كتابات | آراء

نظرية سقوط الحضارات وسطوع نور السموات!!

نظرية سقوط الحضارات وسطوع نور السموات!!

من سنن الله في هذا الكون الشاسع الواسع أن لكل شيء بداية ونهاية.. مهما ازدهرت الحضارات.. وارتقت الشعوب والأمم علمياً وثقافياً وتكنولوجياً إلا أنها لا بد أن تمر بمرحلة الانطفاء،

والانكفاء.. وأن أعمارها محدودة.. وأيامها معدودة.. "لكل أجل كتاب".. وعندما نتصفح كتب التاريخ القديم نشاهد كماً هائلاً من حضارات عريقة زاهرة.. وأمبراطوريات كانت لا تغيب عنها الشمس.. وشعوب أولو قوة وبأس شديد، سادوا ثم بادوا.. وهذه سنة الله في خلقه وكائناته كل شيء له عمر محدد لا يتعداه.." وكل شيء خلقناه بقدر".. "وكل من عليها فإن"..مهما سمونا في ميدان العطاء العلمي أو الفكري أو التكنولوجي.. هناك ارتباط وثيق بين الصعود الحضاري.. والهبوط الاخلاقي والسلوكي.. وهذه طبيعة الحضارات وازدهارها.. كلما ارتقت وتألقت ازداد الناس بعداً عن القيم والاخلاق والمبادئ.. لذا علينا أن ندرك ان لا مجال للأمن الاجتماعي.. أو السلام النفسي طالما هناك قوة وقدرات وامكانات مادية وفنية وعلمية في يد من لا يحسن استعمالها.. بل يسخرها لخدمة اهداف بعيدة عن الحق والعدل.. بل اختلط الحابل بالنابل.. حيث اصبح الحق باطلاً.. والباطل حقاً..هناك كثير من المفردات والمصطلحات تطلق عشوائياً.. مثل كلمة "ارهابي" أو "داعشي" مثلاً تطلق جزافاً دون معناها الحقيقي أو المعجمي.. فهل الذي يدافع عن دينه وعرضه.. وسيادة وطنه.. يسمى ارهابياً أو داعشياً.. في حين أن اليهود الذين يحتلون فلسطين.. ينتهكون الاعراض.. ويستبيحون الدماء.. ويغتصبون الارض أليس هم الإرهابيون حقاً..؟!
نحن في عصر صار فيه المحتل مناضلاً منافحاً.. والمدافع عن ارضه وعرضه معتدياً وغازياً.. انقلبت الموازين رأساً على عقب.
الشيء المؤسف والمعيب أن الشرعية الدولية، بكل منظماتها اصبحت حبراً على ورق.. وان وجدت فهي تبصر بعين واحدة.. عين المصالح والاطماع بصرف النظر عن اقامة الحق والعدل.. وارجاع الحقوق إلى اصحابها.. والدليل على ذلك تلك الممارسات المزدوجة.. والقرارات الفضفاضة دون المحتوى.. والكيل بمكيالين تجاه الحرب العبثية العدوانية على اليمن.. بل متواطئة مع الظالمين ضد المظلومين.. ولهذا لم يسد العالم السلام ما دام هناك قوى جائرة متكبرة تكيل بمكيالين.. والذي لا يستطيع تحقيق السلام لنفسه.. يكون عن تحقيق السلام لغيره اشد عجزاً..
أما السلام العالمي لابد أن يقوم على دعائم وأسس:
أولاها: أن الناس جميعاً إخوة.. أبوهم واحد.. وأمهم واحدة.. فهم أشقاء.. والقرآن الكريم ذكر ذلك في قوله تبارك وتعالى:"يأيها الناس اتقوا الله ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة وخلق منها زوجها وبث منهما رجالاً كثيراً ونساءً واتقوا الله الذي تساءلون به والأرحام إن الله كان عليكم رقيباً" سورة النساء "1".
ما دام الأمر كذلك خلقنا من نفس واحدة.. فإنه لا مبرر لأحد لأن يتكبر أو يتجبر على أحد.."كلنا لآدم وآدم من تراب".. لا معنى للتفرقة بين الناس على أساس أبوة عليا.. وأخرى سفلى.. لأن مثل هذا الزعم يشعل نار العصبية والعنصرية.
ويزرع بذور الفتنة والبغضاء والشحناء بين أبناء المجتمع والأمة..
لهذا أو ذاك فالعدل لا يتجزأ.. بمعنى أنه ما دام الناس جميعاً إخوة.. فلا يجوز أن يظلم أخ أخاه.. وعلى هذا فقد حرم الإسلام الظلم بكل صوره.. وأشكاله.. ولا يحل مال أحد أو دمه بغير حق..
أما الذين يريدون أن يحكموا العالم بقوة الحديد والنار، متوهمين أن القوة ستدوم لهم.. متجاهلين نظرية التاريخ:" لو دامت لغيرهم، ما آلت إليهم"..صفوة القول: لا إكراه في الدين.. مبدأ يعلنه الإسلام على مرأى ومسمع من قادة وشعوب العالم.. وهذا المبدأ يعني إعلان حرية الاعتقاد.. "لكم دينكم ولي دين"..
ولذا على الناس جميعاً أن يتجهوا إلى الخالق وحده.. وأن يكونوا معاً عبيداً خاضعين لسلطانه وحده.. وأن لا يخضع بعض الناس لبعض.. فليس من العقل والحكمة والإيمان أن يؤله بعض المخلوقين نفسه ليتسلط على خلق الله.. كما أنه ليس مقبولاً أن يؤله بعض الناس أحداً مهما كان..
وصدق المولى عزوجل القائل في محكم تنزيله:"قل يا أهل الكتاب تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم الا نعبد الا الله ولا نشرك به شيئاً ولا يتخذ بعضنا بعضاً ارباباً من دون الله فإن تولوا فقولوا اشهدوا بأنا مسلمون" سورة المائدة"8".
هذا هو المفهوم الإسلامي المتكامل الشامل الذي تحاول تحويره اليوم القوى المعادية للسلام العالمي عملياً وسلوكياً..ولكن الله على كل شيء قدير.. وهو الذي لا يعجزه شيء في الارض ولا في السماء..!!

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا