حديث الإثنين: الديمقراطيون في أمريكا:هل ينهون العدوان على اليمن كما بدأوه..؟
كانت الإدارة الأمريكية الديمقراطية بزعامة باراك حسين أوباما ونائبه جوبايدن الذي تم تنصيبه مؤخرا رئيسا جديدا للولايات المتحدة الأمريكية هي التي أعلنت العدوان على اليمن يوم 26 مارس عام 2015 م
من العاصمة واشنطن على لسان السفير السعودي أنذاك عادل الجبير .. وقد أوعزت إدارة اوباما الى أدواتها في المنطقة بقيادة السعودية للقيام بالضربة الأولى لتدمير البنية التحتية لليمن وشل قدرات القوات المسلحة اليمنية بعد أن قام النظام السابق بتدمير قوات الدفاع الجوي بإشراف خبراء عسكريين أمريكيين .. وكان الهدف من ذلك هو جعل اليمن تابعا لأمريكا والسعودية وتجريده نهائيا من سيادته واستقلاله معتمدين في ذلك على تعاون العملاء والمرتزقة الذين كانوا يمسكون بزمام الأمور الذين تم تعيينهم من قبل أمريكا والسعودية لتسهيل مهمة تحالف العدوان وتسليم اليمن لهم كلقمة صائغة يسهل ابتلاعها .
لكن رجال الرجال من أبناء الجيش واللجان الشعبية ضربوا بحسابات أمريكا وأدواتها في المنطقة عرض الحائط واستطاعوا الوقوف في وجه 17 دولة بكل ما تمتلكه من أسلحة حديثة بعضها يستخدم لأول مرة حيث كانت مصانع الأسلحة تصدره لهم بعد صنعه مباشرة ليتم اختباره وتجربته في اليمن على حساب قتل الشيوخ والنساء والأطفال .. وبما ان رهانات ادارة الثنائي اوباما وبايدن أنذاك كانت تتوقع سقوط اليمن في أيدي أدواتها الذين كانت تدعمهم سرا وعلنا خلال أيام أو أسابيع قليلة فقد جرت الرياح بالنسبة لها بما لا تشتهيه السفن فمر عليها عام وتسعة أشهر ولم يتحقق هدفها من العدوان على اليمن وشعبه العظيم فسلمت الزمام لإدارة دونالد ترمب الجمهورية فعمل المستحيل للانتصار في اليمن وقدم لأدوات أمريكا في المنطقة من العون والدعم العسكري ما لم يقدمه أي رئيس أمريكي قبله ولكن صمود الأبطال في اليمن كان له ولأدواته بالمرصاد حيث أفشلوا كل محاولاتهم لاحتلال اليمن وإذلال شعبه وتصدوا للعدوان وقاوموه في مختلف الجبهات وحققوا انتصارات أذهلت العدو قبل الصديق .. وتحول اليمن إلى دولة مصنعة للسلاح معتمدا على نفسه بتزويد مقاتليه الأبطال بكل ما يحتاجونه من أسلحة بما فيها الصواريخ البالستية والطيران المسير التي قلبت الموازين وشكلت سلاح ردع جعلت العدو السعودي يستنجد بالمجتمع الدولي لحمايته منها ويطلب من أمريكا أن تتواصل مع مكون أنصار الله في اليمن كونه يتصدر مشهد الدفاع عن سيادة اليمن وحريته واستقلاله في محاولة لإقناعه بالكف عن إطلاق الصواريخ الى مدن العدو السعودي .. وحين تم رفض هذا المطلب كما ذكرت صحيفة الواشنطن بوست فلم يكن أمام وزير خارجية ترمب المنتهية ولايته والمطلوب للمحاكمة كونه تحول إلى رئيس عصابة إلا أن يتخذ قرارا وإدارته تلفظ أنفاسها الأخيرة بتصنيف مكون أنصار الله الشعبي كمنظمة إرهابية إرضاء لخادمه محمدبن سلمان وفي نفس الوقت على غرار : (إذا قدك رايح أكثر الفضايح ) .
من هنا يتضح إن السياسة الأمريكية الخارجية تظل ثابتة ولا تتغير بتغير الرؤساء لأنها مرتبطة أساسا بمصلحة أمريكا أولاً.. وان اختلف اسلوب التعاطي مع تحقيق الهدف المرسوم سلفا .. قد لا يصدق البعض ان الديمقراطيين الذين يرفعون شعارات هادئة للتعاون مع الشعوب الأخرى ويحاولون خداع العالم بأن سياستهم تختلف عن سياسة الجمهوريين العنيفة والمتهورة هم من تبنى الإرهاب وأنشأوا داعش في العراق وسورية ودعموها رسميا باعتراف وزيرة خارجية إدارة اوباما (كلنتون) وقد دونت ذلك الاعتراف في مذكراتها على سبيل المفاخرة وكذلك أدلت بتصريحات صحفية تحدثت فيها بصوتها زيادة في التأكيد .. أيضا الرئيس دونالد ترمب المنتهية ولايته أكد في خطاب له بأن إدارة اوباما الديمقراطية هي من أنشأت داعش ودعمت الإرهاب واستشهد بأقوال كلنتون التي كانت تشغل منصب وزير الخارجية .. وما حدث في بغداد يوم الخميس الماضي من تفجيرات تبناها تنظيم الدولة بعد يوم واحد من تنصيب بايدن الا تدشينا لإحياء ربيبة الإدارة الديمقراطية داعش .. وإدارة باراك حسين اوباما الديمقراطية لا تنكر أنها كانت وراء أحداث ما عرف بالربيع العربي في عدد من الدول العربية عام 2011 م وحرضت الشباب للخروج إلى الشارع للمطالبة بإسقاط الأنظمة التي كانت قائمة وحين تم لهم ذلك تم الالتفاف على ثورات الشباب وتم تسليم الحكم لجماعات الإخوان المسلمين المتحالفة مع أمريكا .. وحين فشلت الإدارة الأمريكية في تحقيق هدفها في اليمن بواسطة العملاء والمرتزقة الذين وضعتهم على رأس الحكم أمرت بشن عدوان بربري وظالم على اليمن أعلن من واشنطن وما يزال قائما إلى اليوم رغم مرور ما يقارب ستة أعوام عليه.
وهنا يطرح السؤال الكبير نفسه وهو : هل ستقوم إدارة بايدن الديمقراطية بمراجعة حساباتها وتنهي العدوان على اليمن مستفيدة من الدروس والعبر التي لقنها الشعب اليمني ممثلا في جيشه ولجانه الشعبية للدول المعتدية بدعم أمريكي مباشر وغير مباشر وفي نفس الوقت لكون الرئيس جوبايدن كان شريكا في شن العدوان على اليمن لأنه كان يشغل منصب نائب الرئيس أوباما أنذاك ومطلعا على كل التفاصيل .. أم انه سيواصل دعم تحالف العدوان استمرارا لحلب البقرة السعودية والإماراتية حتى يجف ضرعها ثم يقوم بذبحها كما وعد الرئيس السابق ترمب أثناء ولايته المنتهية ولكنه لم يفعل وفي انتظار ما ستشهده الأيام القادمة من احداث في ظل ادارة بايدن الجديدة المشغولة أصلا بالشأن الداخلي الأمريكي .. وهل ستكون الإدارة الديمقراطية صاحبة البداية والنهاية ؟ .