كتابات | آراء

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية ( الحلقة الأخيرة)

قراءة من ملفات القضية الفلسطينية ( الحلقة الأخيرة)

بداية الاستخلاف في مكة ونهايته في القدس ومن هنا جاء حديث هي أرض "المحشر والنشور" وحول العلاقة بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى قال الجرار: "العلاقة بين المسجد الحرام والأقصى في البداية كانت علاقة الأول والثاني

ولكنها الآن علاقة الأول والأخير ليس فقط فيما يتعلق بالوجود البشري بل بالنسبة لنزول الرسالة الإسلامية فقد ورد في الأحاديث أن المسجد الأقصى هو دار الخلافة الأخيرة، وفي دراسة صادرة عن مركز نون للدراسات القرآنية تم التوصل إلى أن الكهف الوارد في سورة الكهف في القرآن الكريم موجود في ساحات الأقصى وبالذات تحت قبة الصخرة، ذلك من الناحية الدينية أما من الناحية التاريخية فالقدس مدينة عربية مُنذ ستة آلاف عام بناها اليبوسيون وهم فرع من العرب الكنعانيين في الألف الرابع قبل الميلاد حيث سموها يبوس أحد ملوكهم ويدعى ملكي صادق أعتنق التوحيد ومعه جمع من أهل المدينة وسع يبوس المدينة وأطلق عليها "اور سالم" أي مدينة السلام وبنى فيها معبداً كبيراً أسماه يبت قدس لعبادة الإله الأكبر سالم وكان هذا الملك تقياً ورعاً محباً للسلام حتى أطلق عليه ملك السلام، وبقيت المدينة عربية حتى فتحها داوود عليه السلام وأسماها أورشاليم وهو اللفظ العبري للاسم العربي، وتعاقب عليها بعد ذلك أقوام كثير من الروم والفرس إلى أن فتحها الخليفة عمر بن الخطاب بناءً على وثيقة تُعرف باسم العهدة العمرية ورغم تعدد الصيغ التي تناقلها المؤرخون لهذه العهدة إلا أنها جميعاً تتحدث عن حالة من السلام تتضمن التعددية والحرية الدينية ثم سقطت في يد الصليبيين نحو 90 عاماً إلى أن حررها صلاح الدين الأيوبي عام 1187م، المرجع مجلة العربي العدد 518 يناير 2002م جزء من ص41، التحليل جزء من المادة السابقة وجزء من هذه المادة تكرست لحديث الشيخ المقدسي بسام الجرار أي أن الجانب الديني قد حظي بملف مجلة العربي وأخذ حقه من التوضيح وفي كل الحالات الجوانب الدينية والتاريخية والسياسية هي كل لا يتجزء من تاريخ القدس الشريف ولكن هناك نقطة أو مسالة هامة لم تتوضح للناس وهي الوثيقة العمرية أو ما تُسمى "العهدة العمرية" الصيغ التي تناقلها المؤرخون لهذه العهدة قالوا أنها جميعاً تتحدث عن السلام ولم يحددوا أوجهه وقالوا أنها تتضمن التعددية والحرية الدينية ولم يحددوا أوجه التعددية علماً أنه في عهد عمر بن الخطاب لم تكن توجد أحزاب لنقول تعددية حزبية وإذا كان المقصود التعددية الدينية فلا يوجد شيء أسمه تعددية دينية فالديانات السماوية والأرضية معروفة حسب أقدميتها وحكاية تعددية تعد غامضة والحديث عن الوثيقة العمرية يعد ناقصاً.
مازلت أتذكر أنني في مرحلة دراستي الابتدائية في جنوب الوطن عام 1972م سـألت أستاذ مادة الدين علي الصومالي عن الوثيقة العمرية وتفاصيلها رد علي بنفس الكلام الذي كتباه الخطيب والرشق ومرت السنوات وفي أواخر تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من القرن الحالي أتيحت لي فرص طيبة وزرت معظم الدول العربية وعندما كنت أتعرف على مثقفين أو صحفيين من فلسطين كنت أسألهم عن نفس الموضوع وكان ردهم نفس فكرة ما كتباه الخطيب والرشق، عودة إلى الموضوع: بحكم الفترة الزمنية الطويلة فإن الصياغات للوثيقة العمرية تعددت لكن الفكرة واحدة.
جغرافية القدس:
تقع القدس في قلب فلسطين، البحر الأبيض المتوسط غربها وتبعد عنه حوالي 25 كم على خط مستقيم والبحر الميت شرقها وتبعد عنه 10كم على خط مستقيم.
جبال مدينة القدس:
تقع مدينة القدس على عدد من الجبال أهمها جبل موريا وهو الجبل الذي يقوم عليه الحرم الشريف وتقع على قمته قبة الصخرة المشرفة بينما يربض على سفحه من جهة الجنوب المسجد الأقصى كما يقع على سفحه من الجهة الغربية حائط أبراق ويقع عليه سور القدس القديم الذي يحيط بالمدينة المقدسة من جهاتها الأربع، جبل المشارف ويدعى أيضاً جبل المشهد لأن معظم الفاتحين أقاموا عليه معسكراتهم حينما غزوا القدس، أهم معلم تاريخي وديني يقع في جغرافية القدس هو المسجد الأقصى وهذا المسجد الذي تهفو إليه قلوب المسلمين تحاصره الأحياء اليهودية من كل جانب ملخص القول أن هذه المادة وعشر مواد سابقة قد تطرقت إلى ملفات القضية الفلسطينية مُنذ أيام الانتداب البريطاني وثورة عام 1936م والفترات اللاحقة والتي اتسمت باندلاع الانتفاضات وشهدت حالات من الفوران الشعبي والاشتباكات المستمرة بين جنوب الاحتلال الصهيوني والمواطنين الفلسطينيين والمواد السابقة هي استقراء بسيط لكفاح طويل.. أما الحالة الراهنة من بعد طوفان الأقصى من سبعة أكتوبر من العام الماضي إلى اليوم فهي تفوق الخيال ولو يتم تدوين الذي حصل ومازال يحصل فإننا نحتاج إلى عشرة مجلدات لتدوين أسماء الشهداء والجرحى خلال عام واحد.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا