
فجر الانتصار
في حدث تاريخي عظيم أعلنت إسرائيل موافقتها على اتفاق وقف إطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية وهو ما يعكس هزيمتها وانكسارها وخضوعها لشروط المقاومة التي أعلنتها مع بدء عملية طوفان الأقصى بعد عام ونصف من الحرب
وكان المعروف عن إسرائيل أنها لن تقبل بالهدنة أو الاتفاقيات لوقف إطلاق النار إلا عندما تخسر وتستنفذ قدرتها على المواصلة، في بداية الحرب أعلنت إسرائيل أنها لن توقف حربها إلا باستئصال المقاومة بالكامل وأنها ستمحو حركة حماس من الوجود وكذا السيطرة على غزة وإطلاق سراح جميع الأسرى الإسرائيليين دون قيد أو شرط ولكنها وخلال هذه الفترة لم تفلح سوى في ارتكاب العديد من الجرائم بحق الأبرياء العزل واغتيال عدد من قادة محور المقاومة. وها هي اليوم تعلن موافقتها لتنفيذ شروط المقاومة وقد أتى هذا الاتفاق بعد الضربات الموجعة التي تلقاها الصهاينة من المجاهدين في فلسطين ولبنان والعراق واليمن ويعلن اليوم عن انتصار غزة واليمن ومحور المقاومة رغم فقدان عدد من القادة إلا أن هناك قادة آخرون أبطال عانوا ويلات العذاب من السجان سيخرجون اليوم من معتقلاتهم شامخين مرفوعي الرأس بعد أن حكم عليهم العدو بعشرات المؤبدات ولولا طوفان الأقصى لما تحرروا. ولا يخفى على أحد أن هناك تدمير كبير ولكن ستبنى المباني وهناك مفقودين وشهداء كثيرون نالوا الشهادة وهو الفوز العظيم وكذلك الكثير من الجرحى سيشفون بإذن الله.
إسرائيل التي ارتكبت المجازر بحق الفلسطينيين منذ سبعين عامًا بلا رادع لها. ها هي اليوم، بعد عام ونصف من المواجهة غير المتكافئة وبعد أن جلبت أسلحة العالم بأكمله على هذه المدينة الصغيرة وفي مواجهة هذا العدد القليل من المقاومين تنكسر وتعود تجر أذيال الهزيمة بعد أن فقدت آلاف المعدات العسكرية وآلاف القتلى من الجنود والضباط وعشرات الآلاف من الجرحى والمصابين بالأمراض النفسية.
هنا يقف التاريخ ليدون هذه الملحمة العظيمة التي قادها الثوار من فلسطين واليمن ولبنان والعراق، اليمن الكابوس المرعب للعدو والدرع الثابت والحامي للمجاهدين في غزة رغم المسافة البعيدة إنها المعجزة التي أظهرت للعالم مدى قوتها وبسالتها وشموخها وشجاعتها فرجال اليمن الثابتون وقائدهم وقواتهم المسلحة ثبتوا منذ بدء العدوان على غزة وحتى الساعة الأخيرة لبدء تنفيذ الاتفاق فقد تصاعدت عملياتهم حتى وصلت إلى المرحلة الخامسة وهي المرحلة الحاسمة التي توالت فيها العمليات ضد العدو صباحًا ومساءً وما زالت اليمن ثابتة ومستعدة وجاهزة لأي أحداث أو خرق للاتفاق أو أي اعتداءات يقوم بها العدو الصهيوني ضد فلسطين واليمن وأي بلد عربي، وسيكون الرد مباشرًا وفي أي لحظة ففي الساعات الأخيرة التي سبقت وقف إطلاق النار نفذت القوات اليمنية عمليات نوعية استهدفت مقر وزارة الدفاع الصهيونية في تل أبيب هذه الضربات أثارت الذعر والهلع في أوساط الصهاينة المحتلين وأكدت قدرة اليمن على تنفيذ عمليات دقيقة وأكثر تأثيرًا في عمق الأراضي المحتلة في أي لحظة كانت.
أخيرًا نقول انتصرت غزة واليمن وجبهات المحور على الصهاينة ومن والاهم وستتوالى الانتصارات حتى تتحرر أرض فلسطين وتتحرر كامل الأراضي العربية وستبقى المقاومة وتبقى الأرض عربية مسلمة بفضل الله وقوته وستزول إسرائيل حتمًا وقد اقترب وعد الآخرة وحان الوقت لإعلان النصر العظيم.