العدوان على غزة وعودة العمل الفدائي.. هل انقلب السحر على الساحر ؟!!
ونحن على مشارف اكتمال عام من العدوان الإرهابي (الإسرائيلي الأمريكي) على غزة استطاعت هذه البلدة المباركة بصمود أبنائها وثباتهم على أرضهم وصبرهم على ما نالهم خلال أيام وأسابيع وأشهر وفصول العدوان المرعبة من مجازر وإبادة جماعية
أن تُبرهن بالدليل المادي القاطع بأن أمريكا وإسرائيل هما موطن الإرهاب ومنبعه وفيهما نشأ وترعرع ومنهما انتشر وصدّر شروره التي طالت العديد من دول وشعوب العالم..
وهي بذلك قد نسفت ودمرت كل ما حققته وما بنته أمريكا على مدى ربع قرن عن حربها القذرة على ما أسمته زوراً وبهتاناً بالحرب على الإرهاب.. واستطاعت.. أي (غزة) أن تحدث انقلاباً كبيراً في وعي السواد الأعظم من المسلمين الذين أدركوا حقيقة الخداع والزيف والتضليل الأمريكي الذي مُورس عليهم عبر سلسلة من العمليات والضخ الإعلامي الهائل والممنهج مستهدفاً تشويه مبدأ الجهاد الذي هو سر قوة المؤمنين وسلاحهم الفتاك لإحقاق الحق والتصدي للباطل وما يرتبط به من جور وظلم وطغيان ..
وأكدت لهم اليوم مشاهد أشلاء شهدائها وفي مقدمتهم الأطفال كم كانوا مخطئين حينما سمحوا لذلك الزيف الأمريكي بالتسلّل إلى عقولهم وصدقوه وانساقوا خلفه مُغمضي الأعين دون وعي أو تفكير حتى تمكن عدوهم منهم ووصلوا إلى ما وصلوا إليه من الإذلال والامتهان والاسترخاص لدمائهم..
وهي كذلك قد كشفت لهم بجلاء أن جنة أمريكا وسلامها الموعودين ما هما إلاّ حروب ونار حامية تحرق أجساد المسلمين، مُسعرها تلك الأفكار التلمودية الصهيونية الإرهابية المتطرفة ووقودها الصواريخ والقنابل الانشطارية وغيرها من أسلحة الدمار.. والبداية من غزة..
وبهذا تكون غزة قد كتبت بدماء أبنائها الزكية نهاية سيئة للإفك الأمريكي الذي استهدف الإسلام والمسلمين من خلال (تهمة الإرهاب)، مبشرة بعهد جديد من الصحوة الإٍسلامية بدأت ملامحه تتشكل في أوساط الشعوب العربية والإسلامية عنوانه التمسك بالإسلام وإحياء مبدأ الجهاد والاستشهاد في سبيل الله للدفاع عن الدين والمقدسات وحماية المسلمين من ألد أعدائهم أعداء الله ورسوله قوى الضلال والإرهاب والعدوان في العالم - وفي مقدمتهم وعلى رأسهم (أمريكا وإسرائيل) - وما تلك العمليات الفدائية الاستشهادية التي نفذها أولئك المجاهدون الأبطال في الأراضي الفلسطينية المحتلة وفي الأردن الشقيق سوى فاتحة هذا العهد وستليها بعون الله وتوفيقه المزيد و المزيد من العمليات الشجاعة التي تستهدف العدو الإرهابي الباغي ومصالحه في أي مكان في العالم..
فهذه العمليات وغيرها من عمليات الإسناد هي من ستجبر العدو صاغراً على الرضوخ إلى الحق وستضع حداً فاصلاً لعدوانه وإرهابه.. وهنا يمكننا القول بأن الحرب على الإرهاب التي استخدمتها أمريكا ذريعة ومبرراً لغزو الدول قد انقلبت عليها وأصبحت هي في مرمى مكافحة الإرهاب بعد أن أدانها عدوانها على غزة بممارسة الإرهاب بأبشع صورة.. وبذلك يكون السحر قد انقلب على الساحر وأحاق المكر السيئ بأهله مصداقاً لقوله تعالى: (وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ).