العمليات الفدائية الأخيرة زادت من تكوين مقاومين فلسطينيين من توجهات مختلفة
العمق الصهيوني ساحة لمعركة فردية لأي فلسطيني.. هل يجدي العدو أمنه المزعوم؟
عندما تمنت الاستخبارات العالمية السيطرة على العالم لم تصل إلى تلك الأمنية على الرغم من الدعم المرصود لها ضمن موازنات حكوماتها كل عام،
وما زالت تلك المخابرات في سيطرتها المزعومة، فهي ربما ترفع بخططها السنوية لتحصل على موازناتها في إيهام منها للسيطرة المطلقة على العالم، فما بالنا بجهاز أمن ومخابرات مزعوم ومحتل أيضا لأرض غيره منذ عقود، العدو الإسرائيلي، وفي مساحة احتلها تقدر 22,145 km²؟، أيضا على الرغم من تبني خطة تنوفا الخمسية، التي تقدم بها رئيس أركان جيش الاحتلال، والتي مولت بالكامل، إلا أن ذلك لم تسعف مخابرات وأمن العدو الصهيوني، في شعار صاغه الفلسطينيون بعد عملياتهم الفدائية في العمق الصهيوني لا خيار أمام المحتل، إلا الرحيل.
لقد أصبح جهازيه الأمنيين، مخابراته المسمى الشباك وجهازه الأمني، في حيرة، بعد أن خابت توقعاتهم، وفشلت قبضتهما الأمنية، بعد عملية فدائية في تل أبيب أودت بأكثر من 3 مستوطنين، والتي لم يمض عليها شهر كامل حتى مني جهازا الأمنيان بخيبة أمل جديدة، عملية فدائية أخرى بطلها فدائيان، وسلاحهما هذه المرة فأس، قتل فيها 3 مس توطنين وجرح أربعة أخرين، في عملية فدائية نوعية نفذها فدائيون بشكل فردي.
خيارات رد صهيونية محدودة
إن مثل هذه العمليات هي ما تربك حسابات العدو الصهيوني، وتهدد بزواله لأنها تنخر في تكوينه، وإذا ما استمرت بوتيرة أعلى من الحالية، ربما سنسمع عن نزوح لصهاينة من البلاد التي احتلوها لعقود، إلى بلدانهم الأصلية التي هاجروا منها لأول مرة إلى فلسطين لاحتلالها على اعتبارها الأرض التي وعدوا بها حسب سوء ظنهم.
خصوصا وأن الخيارات أمام الكيان الإسرائيلي محدودة فهو لا يستطيع شن حرب جديدة، واضحة المعالم ضد الفلسطينيين، وسينحصر عمله على العمليات الأمنية، من اعتقالات ، ولن يذهب لأبعد من ذلك، لأن العدو الإسرائيلي، أمامه ثلاث معارك وإذا ما أنشغل بإحداها كان تدميراً للاحتلال، يأتي في البداية المعركة الأمنية التي باتت أكبر تحدياً مائلاً ماثل أمام الاحتلال، وتأتي المعركة الثانية متمثلة في إيران التي باتت شيئاً كبيراً يحسب له الاحتلال، والمعركة الثالثة تمس الأمن القومي الإسرائيلي، وتتمثل في التأثيرات للحرب الروسية الأوكرانية، على الدول المطبعة مع الكيان الصهيوني، كونها ستتأثر بهذه الحرب في ناحية الاكتفاء في الحبوب، لأن روسيا وأوكرانيا يمثلان 25% من انتاج العالم للحبوب، وهذا ينعكس سلبا على الدول المستوردة للحبوب، والمحيطة بالاحتلال وعليه نفسه.
مقاومون فلسطينيون من توجهات مختلفة
ربما ما يقلق الكيان الصهيوني أكثر أن العمليات الفدائية الفلسطينية مؤخرا لاقت دعما شعبيا فلسطينيا كبيرا، فضلا عن انضمام فلسطينيين، من توجهات مختلفة للعمليات ضد الاحتلال، وهذا ما يزيد من الأعباء أمام أجهزة أمن الاحتلال، أي أن عمليات المقاومة لم تعد محصورة على فصائل المقاومة قد يكون كل فرد من الشعب الفلسطيني مهما كان توجهه، فدائيا ومقاوما للاحتلال، وبصورة أقوى من فصائل المقاومة نفسها، وهذا ما سيجعل أمن الاحتلال يحترس من كل فلسطيني، وهذا أيضا ما سيزيد من رعبه.
وما يجعل هذه العمليات الفدائية ذات تأثير كبير، أنها استخدم فيها وسائل واشكال مقاومة عديدة، كالدهس أو الطعن، أو الضرب بأي أداة، حتى يمكن استخدام سلاح آلي وهذا يزيد من وضوح فشل الأمن الصهيوني، كما حصل في عملية بني براك حين أطلق منفذها ضياء حمارشة النار من بندقية استطاع إدخالها إلى مكان تنفيذ العملية، ما أدى إلى مقتل خمسة صهاينة، واستشهاده بعد اشتباكه مع افراد الأمن، ويرى مهتمون أن مثل هذه العمليات الفدائية المتوالية، يخشى منها الاحتلال لتقليدها من قبل فلسطينيين آخرين، بعد اعجاب الفلسطينيين بمنفذيها، وهذا يعتبر تحدياً أخر أمام المنظومة الأمنية الصهيونية، لأن هذه العمليات تضيف نمطاً أخر للعمل الجهادي والنضالي والكفاحي ضد أهداف صهيونية، خصوصا مع وجود قناعة لدى الفلسطينيين بفشل ما يدعى عملية سلام مع العدو الإسرائيلي، والتي تحولت إلى معاناة كبيرة بحق الفلسطينيين.
دعوة بنيت اليهود لحمل السلاح
لقد تزامنت هذه العمليات في العمق الصهيوني، التي أدت إلى فشل أمني صهيوني، مع ادعاء يميني صهيوني، بنجاح مشروع السلام الاقتصادي مع الفلسطينيين، في الوقت الذي شكلت فيه العمليات الفدائية الأخيرة في العمق الصهيوني ترجمة لشعارٍ رفعه سياسيون فلسطينيون، أنّ الحلول الاقتصادية بمعزل عن حصول الشعب الفلسطيني على حقوقه لن توفر الأمن للإسرائيليين، وهذا ما وقع فعلا، وما يؤكد فشل المنظومة الأمنية الصهيونية دعوة المدعو بينت الصهاينة بحمل السلاح، وهذا يعد اعترافا بفشل منظومته الأمنية.
الفلسطينيون يخوضون منذ عقود معركة تحرير أرضهم من المحتل الصهيوني، فمن البديهي أن عاقبة معركة من هذا النوع هو التحرير للأرض والإنسان، ربما تكون هذه العمليات الفدائية في العمق الإسرائيلي هي المرجحة لهذا التوقع المؤكد، ولعله يكون قريبا من يدري، فقد حررت كل أراضي العالم من الاحتلال ولم تعد هناك أرض محتلة غير فلسطين.