كتابات | آراء

حديث الإثنين: إدارة بايدن .. مصلحة أمريكا أولاً

حديث الإثنين: إدارة بايدن .. مصلحة أمريكا أولاً

الحقيقة التي لا تقبل الجدل ولا يختلف عليها اثنان هي ان مصلحة أمريكا تتصدر الأولوية بالنسبة للسياسة الأمريكية وعلى هذا الأساس يتم التعامل مع الشعوب الأخرى بهدف خدمتها وتنميتها

حتى لو أدى ذلك الى اشعال الحروب بين الدول طالما وهي تصب في صالح خدمة أمريكا وسياستها.. ومع ذلك لابد أن نحسن الظن في ادارة بايدن الديمقراطية حتى يثبت العكس ويتبين لنا الخيط الأبيض من الأسود لاسيما بعد تأكيدات البيت الأبيض تجميد صفقات سلاح للسعودية والإمارات بهدف انهاء الحرب في اليمن  وتصريحات وزير الخارجية بأن ملف حرب اليمن  يشكل اولوية لدى وزارته فقد ربما تكون ادارة بايدن التي ما تزال في ايامها الأولى استفادت من الأخطاء القاتلة التي ارتكبتها ادارة ترمب الجمهورية طيلة اربعة اعوام مضت فزعزعت الأمن والإستقرار ليس في العالم فحسب وانما داخل أمريكا نفسها لدرجة ان العاصمة واشنطن ماتزال عبارة عن ثكنة عسكرية حتى بعد ان تسلمت ادارة بايدن البيت الأبيض خوفا من القادم المجهول ومن تهديدات المتطرفين الذين ارتبطت مصالحهم بمصالح ترمب شخصيا وستثبت الأيام القادمة مدى جديتها ان صدقت .
ولأن الحزب الجمهوري يصعب عليه ان تشوه صورته من خلال أفعال ترمب غير القانونية خلال ولايته الرئاسية وعلى أساسها تمت المطالبة بمحاكمته وتوجيه الاتهام المباشر له بأنه وراء كل أعمال العنف التي شهدها الكونغرس أثناء اقتحامه وهذا يحدث لأول مرة في تاريخ أمريكا منذ استقلالها عن بريطانيا قبل مائتين واربعين عاما فإن الجمهوريين سيعملون المستحيل للحيلولة دون تقديم ترمب للمحاكمة كون ادانته ستكون ادانة للحزب الجمهوري نفسه .. وعليه فقد تم الايعاز الى الأعضاء الجمهوريين بمجلس الشيوخ بألا يصوتوا مع الأعضاء الديمقراطيين لإدانة ترمب رغم تحمس الكثير منهم وهو ماسيجعل محاكمة ترمب عبارة عن محاكمة في وسائل الاعلام فقط لن يترتب عليها إدانة تقضي على مستقبله السياسي اوتمنع ترشحه عن الجمهوريين لإنتخابات عام 2024م  وهو مايعني أنه سيكون أشد المنافسين وقتها لجوبايدن .. لكن لو أن الديمقراطيين في مجلس الشيوخ أستطاعوا ان يستقطبوا من الجمهوريين 17 صوتا ففي هذه الحالة ستتم ادانة ترمب رسميا وربما يخسر مستقبله السياسي وتسحب منه كل الإمتيازات كرئيس سابق .
نعود للحديث حول ماتفكربه ادارة بايدن الد يمقراطية والمشغولة حاليا بألشأن الداخلي الأمريكي لاسيما فيما يتعلق بالوضع الصحي للمواطنيين وحمايتهم من وباء كورونا الذي تتصدر الولايات المتحدة الأمريكية قائمته من حيث عدد الوفيات والإصابات في ظل أزمة اقتصادية خانقة لم تشهدها أمريكا من قبل حيث بلغت مديونية أمريكا ارقام قياسية مخيفة جدا من ترليونات الدولارات .. وهذا يشكل عبئا كبيرا على ادارة بايدن ولذلك ليس أمامها الا ان تنتهج سياسة هادئة ومتوازنة وغير عدائية مع مختلف شعوب العالم وفي طليعة ذلك ايقاف العدوان على اليمن وحل مشاكلها مع ايران وعدم تصديق من يفتعلون لها المشاكل بهدف حمايتهم والدفاع عنهم وفي مقدمة ذلك دولة الكيان الصهيوني والسعودية وأذيالهما في منطقة الخليج العربي .. واذا ما سلكت هذا الطريق فإن ذلك سيساعدها على النجاح في حل مشاكل أمريكا الداخلية والتغلب على تعقيداتها .. أما اذا أصرت ادارة بايدن على انتهاج سياسة الغطرسة وفرض هيمنة القوة والكبرياء على الشعوب الأخرى لاسيما في ظل مقاومة الشعوب الحرة وعدم الرضوخ والخضوع لها فلن تكون موفقة لتأسيس بداية انطلاقة جيدة تكتسب من خلالها ثقة الشعب الأمريكي وتأييده لها وكذلك ثقة الشعوب الأخرى بها كدولة عظمى تدعي مبالغة أنها الأقوى عالميا وهو إدعاء باطل فهناك من ينافسها عسكريا واقتصاديا وسياسيا وفي طليعة المنافسين لها الصين وروسيا والهند ودول اخرى بدأت تشق طريقها وصولا الى مرحلة تتبوء من خلالها مكانة متقدمة يحسب لها الف حساب على الأقل في محيطها الإقليمي مثل ايران واليابان وباكستان وغيرها .
وحتى اليمن المظلوم بشن العدوان عليه ومحاصرته منذ مايقا رب ستة اعوام سيكون له شأن عظيم في محيطه بشبه الجزيرة العربية والخليج حيث يتوقع المراقبون ان يكون هو قائد المنطقة بعد انتهاء العدوان عليه وتحرره من الوصاية الخارجية ووضع حد نهائي للتدخل في شؤونه الداخلية ورسم سياسته في الخارج كما كان يحدث خلال العقود الماضية .
وعليه نقول لأدوات أمريكا في المنطقة السعودية والامارات والسودان واسرائيل ليس في صالحكم استمرار العدوان على اليمن وشعبه العظيم فإن المعادلة قد تغيرت .. واذا ما اردتم الحفاظ على ماء وجوهكم فما عليكم الا ان تسارعوا الى انهاء العدوان على اليمن دون قيد اوشرط قبل ان تحل بكم الكوارث لإسقاط انظمتكم ويكثر عدد اعداءكم في ظل صحوة شعوبكم التي غيبتموها عن واقعها وزيفتم وعيها فجاءت حربكم على اليمن لتعيد لها صحوتها بعد تضليل استمر فترة طويلة وهي تعيش كالمخدرة لا تعلم من أمرها شيء .. ومن أنذر فقد أعذر .

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا