نائب مدير دائرة التوجيه المعنوي العميد عبدالله بن عامر يكشف أسباب القلق الصهيوني من تطورات الموقف في اليمن
حقائق غُيبت عن الشعب من ضمنها العدوان الإسرائيلي على اليمن
ابتعاد الدولة اليمنية عن حقيقة موقعها الجغرافي لاسيما في الجزر والسواحل هدف إسرائيلي تحقق خلال العقود الماضية
التحركات الامريكية – الإسرائيلية تهدف إلى إعاقة عملية التحرير والاستقلال
علق العميد عبدالله بن عامر على الاهتمام الإسرائيلي بمتغيرات المشهد اليمني خلال الأشهر الأخيرة مشيراً الى أن اليمن بموقعه الجغرافي ودوره التاريخي له حضور في الاستراتيجيات الصهيونية وأن هذا الاهتمام توسع خلال السنوات الأخيرة مع توجه الشعب اليمني نحو تحقيق الحرية والاستقلال.
وأكد عامر في لقاء عقد بدائرة التوجيه المعنوي أن العدو الإسرائيلي لا يريد لليمن أن يكون حراً مستقلاً وأن وضع اليمن الخاضع للوصاية الأجنبية والهيمنة هو الوضع الذي كان يتيح للكيان الإسرائيلي تنفيذ اجندته في المنطقة وفي اليمن على وجه التحديد.
وأضاف عامر أن الكيان الإسرائيلي يرى الى وجود دولة يمنية تستجيب لحقائق التاريخ والجغرافيا ضمن هويتها الشاملة بأنه يشكل خطراً كبيراً على هيمنته على منطقة جنوب البحر الأحمر ويشكل تهديداً عليه ولهذا فإن التحركات الإسرائيلية خلال العقود الماضية أدت الى ابعاد اليمن عن حقيقة موقعه الجغرافي ووجود سلطات تتغاضى على حقيقة التهديدات الإسرائيلية لليمن لدرجة أن هناك اعتداءات إسرائيلية على اليمن لم يكشف عن تفاصيلها وأن هذه الاعتداءات كانت مقدمة لتغييرات كبيرة على صعيد صناعة سلطة تركت الكيان الإسرائيلي ينتهك الأجواء اليمنية والمياه الإقليمية ويمارس نشاطه العسكري والتجسسي دون أي تصد.
وبحسب عامر فإن الكيان الإسرائيلي وسع من نشاطه في اليمن خلال العقود الماضية ليشمل كامل المساحة الجغرافية بعد ان كان يركز على الساحل الغربي والجزر وباب المندب ضمن استراتيجية خط الدفاع الثاني بعد حرب 1973م.
وتحدث عامر ان الكيان الإسرائيلي وصل الى مرحلة كانت فيه السلطة خلال العقود الماضية تصمت على الانتهاكات ولا تجرؤ حتى على الإعلان عنها للشعب ففي الوقت الذي كان فيه اليمن يتعرض للتهديد والاعتداء كانت السلطة تجاهر بدعمها للقضية الفلسطينية وكان الأولى بها الدفاع عن اليمن في وجه الانتهاكات المتكررة غير أنها تعاملت مع هذا الملف بطريقة تؤكد ما جاء في بعض الوثائق التي تكشف التواصل السري بين صنعاء وتل أبيب وصولاً الى زيارة مسؤول إسرائيلي الى صنعاء في 2004م قبل أن تتكرر الزيارة بعد ذلك بعامين.
عامر تطرق الى التدخل الإسرائيلي في اليمن بأنه يات ضمن الهيمنة الإسرائيلية على الدول العربية خاصة المطلة على البحر الأحمر فلا يمكن للعدو الإسرائيلي فرض سيطرته الكاملة على جنوب البحر الأحمر دون ان يضمن ذلك بوجود سلطة في صنعاء تعمل على تأمين مصالحه أو على الأقل تغض الطرف عما يجري ناهيك عن ابعاد الدولة عن الجزر والسواحل وهو ما حدث من خلال تحويل السواحل والمياه الإقليمية الى قطاعات يتقاسمها النافذون من خلال عمليات التهريب الواسعة وكان هذا الوضع مرضياً للكيان الإسرائيلي فهو يضمن ابعاد الدولة اليمنية عن فرض سيادتها على تلك المناطق لتصبح تلك المناطق خاضعة لعصابات التهريب المرتبطة بقادة السلطة.
وعن الوضع الحالي أكد عامر أن الكيان الإسرائيلي يراقب تطورات الموقف في اليمن فهو منزعج مما آلت اليه التطورات فالمتغيرات الحالية تؤكد أن الشعب اليمني أقرب الى تحقيق الانتصار وانتزاع استقلاله وحريته وهذا بالنسبة للكيان الإسرائيلي خطر كبير لانه يريد أن يبقى اليمن تحت سيطرت ادواته ولهذا لا يمكن فصل التحرك الإسرائيلي عن التحركات الامريكية القائمة حالياً على تثبيت الخارطة عند التطورات الحالية حتى لا تتفاجأ بانهيار ادواتها ولهذا هناك تحرك من اجل إعاقة عملية التحرير والاستقلال وإعادة ترتيب الخارطة فقد يكون ذلك من وجهة نظر الأمريكي والإسرائيلي مقدمة لمرحلة جديدة من التآمر على الشعب اليمني.
واختتم عامر حديثه بالتأكيد ان هناك معلومات مهمة سيتم الكشف عنها خلال الفترة المقبلة بشأن الدور الإسرائيلي وأن هذه التحركات غُيبت عن الشعب اليمني رغم أنها كانت مقدمة لما حدث بعدها من أحداث أدت الى تحقيق الأهداف الإسرائيلية.
مشيراً الى أن من يقرأ حقائق التاريخ والجغرافيا سيجد أن اليمن تعرض للعدوان الإسرائيلي في الماضي ويتعرض له اليوم وان من كان يشكك في هذا لأسباب تتعلق بالخصومة السياسية اصبح اليوم يتحدث عن الدور الإسرائيلي وإن كان يُقدم هذا الدور في مناطق جغرافية معينة دون أن يتحدث عن الصورة الكاملة للعدوان الإسرائيلي الذي لا يمكن فصله عن الدورين السعودي والاماراتي وجميع هذه الأدوار تدور وتعمل ضمن إدارة أمريكية لما يجري من عدوان وتآمر وحصار وغيره فلا يمكن الحديث عن الدور الأمريكي دون الإسرائيلي والعكس.
وأضاف عامر أن الشعب اليمني معني اليوم بمعرفة الكثير من الاحداث والمعلومات والتحركات التي غيبت عنه فمن خلال معرفتها والاطلاع عليها سيصل الى الأسباب الحقيقية لما يجري اليوم وسيعرف من يعمل على اعاقة معركته المصيرية فالشعب هو صاحب المصلحة الحقيقية في الحرية والاستقلال.