بمرور أربعين يوماً على رحليهما..تأبين الشهيدين كمال طويل ومازن الأسعدي
في الحادي عشر من شهر نوفمبر الماضي 2020م وقع في دمت م/ الضالع حادث مروري مريع ذهب ضحيته اثنان من خيرة شباب مديرية دمت وهما:
كمال عبده طويل ومازن خالد الأسعدي وكانا قبل ساعة من وقوع الحادث الأليم قد زارا مدرسة القرية ووزعوا للطلاب الحقائب المدرسية والكتب كهدايا وعمل خيري معاً.
اليوم الأثنين الحادي والعشرين من شهر ديسمبر الجاري 2020م يصادف مرور اربعون يوماً على وفاتهم..
مرور 40 يوماً ما اصطلع على تسميته "ذكرى الأربعين التأبين" أنا اعتبر ان سطور هذا المقال المتواضع تعتبر عوضاً عن حفل التأبين المتعارف عليه وبمثابة تعريف الأخوة القراء عن اثنين من الشباب المميزين ذوي الحنكة الشخصية المثالية ومن صفات كمال عبده ومازن خالد الأسعدي..
كانا يحبا ويؤدوا العمل الخيري ليس في اطار ضيق في قريتهم الحذذ بل امتد الى محيط عزلة رخمة من مديرية دمت محافظة الضالع
كمال ومازن تميزا بقيم الأخلاق العالية والبساطة في تعاملهما مع محيطهما
اسلوبهما المرن وسلوكهما الراقي جعلتهما يحظيان بمحبة واحترام وتقدير الجميع
التربية الفاضلة لأسرة كمال وبزيه مازن والإلتزام بالعادات والتقاليد اليمنية الأصيلة رغم اختلاطهم بالمجتمع الأمريكي في المدرسة وبعض النشاطات الإجتماعية والرياضية الأخرى تلك التربية حصنتهم من عدوى الطبائع والعادات التي لا تتناسب مع العادات اليمنية.
قبل الحادث بأيام وحول هذه النقطة جلست عدة مرات مع الولد كمال عبده مثنى وسألته: هل يعني ذلك وجوب الإنعزال التام عن العلاقات الإنسانية او الاندماج النسبي مع المجتمع الأمريكي؟؟
اجاب كمال بما معناه ليست انعزال ولا هي نظرة سوداوية تماماً بل هو رصد للعادات والتقاليد المتضاربة من دون فرض وجهة نظر معينة. عبارات قوية قالها كمال.. ومرة ثانية قال: "انا لا احب السياسة لأنها فن الكذب" ومرة ثالثة قال: "المسؤولون حق الأحزاب اليمنية يتحدثون عن ضرورة الدفاع عن الوطن وهم انفسهم الذين يدمرونه.. كلام جميل ايضاً قلت له انت سياسي بالفطرة يا كمال قال ضاحكاً تقريباً.. هذه جزء من احاديث معه بحكم القرابة الأسرية..
كان كمال ومازن من الشباب المميزين ونالوا حب وتقدير من يعرفهم ان من يعرف كمال طويل ومازن الأسعدي يعجز عن التعبير عما يجول في مكامن نفسه من حزن عميق لفقدانهما.. وقد ترجم مكانتهما تداعي ابناء المنطقة وكل من يعرفهم فور سماعهم النبأ الأليم بل الفاجعة الأليمة والمصاب الجلل على اسرتهم وفقدانهم المفاجئ بحادث مروري مريع..
ملاحظة: كمال طويل ومازن الأسعدي توفوا فوراً من جراء الحادث ولم يكن لهما يد اوخطأ بحدوثه لا من قريب ولا من بعيد.. والشرع والقانون ينصان :" ان الذين يقتلون ظلماً دون ذنب ارتكبوه او خطأ اقترفوه هم شهداء" لذلك فان كمال عبده طويل ومازن الأسعدي شهيدان جليلان.
عودة الى الموضوع: بعد الحادث مباشرة الذي استشهد فيه كمال ومازن وتعرض الشاب زياد العودي الى اصابات بالغة هرع الى مكان الحادث ناس كثيرون وفي مقدمتهم اسر بني الأسعدي وبني طويل وبني العودي.. وتم اسعاف المصاب الى صنعاء وتم دفن الشهيدين كمال ومازن في قرية الحذذ وذلك يوم الجمعة بتاريخ 13/11/2020م حضر مراسيم الدفن جموع غفيرة من الناس من عزلة رخمة ومن خارجها.. كما حضر العزاء عدد مماثل.. ولم يقتصر العزاء على ثلاثة ايام بل استمر عدة ايام.
اخيراً وفي هذه المناسبة التأبينية ومرور 40 يوماً على استشهاد كمال طويل ومازن الأسعدي فاننا نترحم عليهما سائلين الله العلي القدير ان يتغمدهما بواسع رحمته ويسكنهما فسيح جناته وان يمن بالشفاء للشاب زياد العودي وعزانا الأكبر أن كمال ومازن عاشوا كرماء وماتوا شهداء.