أخبار وتقارير

تردي الوضع الصحي في اليمن شاهد على همجية العدوان..تحالف العدوان استهدف بشكل مباشر نحو 523 مستشفى ووحدة صحية

تردي الوضع الصحي في اليمن شاهد على همجية العدوان..تحالف العدوان استهدف بشكل مباشر نحو 523 مستشفى ووحدة صحية

دقت نواقيس الخطر العالمي لتفاقم الوضع الصحي داخل اليمن، خاصة منذ بداية العدوان في مارس2015م وحتى اليوم.

حيث يعد الملف الصحي الأكثر مأساوية إلى جانب عدة ملفات أخرى اقتصادية واجتماعية، في محاولة من العدوان لفرض حالة الانهيار المؤسسي.
دقت نواقيس الخطر العالمي لتفاقم الوضع الصحي داخل اليمن، خاصة منذ بداية العدوان في مارس2015م وحتى اليوم. حيث يعد الملف الصحي الأكثر مأساوية إلى جانب عدة ملفات أخرى اقتصادية واجتماعية، في محاولة من العدوان لفرض حالة الانهيار المؤسسي.
فلم يكن احد يتخيل بأنه لا تعمل سوى 50% من المنشآت الصحية بكامل طاقتها نتيجة نقص الإمدادات والأدوية والمحاليل المخبرية الخاصة بعمل تلك المستشفيات والمراكز الصحية جراء الحصار والنقص الحاد في توريد الأجهزة اللازمة لعملها.. كذلك يواجه أكثر من 80% من السكان تحديات كبيرة في الحصول على الغذاء ومياه الشرب النقية.
ناهيكم عن الأضرار المترتبة على القطاع الصحي على المدى الطويل، فتدمير البنية التحية لقطاع الصحة يصعب تلافيه وخاصة والعدوان لا زال قائماً حتى في ظل الهدنة الإنسانية الجارية، فمن غير الممكن إعادة ما دمرته آلة العدوان العسكرية في البنية الصحية خلال أشهر بل سنوات.. ولتشابك الملفات وارتباطها ببعضها فقد افادت الأمم المتحدة بأن اكثر من 19 مليون شخص يعانون من الجوع في اليمن, بما في ذلك أكثر من 160,000 شخص على حافة المجاعة، ولما لذلك من تأثيرات كبيرة على الوضع الصحي وزيادة التزاماته.
ووفقًا لإحصاء أجرته منظمة اليونيسيف، فإن أقل من 50% من حالات الولادة في اليمن حاليًا تُجرى تحت إشراف متخصصين صحيين.. فيما تفيد التقارير أن أمًّا وستة مواليد يموتون كل ساعتين في اليمن بسبب مضاعفات تحدث أثناء فترة الحمل ولأسباب يمكن تجنبها في الظروف الطبيعية، والسبب الرئيسي لتلك الوفيات هو انعدام فرص الحصول على الخدمات الصحية أو ضعف الرعاية المقدمة، وكلها جرائم تضاف إلى رصيد التحالف العدواني على اليمن ولا تسقط بالتقادم.. جدير بالذكر أن 73% من النازحين المقدر عددهم بنحو 4.2 ملايين شخص منذ بدء العدوان على اليمن هم من النساء والأطفال.. حيث تواجه النساء والفتيات النازحات مصاعب اقتصادية واجتماعية إضافية ينتج عنها صعوبة حصولهن على الخدمات الأساسية، بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية الملائمة لعلاج الأمراض المزمنة والمستعصية.
ومن بين إجمالي عدد سكان اليمن البالغ 30.5 مليون نسمة لا يحصل أكثر من 20 مليون شخص حاليًا على أبسط خدمات الرعاية الصحية. إذ إن نسبة المرافق الصحية التي لا تزال تعمل في عموم البلاد لا تتجاوز 51%، كما يقف استمرار العدوان عقبة أمام قدرة المرضى على الوصول إلى الرعاية الصحية اللازمة لإنقاذ حياتهم.

عين الإنسانية
 أشار تقرير صادر عن مركز “عين الإنسانية” للحقوق والتنمية إلى أن عدد المنشآت الخدميّة المدمّرة بلغ حوالى 600 ألف منشأة، من بينها 590 ألف منزل، و182 جامعة، و1612 مسجداً، و410 مستشفى ومرفق صحي، و1214 مدرسة ومعهداً، و139 ملعباً، و253 موقعاً أثرياً، و9721 حقلاً زراعاً.
وأشار المركز إلى أنَّ العدوان السعودي الذي انطلق في أواخر مارس 2015، دمّر حوالى 26 ألف منشأة اقتصادية، منها 404 مصنعاً، و378 ناقلة وقود، و11 ألف منشأة تجارية، 9770 وسيلة نقل، و999 مخزن غذاء، و416 محطة وقود، و696 سوقاً ومجمعاً تجارياً، و433 مزرعة للدجاج والمواشي، و482 قارب صيد، و965 شاحنة غذاء، ما كلّف الاقتصاد الوطني خسائر كبيرة، وخلق أزمات اجتماعية تمثلت بالبطالة والفقر.. على مدى السبع السنوات الماضية أمعن العدوان على المشافي والمراكز الصحية التي تأثرت بشكل جزئي أو كلي في عموم محافظات اليمن، وقد جاء استهداف العدوان لمستشفى تابع لمنظمة «أطباء بلا حدود» في صعدة خلال العام الأول من العدوان على اليمن، مع الإدانة الدولية التي تبعته، ليسلّط الضوء على ملف المستشفيات في اليمن جراء العدوان..
كما بلغ عدد المرافق الصحية المستهدفة 523 مستشفى ومرفقاً صحياً حسب تقرير وزارة الصحة، منها مستشفى حيدان بصعدة الذي استهدف بغارات جوية .. وكما قام طيران العدوان الأمريكي السعودي باستهداف مركزاً صحياً بمحافظة عمران بتاريخ 14- 7- 2015م، وألحقت غاراته الهستيرية دماراً هائلاً في مستشفى السبعين للأمومة والطفولة بصنعاء وكل المنشآت المجاورة له ما أدى إلى استشهاد طفلين من عشرات الأطفال الخدج الذين نقلوا إلى مستشفيات مجاورة تحت نيران القصف وذلك بتاريخ (6-9-2015م).
وقام العدوان كذلك بتدميّر مركزاً صحياً في مديرية عبس 23 يونيو 2015 وذلك بعد أيام من تدميره لمستوصف طبي في مديرية بكيل المير بمحافظة حجة بتاريخ 6-6-2015م.
واستهدف العدوان مخيم أطباء بلا حدود في مدينة تعز بتاريخ 2-12-2015م..
وبتاريخ 11-1-2016 استهدف طيران العدوان مستشفى السوادي بمديرية السوادية في محافظة البيضاء، واستهدف مستشفى عبس (مقر تواجد أطباء بلا حدود)، في محافظة حجة بتاريخ 15-8-2016م.
وفي يناير الماضي أدان القطاع الصحي بأمانة العاصمة، قصف طيران تحالف العدوان لمبنى مستشفى ٤٨ النموذجي واستهداف الطواقم الطبية والإسعافية أثناء أداء واجبهم الإنساني والصحي.

