أطفال اليمن .. صمود في وجه العدوان والحصار
أوشك العام الدراسي السابع في اليمن على الانتهاء منذ بدء الحرب في اليمن في مارس/2015م لم يطرأ أي تغيير يُذكر بالنسبة لأطفال اليمن ( سواء الحرمان من التعليم والصحة والموت جوعاً)،
جراء غارات طيران دول التحالف بقيادة أمريكا والسعودية والإمارات استهدفت المدارس والمستشفيات والطرق في ظل غياب الاتفاقية الدولية لحقوق الطفل، إن كان هناك اتفاقية لحقوق الطفل؟! وما نعلمه هو هذا التكالب الدولي والعالمي خلال السنوات الماضية تجاه اليمن الأرض والإنسان، تسبب العدوان وبحسب منظمة (انتصاف للمرأة والطفل) في مقتل 3816 طفلاً وجرح 4000.49 الآف آخرين حتى نهاية يونيو 2021م.
ورغم سماعنا لآنين الأطفال وأصواتهم الموجعة للعالم تنديداً بالحصار والدمار والحرمان من أبسط الحقوق في حرب تُعد في الحقيقة ممنهجة من قبل دول التحالف والاستكبار بقيادة أمريكا وبريطانيا والسعودية ومعهم الإمارات العربية المتحدة وكثير من دول الغرب والمرتزقة العرب، وبتواطؤ وصمت المنظمات الدولية ومنظمات المجتمع الدولي.. هذه الدول المدمرة التي لا هم لها سوى العبث بأرواح الآخرين ، بينما أطفالهم في سعد ورخاء وآمان! لا شك أن المسيرات التظاهرية الكبرى لأطفال اليمن في مناسبات اليوم العالمي للطفولة وغيرها، ومنها المسيرة الكبرى لأطفال اليمن في صنعاء يونيو /2021م المنددة بالعدوان إنما يعني ذلك موقف الأمم المتحدة المخزي وما تتعرض له حقوق الطفولة اليمنية وشعب اليمن عامة من جرائم حرب راح ضحيتها الآلاف من القتلى والجرحى.
حيث صدر بيان تنديد بمواقف هذه الهيئة الأممية نقل فيها أطفال اليمن معاناتهم جراء استمرار الحرب والحصار والقصف الجوي الذي أستهدف كل مقومات الحياة واستشهد وتيتم الآلاف من الأطفال وهُجر وشُرد الملايين من بيوتهم ومناطقهم إضافة إلى 21% من المدارس تم استهدافها بعضها دمرت بشكل كلي وبعضها لا زال الأطفال يدرسون على أنقاضها.
هذا هو الواقع المعاش لأطفال اليمن منذ سبع سنوات يعيشون تحت قصف الطائرات والحصار دون صوت أو تنديد من أحد !! مع العلم ان اليوم العالمي للطفل يعد يوماً عالمياً يجسد مآسي الطفولة ويناقش فيه واقع الطفولة في العالم وبالذات الأطفال الذين يمرون بأزمات وحروب كما هو الحال لأطفال اليمن.
الناشطة اليمنية – سمية الطائفي – تروي مأساة الطفل اليمني في ظل الحرب الغاشمة – بقولها : " الطفل اليمني اليوم لا يوجد له حق في الحياة ولا التعليم ولا حتى في الصحة وليس له حق أن يمارس طفولته كما يمارسها الأطفال الآخرين في شتى دول العالم، وبالتالي فالطفل اليمني دائماً ما يرسل رسائله " بأن ما يحصل تجاه الأطفال اليمنيين "جريمة حرب " .. حيث لا يوجد حقوق للطفل والحديث عن الحقوق للطفل دعاية تُروج لحقوق الطفل.
وقالت / لم نلاحظ في اليمن استنكاراً أو أدانة لما يتعرض له أطفال اليمن، بينما يستهدف في كل مكان في البيت في المدرسة في المستشفى ؟! وهذا يعني بأن لا يوجد في اليمن يوم عالمي للطفل اليمني للبحث عن حقه".
واقع مرير يعيشه أطفال اليمن – لمسناه وعايشناه عن قرب في العربية السعيدة على مدى سبع سنوات من الحرب ، رغم كل المسيرات والمناشدات والتنديدات في ظل غياب الأمم المتحدة، التي تعتبر نافذة للعالم لإيصال رسائل وأصوات الأطفال الموجوعين من الجوع ومن نقص الدواء وغياب الآمان بسبب الحرب والحصار، والذي من حقه أن يعيش في أمن وآمان وأن يصدع بصوته ويتساءل فيه عن حقوقه الضائعة المسلوبة وأين العالم من إستمرار الحرب ضد شعبه ووطنه – ولماذا هذا الصمت المشين ؟! من قبل هذه المنظمات الدولية وتلك المنظمات المعنية بالطفولة بحقوق الإنسان؟!
الجدير بالذكر – أن معاناة أطفال اليمن في ظل التدمير الممنهج جراء الحرب أدى ذلك إلى ضياع مستقبلهم التعليمي ، وإغراقهم في المجاعة والأمراض والأوبئة، ومن أبرز الجرائم بحق الطفولة والإنسان في اليمن ضحايا ضحيان ومدرسة الفلاح ومدرسة الراعي وعرس بني قيس وجمعة بني فاضل وعرس سفيان وغيرها من المجازر التي أرتكبتها مقاتلات دول التحالف والتي استخدمت فيها الصواريخ والقنابل الأمريكية والبريطانية والفرنسية والكثير من الأسلحة المتنوعة من دول الاستعمار الغربي، يعي ذلك المتابع والمهتم والباحث حيث نقلت أحداثها وسائل الإعلام اليمنية والعربية والدولية والوكالات العالمية ومواقع التواصل الاجتماعي والتي أثرت على مستقبل وواقع أطفال اليمن على مختلف المستويات في تقرير حديث صادر عن منظمة إنتصاف لحقوق المرآة والطفل " يوليو – 2021" تناول فيه : " صمت الأمم المتحدة إزاء الوضع الإنساني المتردي في اليمن بفعل الغارات الوحشية على المدنيين والأطفال والحصار المفروض من قبل دول تحالف العدوان .. مشيراً الى أن الأمم المتحدة تقف موقف المتفرج على الأنتهاكات المرتكبة بحق الطفولة على مدى سبع سنوت وغضها الطرف عن كل ما يرتكبه التحالف من مجازر بشعة راح ضحيتها الآلاف من الأطفال، ولفت التقرير إلى أن الأمم المتحدة لم تصدر قراراً واحداً لفك الحصار المفروض على اليمن براً وبحراً وجواً والذي نتجت عنه آثار كارثية في كافة القطاعات سواء الاقتصادية أو الصحية أو غيرها ؟!.
وفي ذات السياق أظهر تقرير صادر عن مؤتمر الصحة النفسية الذي عقد في صنعاء في منتصف مارس " 2021 " أن أكثر من عشرة ملايين طفل بمختلف فئاتهم العمرية يعانون آثاراً نفسية عميقة أثرت سلباً على نمط سلوكهم ومشاعرهم وتفكيرهم وعلاقتهم بمن حولهم وذلك جراء أستمرار العدوان وغارات الطيران الهستيرية منذ بدء الحرب على اليمن ، كما يوجد أكثر من 58.2% من الأطفال مصابون بالشعور بالخوف وأكثر من 37% مصابون بالقلق و 36.4% يعانون من عدم الشعور بالأمان ، و 32.7% يعانون من مشاكل النوم بسبب الخوف من أصوات الانفجارات الناتجة من الغارات الجوية وأصوات الطائرات ومضادات الطائرات وكذلك خوفهم من الظلام نتيجة إنقطاع الكهرباء بشكل مستمر.
في ما أفادت تقارير لمنظمات " حقوقية وإنسانية : " أن أكثر من ثلاثة آلاف حالة تشوه خلقي وأكثر من ثلاثة آلف مريض يعانون من تشوهات قلبية بينهم أطفال بحاجة إلى العلاج في الخارج، وقد أدى الحصار العدواني لدول التحالف لإنتشار الأوبئة بين ألأطفال ، وأن هناك أكثر من ثلاثة ملايين طفل يعانون من سوء التغذية الوخيم، كما أن عدد الأطفال دون سن الخامسة والمصابون بسوء التغذية بلغ قرابة مليوني طفل بينهم 400 طفل بحالة حرجة و 12 ألف طفل توفوا ، غير أن أكثر من ثلاثة آلاف طفل مصابون بتشوهات قلبية ، و 500 يعانون من فشل كبد بأئي ، وأكثر من ثلاثة آلاف طفل بحاجة لعملية قلب مفتوح لإستبدال صمامات وأن 200 طفل مولود يومياً مهددون بالموت بسبب إغلاق الحضانات نتيجة شح الوقود، كما أنه يموت 100 ألف طفل من حديثي الولادة بمعدل 6 أطفال كل ساعتين بسبب الحصار والحرب.
آملنا في هذه الحرب أن يصحى ضمير العالم، وأن يعيش أطفال اليمن في آمن وسلام.. وحسبنا الله ونعم الوكيل.