وزير الدفاع: أياً كانت نوايا ومخططات العدوان فإننا حاضرون لها
القوات المسلحة حريصة كل الحرص على ضبط النفس والتمسك بالهدنة المُعلنة
بمنطق القوة والمسؤولية والثقة بنصر الله وتأييده، وبمقدرة جيشنا الفتي المغوار على تحقيق الانتصار وتحطيم دسائس ومكائد المعتدين الأشرار
وسحق وإفشال مخططاتهم ومؤامراتهم العدائية الحاقدة، وبلسان حال المطمئن إلى قوة إرادة وصدق عزيمة شعبنا المتفاني في مواصلة مسار التصدي لقوى الهيمنة والاستكبار ورفض الخنوع للطغاة الفجار وعدم القبول بالضيم والمذلة والاستسلام.. بهذا المنطق القوي والواثق بالنصر والتأييد اتسم خطاب وتصريح وزير الدفاع اللواء الركن محمد ناصر العاطفي الذي أدلى به مؤخراً لوكالة الأنباء اليمنية سبأ، والذي جاء أيضاً يحمل حقائق التجسيد الصادق من جانب قيادتنا الثورية والسياسية والعسكرية العليا ومن جانب قواتنا المسلحة ولجاننا الشعبية وكل أحرار شعبنا اليمني، في الالتزام ببنود الهدنة العسكرية والإنسانية، والامتثال والتعاطي المسؤول مع جهود ومساعي تحقيق السلام العادل والمنصف، وذلك هو خيار الأحرار ومسار العزة والانتصار الذي يمضي فيه أبناء الأنصار بوعي وبصيرة وإصرار، واستعداد كامل وتام للرد القاسي على أية حماقة يرتكبها العدوان إذا ما كانت نواياه مبيتةً المكر والخديعة، فسينقلب مكره وبالاً عليه ولن يجني سوى الهزيمة والخسران المبين.
سنحاول هنا- ومن خلال هذا التحليل والقراءة الموجزة لتصريح اللواء العاطفي- تسليط الضوء على جزء بسيط جداً من الدلالات والمغازي والرسائل القوية والهامة التي صرح بها وزير الدفاع- القائد المحنك الشجاع المخلص المتفاني، مهندس الانتصار اليماني.
قراءة وتحليل مقدم/ موسى محمد حسن
الوعد والعهد الذي يقطعه الأحرار يكون ديناً عليهم ويحرصون كل الحرص على الوفاء به وفاء ما التزم الطرف الآخر بذلك، وفي هذا السياق يجسد جيشنا العظيم ومن موقع القوة والمسؤولية حرصه الكبير على ضبط النفس والالتزام ببنود الهدنة العسكرية والإنسانية التي تم الاتفاق عليها في العاصمة العمانية مسقط، رغم الخروقات الموّثقة والمتكررة لتحالف العدوان ومرتزقته المعتوهين، وهذا ما أوضحه وزير الدفاع، حيث أكد أن القوات المسلحة ومن موقع القوة والمسؤولية، ما تزال حريصة كل الحرص على ضبط النفس والتمسك بالهدنة المُعلنة برعاية الأمم المتحدة..
اللواء العاطفي وبحكم أنه القائد الإداري والميداني لجيشنا الفتي وأعلى سلطة في سلم وزارة الدفاع يؤكد أن الحرص الكبير والكامل الذي تجسده قواتنا المسلحة في التمسك بالهدنة يأتي في سبيل التعاطي المسؤول مع توجهات ومساعي وجهود السلام وتحقيق المصالح العليا ليمننا وشعبه العظيم وأيضا من أجل تفويت الفرصة أمام تجار الحروب، وفي هذا الإطار جاءت الرسالة الثانية للاخ الوزير، حيث شدد على حرص القوات المسلحة على ضبط النفس رغم الخروقات الموّثقة والمتكررة لتحالف العدوان، وذلك من أجل تفويت الفرصة أمام تجار الحروب وبما يخدم المصالح العليا لليمن وشعبه.. وقال: "اليوم ومن خلال متابعتنا لمجريات ووقائع السيناريو السياسي الجديد لدول العدوان ومرتزقتها، تتكوّن لدينا ولدى كل أبناء شعبنا اليمني الحر صورة واضحة بأنه لا نية لديهم للسلام".
ولأن ديدن العدوان ومنهجيته التي ظهر بها وسار عليها منذ بداية عدوانه وطيلة سنوات حربه الظالمة والجائرة على وطننا وشعبنا العزيز ما فتئ عن ممارسة التضليل والتزييف والكذب والخداع بغية تحقيق أية مكاسب أو انتصار، لكنه عجز وخسر وخابت كل آماله وأحلامه وفشلت كل مخططاته عن تحقيق أي نصر يذكر.. ولكونه غير مأمون الجانب في الالتزام بالهدنة العسكرية والإنسانية فان جيشنا في أتم الاستعداد على أعلى مستويات ودرجات الجهوزية القتالية وبما من شأنه إفشال أية مخططات قد يسعى أو يحاول- العدوان- تمريرها من خلال الهدنة، وفي هذا الاتجاه يبعث وزير الدفاع برسالة أخرى إلى تحالف الشر، مفادها أن الرد اليماني سيكون أشد بأساً وأكثر إيلاماً وان المعتدي الأرعن لن يحصد سوى الهزيمة والخسارة الساحقة والماحقة، موجزاً رسالته بالقول: "نحن نقول لهم أيا كانت نواياكم أو مخططاتكم، فإننا حاضرون لها وسيُفاجأ العدو بالرد في حال أغواه شيطانه لارتكاب أي حماقة، ونأمل أن يستغلوا فرصة الهدنة لإظهار حُسن النوايا وإنقاذ أنفسهم مما ينتظرهم إن كانت نواياهم المبيتة المكر والخديعة لأنهم لن يجنوا من ذلك إلا الهزيمة والخسران المبين".
ولأن مسار التطوير لقدراتنا الدفاعية مستمر ويحصد المزيد والمزيد من النجاحات والانجازات- في مجال التصنيع الحربي ومن ذلك أسلحة الردع الاستراتيجية وكذلك النجاحات الهامة في جانب مهارات التكتيك الميداني والتدريب والتأهيل والاحتراف القتالي الذي انعكس وينعكس بأثره الكبير على صعيد حسم المعارك وحصد الانتصارات المؤزرة والحاسمة في مختلف الجبهات وفيما وراء الحدود وفي عمق اراضي العدوان- فان جيشنا الفتي ومعه أحرار شعبنا الأبي سيكونون على الدوام بالمرصاد للمعتدين الآثمين والغزاة الطامعين الذين يسعون إلى احتلال وطننا ونهب ثرواته النفطية والغازية، وفرض هيمنتهم على ممرات الملاحة الدولية.. وهنا أشار وزير الدفاع إلى أن القوات المسلحة اليمنية وهي تقف اليوم أكثر من أي وقت مضى على أهبة الاستعداد والجهوزية والاقتدار القتالي العالي براً وبحراً وجواً، تابعت تحركات قوى العدوان خلال فترة الهدنة ورصدت مجمل المستجدات ومنها تشكيل ما تسمى بقوة المهام البحرية متعددة الجنسيات بقيادة أمريكا ونشرها في جنوب البحر الأحمر ومضيق باب المندب وصولاً إلى خليج عدن وبمشاركة قوات الأسطول الخامس الأمريكي، وذلك في انتهاك صارخ للمياه الإقليمية اليمنية وبهدف محاصرة اليمن ونهب ثرواته النفطية والغازية، وفرض الهيمنة على ممرات الملاحة الدولية.
وفي سياق آخر يبعث اللواء العاطفي برسالة هامة عن عزيمة شعبنا التي لا تلين وقوة إرادته العصية على الانكسار، اكتسبت مزيدا من القوة والعنفوان من خلال التحامها مع إرادة أحرار الأمة ومحور المقاومة القوي والمدافع عن القضايا العادلة والمصيرية للشعوب، وقد أشار وزير الدفاع إلى ذلك بقوله: "أن إرادة الشعب اليمني قوية لا تنكسر وهي جزء لا يتجزأ من إرادة الأمة وفي طليعتها محور المقاومة المدافع القوي والمخلص لقضايا شعوب الأمة المصيرية.. مبيناً أن الشعب اليمني، يمضي دوماً في مساراته الاستراتيجية نحو التحرر والاستقلال ورفض كل أشكال الهيمنة والوصاية والتبعية لقوى الشر والعدوان وأدواتها في المنطقة".
وفي إطار تأكيد الاستمرار على مواصلة خيار التصدي للعدوان والصمود في وجه قوى الطغيان والاستكبار، وكذا مواصلة مسار الانتصار للوطن والدفاع عن الأرض والعرض والدين- في هذا الاتجاه- يحيي وزير الدفاع صمود وكفاح وتضحيات الشعب اليمني وفي طليعته أبطاله منتسبو الجيش واللجان الشعبية في مواجهة المعتدين وأذنابهم، وانتصارهم لدينهم وعقيدتهم وهويتهم الإيمانية.. مثمناً في ختام تصريحه، ملاحم الاستبسال التي يسطرها أبطال الجيش واللجان في مختلف ميادين وساحات المواجهة ومواقع الشرف والفداء انتصاراً لليمن وتطلعات شعبه الذي لقن الغزاة الطامعين عبر تاريخه القديم والمعاصر دروساً قاسية لم ولن ينسوها مهما حاولوا ذر الرماد على العيون.. مؤكداً أن حقائق ووقائع الأحداث لا يمكن طمس مشاهدها من ذاكرة الأمة مهما حاولت قوى الاستكبار العالمي ووكلائها في المنطقة تزييف التاريخ.