ليس بمُستغربٍ ما تعمد إليه السلطات الأمريكية من خطوات تكتيكية للإطاحة بالخصوم الذين تمثل سياساتهم على المدى الطويل خطرًا محتملاً على مستقبل الكيان الاحتلالي الدخيل
مقالات

وصــف الله اليمــن فــي محكــم كتابــه بالبلــدة الطيبـة، وهـو مالـم يصـف أي بلـد بهـذا الوصف، والبلـد الطيـب لا تكون ثمـاره الا ّ طيبة قـال تعالى (لقـد كان لسـبأ ٍ فـي مسـكنهم آيـة جنتـان عـن يميــن وشــمال كلــوا مــن رزق ربكــم واشــكروا لــه بلــدة ٌ طيبــة ورب ٌغفــور )ســورة ســبأ ١٥ .
وتمتـاز اليمـن بتنـوع مناخهـا، وخصوبـة تربتهـا، وتعـدد تضاريســها، وهــذا التنــوع والتعــدد هــو مــا أكســب ثمارهــا تنوعــا و جــودة ًعاليــة ًومذاقــا ًفريــدا ًومتميــزا ً. وقــد اكتســب البــن اليمنــي شــهرة ًعالميــة ًمنــذ مئــات السـنين بسـبب مذاقـه المتميـز والفريـد، والعنـب اليمنـي يضرب به المثل بين العرب (لا طال بلح الشام ولا عنب اليمن) ، حيـث تجـود الأرض اليمنيـة بزراعـة شـتى أنـواع العنـب وأجودهـا بـل وأندرهـا، وكـذا اللـوز البلـدي والعســل وجميــع أنــواع الفواكــه مثــل التفــاح والرمان والمانجـو والمـوز والبرتقـال، والخضـار والقمـح والحبـوب، فكلهـا منتجـات زراعيـة طيبـة ذات جـودة عاليـة ومـذاق متميز.
استهداف وتدمير المنتجات الزراعية اليمنية :
كانـت اليمـن سـابقا ًمكتفيـة ذاتيـا ًحتـى منتصـف ثمانينيـات القـرن الماضـي الـذي بـدأت فيهـا الزراعـة تتقلـص والمنتجـات الزراعيـة الخارجيـة تدخـل إلـى اليمـن بشـكل كبيـر، وذلـك تنفيـذا ً لمشـاريع ومخططات الاعداء الذيـن يسـعون إلـى تدميـر الزراعـة بهـدف أن نكــون مرتهنيــن لهــم منتظريــن للمســاعدات والمنــح التــي تأتــي لشـعبنا اليمني من دول الاستكبار العالمي ومنظماتها اللاإنسـانية. ومـن مشـاريع الاعـداء التدميريـة لقطـاع الزراعـة السـماح بدخـول المنتجــات الزراعيــة المســتوردة إلــى أســواقنا اليمنيــة؛ وبالفعــل امتـلأت الاسـواق اليمنيـة بالمنتجـات الزراعيـة المسـتوردة، وهـو مـا أثـر بشـكل ٍكبيـر علـى المنتجـات الزراعيـة المحلية، وهـذه المنتجات المســتوردة تدخــل إلــى أســواقنا وتبــاع بأســعار رخيصــة جــدا
بهـدف القضـاء علـى المنتجـات المحليـة تنفيـذا ًلسياسـات الأعـداء. ومنهــا الســماح باســتيراد البــن الخارجــي، وبيعــه بأسعار رخيصــة جــدا ًوهــو مــا أثــر بشــكل كبيــر علــى البــن اليمنــي.
فالحكومــات الســابقة عملــت علــى تنفيــذ هــذه السياســات وهــو مــا أســهم فــي تدميــر المنتجــات الزراعيــة المحليــة، وترافــق مــع الســماح بدخــول المنتجــات المســتوردة ارتفــاع فــي أســعار المدخــلات الزراعيــة الاســمدة والمبيــدات ، والالآت والمعــدات الزراعيـة ، وارتفـاع أسـعار المشـتقات النفطيـة، وغيـاب السياسـات التسـويقية والتصنيعيـة للمنتجـات الزراعيـة المحليـة ومنهـا الخضار والفواكـه التـي يتلـف معظمها والسبب عـدم الإقبـال عليهـا مـن قبـل المسـتهلك اليمنـي الـذي يفضـل شـراء المنتجـات المسـتوردة رخيصـة الثمن وهذا مـا يجعـل المزارعيـن يعزفـون عـن زراعتهـا لأن قيمــة المنتجــات لا تســاوي النفقــات.
دعم وحماية المنتجات الزراعية المحلية :
وبمــا أننــا نتطلــع إلــى بنــاء اقتصــاد وطنــي قــوي مبنــي علــى أســس متينــة وقوية، ومنهــا النهــوض بالقطــاع الزراعــي الذي يُعــدّ مــن أهــم القطاعــات الواعــدة ذات المــردود الاقتصادي الوفيــر، فإن علينــا الاهتمام بالمنتجــات الزراعيــة المحليــة مــن خــلال دعمهــا وحمايتهــا حتــى تعــود بالفائــدة علــى الاقتصاد الوطنــي وذلــك عــن طريــق الخطــوات التاليــة :
أولا ً: ســن القوانيــن و التشــريعات التــي تحمــي المنتجــات الزراعيــة المحلية، ودعمهــا مــن خــلال منــع اســتيراد المنتجــات الزراعيـة المماثلـة لهـا و هـي قـادرة علـى تغطيـة السـوق المحليـة.
ثانيا ً :منـع قطـف الفواكه والثمـار قبـل اكتمـال نضوجهـا بهـدف الجـودة التــي تجعلهــا قــادرة علــى المنافســة فــي الســوق المحليــة والخارجية.
ثالثا ً: فــرض ضرائــب وجمــارك علــى المنتجــات الزراعيــة المســتوردة وأن تكــون عائداتهــا لتشــجيع ودعــم المنتــج المحلــي.
رابعا ً: إنشــاء شــركة قابضــة لتســويق وتصديــر المنتجــات الزراعيــة اليمنيــة، يكــون مــن مهامهــا تنظيــف وتغليــف وتخزيــن المنتجــات الزراعيـة وبيعهـا فـي السـوق المحليـة وتصديـر الفائـض للخـارج.
خامسا ً : إنشــاء مصانــع للأســمدة والمبيــدات الزراعيــة، وأخــرى لصناعــة الآلات والمعــدات الزراعيــة بحيــث تكــون أســعارها ميســرة ليتمكــن المــزارع اليمنــي مــن شـرائها.
سادسا ً: الــزام التجــار بالتوجــه نحــو الزراعــة التعاقديــة التــي تُعــدّ واحــدة مــن أهــم الحلــول لزيــادة الإنتــاج ودعم المنتجات المحلية ، وهــو ما بدأت بــه وزارة الزراعــة مؤخــرا ً