتحكمه واستمرارية احتلاله لمدينة عدن وإذلال أبنائها، أقدم على إلغاء منحة الوقود كعقاب على مدينة عدن والمواطنين فيها، وذلك جراء سخط النظام السعودي على المجلس الانتقالي الموالي للإمارات بسبب اعتداء مليشيات الانتقالي على مسؤولين سعوديين في بوابة ميناء عدن.
ووفق المصادر فإن منع مليشيات الانتقالي للمسؤولين السعوديين من دخول الميناء وإجبارهم على العودة، كان احتجاجاً من الانتقالي على قطع رواتب المليشيات التابعة له.
مراقبون اعتبروا هذه الأحداث مقدمة لجولة جديدة من الصراع بين فصائل ومليشيات الارتزاق تبعاً للخلاف بين نظامي العدوان والاحتلال السعودي والإماراتي، لا سيما بعد أن مكن نظام العدوان السعودي المليشيات الموالية له ما تسمى “درع الوطن” من مدينة عدن دون أن يرد نظام العدوان الإماراتي على ذلك.. فيما اعتبر آخرون أن ذلك بتوافق سعودي إماراتي، لإزاحة الانتقالي من المشهد تماماً.
إزاحة الانتقالي
وفي إطار مساعي إزاحة الانتقالي من المشهد الذي ترسم تفاصيله وتدير أحداثه وحلقاته أنظمة العدوان في المحافظات المحتلة، بدأت وسائل إعلام تابعة لنظام العدوان السعودي، بشن حملة ضد المجلس الانتقالي.. فوصفوه بالتمرد وباغراق عدن في فوضى مليشياته وملشنة مؤسسات الدولة فيها وممارسة الاعتداءات والجرائم دون ضبط.
وتصدر لذلك، الكاتب السعودي علي العريشي، بنشره وثيقة تدين اعتداءات وانتهاكات مليشيات المجلس الانتقالي وخروقها للقانون والتعدي على المواطنين بالاختطاف والاعتقال والقتل وتحديها القضاء وسلطاته، بقوة السلاح.
وقال العريشي في تغريدة على "تويتر" معلقا على ممارسات مليشيات الانتقالي: "فرق شاسع بين الدولة وبين المليشيات".
شبوة.. اشتباكات مليشاوية وضحايا مدنيون
وعلى ذات السياق العبثي المدمر والدامي الذي ترسمه أنظمة العدوان والاحتلال وتنفذه فصائل وعصابات الارتزاق في المحافظات المحتلة، أفادت مصادر محلية في محافظة شبوة عن اندلاع مواجهات مسلحة واشتباكات عنيفة بين مجاميع تابعة لفصائل الارتزاق في مديرية الصعيد بالقرب من مدينة عتق مركز المحافظة.
وأكدت المصادر بأن المواجهات بين المجاميع المسلحة أسفرت عن سقوط قتلى مدنيين.. لافتةً إلى أن ما يسمى قوات الأمن في محافظة شبوة لم تتدخل لوقف الاشتباكات بين تلك المجاميع المسلحة والتابعة لفصائل الإرتزاق والعمالة.
ووفقا للمصادر المحلية فان الاشتباكات اندلعت عقب وقفة احتجاجية نفذها أبناء مديرية الصعيد احتجاجا على تردي الخدمات واستشراء الفساد.
وأوضحت المصادر، أن الوضع في المديرية لا يزال متوترًا، وينذر بمزيد من الصدام المُسلح، حيث يستمر كل طرف من تلك المجاميع المسلحة بتحشيد المزيد من المسلحين إلى منطقة الاشتباكات.
الجدير بالذكر وحسب ما أفادت مصادر محلية أن سيناريو الصراع والاقتتال المليشاوي يتصاعد من حين إلى آخر، وان قضايا الثأر بين قبائل شبوة عادت إلى السطح بقوة منذ سيطرة مليشيات الانتقالي على المحافظة في أغسطس من العام الماضي دون أن يكون لتلك المليشيات أي دور في حل القضايا أو وقف الاشتباكات وحقن دماء المدنيين، بل تتعمد تأجيج الصراع بين القبائل لتظل فوضى التناحر والاقتتال والنهب والسلب هي السائد في المحافظة ومختلف مناطقها ومديرياتها المحتلة.