الأكثر صعوبة
أدى استهداف تحالف العدوان بشكل مباشر لنحو 523 مستشفى ووحدة صحية، إلى توقف 50 بالمائة من المستشفيات عن الخدمة جراء الاستهداف المباشر وغير المباشر.
كما أن العدوان يمعن في زيادة معاناة الشعب اليمني من خلال منع دخول الكثير من الأجهزة والمعدات الطبية التي يتم شراؤها من الخارج خاصة الأجهزة المتعلقة بأمراض الأورام.
في المقابل هناك تدني في الوعي الصحي لدى المجتمع، وعدم الالتزام بالسلوكيات والتدابير الصحية، وفاة في إعداد مراكز الأورام والسرطان، ومراكز العلاج الإشعاعي والكيماوي، وانعدام وشحة أدوية الأورام.. كذلك من التحديات، التي تواجه القطاع الصحي، ندرة الجراحين والأخصائيين ومراكز الدرن الرئوي، وكذا ندرة الأطباء في بعض التخصصات خاصة التشخيصية منها وانحصارهم بشكل رئيسي في المدن، بالإضافة إلى التحديات الناجمة عن تهريب  المبيدات المحرم استخدامها والأسمدة التي لها آثار  خطرة وضارة على الإنسان والتربة.

جهود وزارة الصحة
عملت الوزارة على وضع العديد من الخطط والاستراتيجيات الهادفة إلى تطوير القطاع الصحي وإعادة تأهيل بنيته التحتية والكوادر الطبية، بما يلبي تقديم أفضل الخدمات الصحية في مختلف المديريات والمحافظات .
وعملت على وضع معايير لكافة المستشفيات الحكومية والخاصة بما يضمن تقديم خدمات ترتقي إلى المستويات المطلوبة وتوفير خدمات طبية ممتازة وتأمين صحي، بهدف الوصول إلى معالجة كافة المرضى في المستشفيات الوطنية دون الحاجة إلى السفر للخارج.

دعوة للاستثمار
وانطلاقاً من المسؤولية الوطنية والإنسانية، ينبغي على رأس المال الوطني التوجه نحو المزيد من الاستثمار في القطاع الصحي، بما يسهم في إيجاد مجمعات ومدن طبية نموذجية عالية المستوى، وكذا الاستثمار في مجال التصنيع الدوائي للوصول إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الدواء.. لما لذلك من أهمية في توفير الخدمات الطبية وتخفيف فاتورة استيراد الأدوية وإيجاد البدائل الدوائية المناسبة.

التوعية الصحية
 دعم جهود وزارة الصحة العامة والسكان، يأتي ضمن مسؤولية كافة الجهات، فمن الأهمية بمكان تكثيف التوعية بخطورة الأوبئة والأمراض المعدية، والعمل على حماية كبار السن وذوي الأمراض المزمنة، ونقص المناعة من مخاطره، وكذلك تكاتف جهود كافة القطاعات والجهات في مساندة القطاع الصحي، وتوفير ما أمكن من تجهيزات تمكن الكادر الطبي من أداء دورهم على أكمل وجه.

توصيات
من خلال هذه التناولة التي وضخنا فيه التحديات الكبيرة التي يواجهها القطاع الصحي في بلادنا، نؤكد على أهمية إعداد سياسة صحية وطنية تنفيذاً للأهداف الإستراتيجية للرؤية الوطنية، تهدف إلى زيادة كفاءة وفاعلية النظام الصحي وتحسين صحة الفرد والمجتمع .. ومراجعة التشريعات الصحية الحالية وتحديثها من أجل تطوير الرعاية الطبية، والاهتمام بالتدريب وبناء القدرات في مجال الإدارة وتعزيز القدرات في مجال الصحة العامة والتخطيط الصحي والاقتصاد الصحي، وتحديث التعليم الطبي والصحي والمهني، والعمل على تحقيق الأمن الدوائي من خلال دعم الصناعات الدوائية الوطنية ووضع آليات استيراد خاصة بالأدوية والمستلزمات الطبية، بالإضافة إلى مراجعة الخارطة الصحية الحالية للقطاعين الخاص والعام للنهوض بالقطاع الصحي.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا