تركيا وبريطانيا والإمام يحيى حوالي عام 1900م
تم رسم حدود معظم دول الشرق الأوسط من قبل قوى الاستعمار وبعض الأقطار حاليا وهي دول مخترعة من قبل الاستعمار
مقالات
ربنا لك الحمد حمداً كثيراً طيباً مباركاً فيه ملء السموات وملء الأرض وملء ما بينهما وملء ما شئت بعد .. أهل الثناء والمجد أحق ما قال العبد وكلنا لك عبد لا مانع لما أعطيت ولا معطي لما منعت ولا ينفع ذا الجد منك الجد .
لك الحمد ربي حتى ترضى , ولك الحمد إذا رضيت ولك الحمد بعد الرضى .
اللهم صلِ وسلم على حبيبنا محمد وعلى آله وأصحابه وأتباعه وأتباع أتباعه إلى يوم الدين وسلم عليه تسليماً كثيراً ..
اللهم اجزعنا سيدنا محمد صلى الله عليه وآله خير ما جازيت نبياً عن أمته ورسولاً عن قومه اللهم يا رب محمد وآل محمد صلِ على محمد وعلى آل محمد وجزِ محمداً ما هو أهله.
أماب بعد :
أيها الأخوة الكرام ونحن نحتفل كل عام بالمولد النبوي الشريف في شهر ربيع الأول .. كان الزاماً علينا أن نتحدث عن محبة النبي الخاتم في قلوبنا نحن اليمنيون وذلك لتكمل صورة هذا الحب ويكمل معه الإيمان .
فلنحور هذا الموضوع إلى المحاور الآتية :-
- ماهي حقيقة محبة رسول الله عليه وآلة الصلاة ولسلام .
- ولماذا نحبه .
- وما علامات حبنا له .
وكيف مكسب محبته .
أولاً : ما حقيقة حبه:
إنها والله الحقيقة الكبرى وقضية مصيرية إنها قضية تتصل بأصل الإيمان : فحب هذا النبي الحبيب محمد رسول الله صلى الله عليه وآلة وسلم من الإيمان , وبغضه كفر.
فلو أن إنساناً : آمن بالله وأحبه حباً صادقاً ومع ذلك ( أبغض رسول الله ) لما قبله الله ولما أدخله في زمرة المؤمنين الصالحين الناجين .
ثانياً لماذا نحب المصطفى محمد :
نحبه صلى الله عليه وآلة وسلم لما يأتي:-
- لأنه رسول الحبيب الأعظم الله جل شأنه.
- ولأن الله يحبه .
- ولأن الله يحب من يحبه .
- ولأن الله من علينا به نحن مشعر المؤمنين .
- ولأن الله أوجب علينا محبته .
- ولأن الحبيب المصطفى صلى الله عليه واله وسلم (يُحبنا ).
- ولأن الله سبحانه كمل هذا الحبيب خلقاً وخلقاً فكل يجد فيه القدوة في جميع الأحوال والنواحي وقد أعطاه من المعجزات والبينات والخصوصيات ما لا يُحصى ومالم يعطه أحداً من خلقه
- وكيف لا نحب الحبيب المصطفى وقد أحبه كل الكون حيوانه ونباته وجماده.
- نحبه صلى الله عليه وآلة وسلم لأن في حبه يكمل إيماننا.
- بل ولن نجد حلاوة الإيمان إلا بحب هذا الرسول صلى الله عليه وآلة وسلم .
ولآن أخي إلى التفصيل :
- لابد أن تحب رسول الله صلى الله عليه واله وسلم لتثبت وتؤكد لمن ادعيت محبته وهو الله جل جلاله تثبت له كمال محبتك له لأنه هو الذي أرسل محمد فلن يستقيم حبك لله حتى تحبه .
- ولأن الله يحب هذا الحبيب النبي ويحب من يحبه ويبغض من يبغضه فلا سبيل لك إلى أن تحبه .
- وقد ذكرنا ذلك أنفاً بأن الله يحب من يحبه .
- لابد أن نحب الحبيب المصطفى لآن الله من علينا به – فقال عزمن قائل جل شأنه (لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى المُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولاً مِّنْ أَنفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِن كَانُوا مِن قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُّبِينٍ ) (164) آل عمران .
والمنة أخي هي النعمة كلها ليست نعمة كأي نعمة ولكنها ( النعمة العظمى الكبيرة ) فلا يقال لأي نعمة أنها منة إلا إذا عظمت وكبرت وشرفت .
وكان من شأن هذه المنة أن كان له صلى الله عليه واله وسلم الفضل الكبير علينا .
فقد كان السبب الأول في هدايتنا وإخراجنا من الظلمات إلى النور وتلا كتاب الله علينا وأوجد الله به أمه من العدم .. كانت خير أمة أخرجت للناس ( أمة وسطاً).. (أمة تشهد على الناس يوم القيامة ) .
أمة : رفع الله عنها ببركة هذا الرسول الأغلال التي كانت على من سبقها من الأمم . أمة بفضل هذا النبي بعد فضل الله سبحانه هي أول أمة يُقضى فيها وبينها يوم القيامة قبل الأمم , وهي أول أمة تجوز على الصراط مع رسولها , وأول أمة تدخل الجنة قبل الأمم وقد أنقذنا الله به صلى الله عليه وسلم من شقاء الدنيا والآخرة وأعظم ما في ذلك الشقاء بعذاب جهنم نسأل الله العافية والسلامة , ولكن لا يعرف هذه المنة حق المعرفة والإدراك ويقدرها حق قدرها إلا من عاصر هذا الرسول وعاش معه من أهله وصحابته لأنهم قارنوا بين ما كانوا عليه من جاهلية جهلاء وما نقلهم إليه من هداية و أنوار وسعادات فلهذا جاءوا جيلاً فريداً في كل شيء رضوان الله عليهم رضوان الله عليهم فهم جيل فريد في حبهم لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم جيل فريد في عملهم بهذا الدين العظيم وفي جهادهم وفي سبيل الله وتضحيتهم وفي أخلاقهم وفي كل شأنهم .
يتبع الحلقة الثانية
نحن في اليمن الميمون رسمياً وشعبياً نستعد لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف حباً وتكريماً للحبيب النبي الخاتم محمد عليه وعلى آلة أفضل الصلاة والسلام ولقد اقتضت حكمة الله سبحانه أن يؤيد رسلة ببينات تدل على صدق رسالتهم ، وأدلة تقوم بها الحجة على الناس اصطلح العلماء على تسميتها بالمعجزات ، وسميت في كتاب الله بينات ، كما قال تعالى (لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ)الحديد:25.
وتنوعت البينات والمعجزات بتنوع الأقوام والأمم ، فجعل الله لكل قوم بينة تناسب مستواهم الثقافي والفكري ليكون ذلك أبلغ في إقامة الحجة على الناس ، ولما كان محمد صلى الله عليه وآلة وسلم مرسلاً إلى الناس كافة ، فقد أيده الله سبحانه ببينات متنوعة تتناسب مع جميع من أرسل إليهم من الأقوام ، ومع جميع الأجيال إلى قيام الساعة على اختلاف ثقافاتهم ومداركهم.
فكانت الفصاحة والبلاغة من بيناته المناسبة للعرب الفصحاء البلغاء.
ومن بيناته ما يتناسب مع أهل الأديان كالبشارات به في الكتب السابقة.
ومن بيناته ما عجز أهل الأنظمة والقوانين عن المجيء بمثله من تشريعات حكيمة تناسب جميع البيئات والعصور.
ومن البينات الخوارق المشاهدة كخارقة انشقاق القمر التي سجلت عند بعض الأمم ولاتزال آثارها ظاهرة إلى اليوم.
ومنها معجزة الإخبار بالغيب الماضي والحاضر والمستقبل ، والتي لا تزال تنكشف إلى يومنا هذا.
ومنها الخوارق للعادة التي دونت في أوثق سجل عرفه البشر ، وهو القرآن الكريم والحديث النبوي.
ومنها ما يتناسب مع أهل الكشوف العلمية في عصرنا كالإعجاز العلمي في القرآن والسنة.
وقد جعل الله سبحانه القرآن المتضمن لكثير من أنواع هذه المعجزات أكبر بينة لمحمد(ص) قال تعالى (قُلْ أَيُّ شَيْءٍ أَكْبَرُ شَهَادَةً قُلِ اللَّهُ شَهِيدٌ بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا القُرْآنُ لأُنذِرَكُم بِهِ وَمَن بَلَغَ)الأنعام :19.
وقال النبي (ص): ما من الأنبياء نبي إلا أعطي من الآيات ما مثله آمن عليه البشر ، وإنما كان الذي أوتيته وحياً أوحاه الله إلى فارجوا أن أكون أكثرهم تابعا يوم القيامة.
يشير الحديث الشريف إلى طبيعة المعجزة في الوحي الذي أنزله الله على محمد صلى الله عليه وآلة وسلم فيبقى بعد موته ويتجدد إعجازه على مر العصور.
وشهادة القرآن بصدق رسالة محمد (ص) متمثلة بما أحتوى عليه من الإعجاز في الفاظه ، والإعجاز في العلم الذي جاء به قال تعالى (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنزَلَ إِلَيْكَ أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيداً)النساء (66) قال الخازن عند تفسير هذه الآية : " لكن الله يشهد لك يا محمد بالنبوة بواسطة هذا القرآن الذي أنزله عليك".
وقال أبن كثير : " فالله يشهد لك يا محمد بأنك رسوله الذي أنزل عليه الكتاب وهو القرآن العظيم ... ولهذا قال (أَنزَلَهُ بِعِلْمِهِ) أي : فيه علمه الذي أراد أن يطلع العباد عليه من البينات والهدى والفرقان ، وما يحبه الله وير ضاه وما يكرهه ويأباه ، وما فيه من العلم بالغيوب من الماضي والمستقبل " . وقال أبو العباس أبن تيمية : فإن شهادته بما أنزل إليه هي شهادته بأن الله أنزله منه ، وأنه أنزله بعلمه ، فما فيه من الخبر هو خبر عن علم الله ، وليس خبراً عمن دونه، وهذا كقوله (فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّمَا أُنزِلَ بِعِلْمِ اللَّهِ وَأَن لاَّ إِلَهَ إِلاَّ هُوَ فَهَلْ أَنتُم مُّسْلِمُونَ) هود (14) وإلى هذا المعنى ذهب كثير من المفسرين.
فلبينة القرآنية تتمثل في العلم الذي تضمنته آياته ، وهو الإعجاز العلمي ، أما ما تحمله الفاظه وتراكيبه فهو إعجاز الفصاحة والبلاغة.
فصاحة القرآن وبلاغته
قال تعالى : (اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الحَدِيثِ)الزمر23، بين الله سبحانه أن القرآن العظيم أحسن الكلام وأجوده لأنه نزل بعلمه ، وذلك أن الله سبحانه يعلم أي لفظة هي أدل على المعنى المقصود ، وأي لفظة تصلح أن تليها أو تسبقها ، بل ومناسبة كل حرف لموضعه ، فجاء القرآن العظيم في غاية الفصاحة والبلاغة في مفرداته وتراكيبه ، ومن أمثلة ذلك:
مناسبة الحرف لموضعه ومطابقة الكلمة لمدلولها:-
المثال الأول : قول الله تعالى (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا العَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا المُضْغَةَ عِظَاماً فَكَسَوْنَا العِظَامَ لَحْماً ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقاً آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الخَالِقِينَ (14))المؤمنون 12-14:
تشير الآية الكريمة إلى ثلاث مراحل للتخلق البشري :-
المرحلة الأولى :- مرحلة النطفة.
المرحلة الثانية :- التخليق ويشمل :
العلقة .
المضغة
جـ- العظام .
د- الكساء باللحم.
المرحلة الثالثة :- النشأة
فاستعمل القرآن حرف العطف (ثم) للعطف بين هذه المراحل الثلاث، وهذا الحرف يدل في لغة العرب على فاصل زمني بين المعطوف والمعطوف عليه.
واستعمل حرف العطف(الفاء) للعطف بين مراحل التخليق : العلقة ، المضغة ، العظام ، الكساء باللحم لكون حرف العطف (الفاء) يدل في لغة العرب على الترتيب والتعاقب بين المعطوف والمعطوف عليه ،وهذا كله مطابق تماماً لما اكتشفه علم الأجنة الحديث في مراحل التخلق البشري ، حيث وجد فاصلاً زمنياً بين المراحل الثلاث الرئيسة ، بينما اكتشف تتابعاً سريعاً نسبياً في مراحل التخليق الأربع الفرعية.
وهناك إعجاز آخر في المفردات المعبرة أصدق تعبير عن كل طور من أطوار التخلق.
وكان من الممكن أن يختل هذا الترتيب في أسماء الأطوار ، أو الأحداث المصاحبة أو الأحداث المرتبة دونما معارضة من أحد في زمن نزول الوحي ، لقصور علم الأجنة يومئذ ، وهذا كله يدلنا على أن هذا القرآن كلام الله قد نزل بعلمه سبحانه.
المثال الثاني:
قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يُزْجِي سَحَاباً ثُمَّ يُؤَلِّفُ بَيْنَهُ ثُمَّ يَجْعَلُهُ رُكَاماً فَتَرَى الوَدْقَ يَخْرُجُ مِنْ خِلالِهِ) النور 43.
تذكر الآية أربعة حوادث :
الأول : إزجاء السحاب أي سوقه برفق
الثاني : التأليف بينه.
الثالث : جعله ركاماً.
الرابع : إنزال المطر.