فيما العالم منشغل بأوكرانيا:أكثر من 24 مليون يمني محتاجون لمساعدة إنسانية منهم 12 مليون طفل
يمر اليمنيون بمعاناة مختلفة منذ 7 سنوات، أرهقت كاهلهم، أودت بهم إلى حد الهلاك التام، والموت البطيء، وصفت حسب منظمات أممية،
أن اليمن يمر بأكبر أزمة إنسانية في العالم، وكل ما يمر وقت تزداد تلك المعاناة، في جميع الجوانب، حتى أصبح أكثر من 24 مليون شخص، أي ما يقارب 80% من السكان يحتاجون لمساعدة إنسانية، بينهم أكثر من 12 مليون طفل، وبعد سبع سنوات أصبحت البلاد مكاناً لتفشي الأوبئة ومكانا لم يعد مناسبا لحياة الأطفال بالذات الرضع منهم، بسبب العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي على اليمن.
لم يعد الوضع المأساوي منحصرا على المجاعة الحاصلة، بل تعدى ذلك بكثير حيث أستهدف العدوان، عشرات آلاف من المدنيين، جراء استهدافهم، في العزاء والأفراح والمستشفيات والأحياء السكنية، والمدارس والجامعات، وفي كل مقومات الحياة.
ليس هذا وحسب بل تعمد العدوان على مدى تلك السنوات، حصار اليمنيين، حتى باتت الحياة لا تقبل في اليمن، فالعدوان بات يعترض سفن المشتقات النفطية، بشكل متواصل، مما أوجد تفاقماً كبيراً جدا لمعاناة اليمنيين، فمعدلات سوء التغذية، الحاد بين الأطفال دون الخامسة، إلى نصف مليون طفل في المحافظات الجنوبية فقط، وفق تقرير للأمم المتحدة، صدر في أكتوبر من العام المنصرم.
لا صحة ولا غذاء لطفل يمني
والأطفال في اليمن يقتلون وذلك بحقهم مستمر، والتشويه فيهم حاصل، جراء العدوان عليهم، منذ 7 سنوات، نتيجة الاستهداف المباشر، بحق الطفولة، جراء استهداف الاحياء السكنية، والتشوهات التي تكونت في الأجنة، والأطفال جراء الاسلحة المستخدمة من قبل العدوان، لقد استهدفت مدارسهم، والمستشفيات، مما أدى إلى تعطيل التعليم والصحة.
فبات من المتوقع أن يعاني 2.3 مليون طفل دون الخامسة، من سوء التغذية الحاد، كما من المتوقع أن يعاني 400 ألف منهم من سوء التغذية الحاد الوخيم، مع أن بالإمكان تعرضهم للوفاة في حال عدم حصولهم للعلاج على نحو عاجل، فحسب الأمم المتحدة، وجود ارتفاع في معدلات سوء التغذية الحاد والحاد الوخيم، بمقدار 16% و22%، وهذا في العام 2020، فكيف الآن؟!!.
لا تعليم للإنسان في اليمن
وتؤكد تقارير أممية أن عدد الأطفال غير الملتحقين بالمدارس، يصل إلى أكثر من 2 مليون طفل، وما يزيد عن 2000 مدرسة، تضررت أو دمرت بسبب، العدوان على اليمن، وهذا أوجد صعوبة في حصول كثير من الأطفال على التعليم، مما سيعطي تراكمات على المدى القريب، من حيث عدم حصول هؤلاء الأطفال على أعمال.
إجرام متواصل
وكم من إجرام بحق اليمنيين؟، وما زال، ذلك بحقهم، فمنذ ما يقارب 4 أشهر وهناك أزمة مشتقات نفطية، وغاز، حيث وصل سعر الدبة البترول 40 ألف ريال، والغاز العشرين لتراً بـ24 ألف ريال، فباتت غالبية محافظات البلاد، تعاني فوق المعاناة، مما أثر على المزارع، والمواصلات، وكل مقومات الحياة، وكل ذلك بسبب احتجاز دول العدوان، سفن المشتقات النفطية والغاز، ومنعها عن اليمنيين، فالمستشفيات، باتت موقفة وهذا أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في اليمن بالذات الجانب الصحي منها.
عالم منافق
لقد أصبح الشعب اليمني، في قمة المعاناة، وفي المقابل لم يحرك العالم ساكن، لا منظماته الإنسانية، ولا القوى الدولية ذات التأثير، المدعية لحقوق الإنسان، وعلى الرغم من مرور سبع سنوات عاش فيها اليمنيون وما زالوا أسواء حياة عرفها العصر الحديث، لكن ما إن حاولت روسيا حماية أمنها القومي، وغزت أوكرانيا، أصبح العالم وكل وسائل إعلامه التقليدية، والجديدة، صوتاً واحداً مع أوكرانيا، ولم يمر سوى يومين، حتى تعاطف العالم مع أوكرانيا، حتى وصل بهم إلى أن ظهر العالم الغربي على حقيقته، في الكيل بعدة مكاييل، لقد ظهر حتى الصحفيين الغربيين، المراسلين منهم، وحتى المحللين السياسيين، إلى أن قالوا، أن هؤلاء اللاجئين الأوكرانيين، أوروبيين، وليسوا مثل أولئك، اللاجئين العرب الذين تعودنا عليهم!!.
اليمني في الغرب ليس إنساناً!!
على الرغم من معاناة اليمنيين على مدى سبع سنوات ويدخلون السنة الثامنة بعد أيام، إلا أن معاناتهم، باتت منسية، وبات العالم وبالذات الغربي منه، موجها أنظاره، بشكل مستمر، دون انقطاع، وتعاطفه المستمر، باتجاه أوكرانيا، واليمنيون في معاناتهم وحصارهم الطويل يحيون، أو يموتون، لسان حال العالم ومنظماته مدعية الإنسانية، لا نكترث لحالهم.
وصل الحال بالمنظمات الأممية والدولية إلى أن تنكرت لتقاريرها حول الوضع الإنساني الذي أصبح مميت، وأصبحت التقارير والتوقعات في نظرها مجتمعة، مجرد ارقام تكسب منها، في أيام قادمة، من خلال مزايدتها بمعاناة اليمنيين.
لا مكان للإنسان اليمني في مجلس الأمن
اجتماعات مجلس الأمن والتوصيات التي يخرج بها على مدى سبع سنوات، فقط لاستمرار المعاناة، وزيادة الاعتداء على اليمنين، بينما كان اجتماعه بخصوص أوكرانيا، سريعا وتوصياته ملزمة وسريعة التنفيذ، لو كان هناك استطاعة، لأن الموضوع فيه أوكرانيا، وليست اليمن!!!.
الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي لديها معايير خاصة ودرجات متفاوتة ومكاييل تتعدى عشرات فهناك إنسان عربي لا يكترث له وإنسان غربي وأخر أوكراني يعد من الدرجة الأولى ويجب أن يكون كذلك لسان حالها فإغاثته ملزمة وبشكل مهول والاستنكار والتنديد والشجب، لم يعد ذلك غير الملزم، والذي كان يعد إسقاط واجب فبات اليوم الموضوع فيه أوكرانيا!!!، ولابد من التفاعل بشكل كبير، وتنسى الكارثة التي يعانيها اليمنيون، منذ سنوات!!!!.
مطية لنسيان اليمن
قد تكون الحرب الروسية الأوكرانية مطية لنسيان اليمنيين ومعاناتهم كما هو واقع الآن ليتمكن المعتدي عليهم لسنوات أن يتمادى أكثر في قتلهم وحصارهم عالم منافق، فضلا عن شراء الكل للكل بالمال، أي لا لمكان للإنسان ليس اليمني وحسب، بل الإنسان العربي، والمسلم ككل.