كتابات | آراء

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. «68»

اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين؟!.. «68»

ولن أكون مغاليا, أو مجافيا للصواب والحقيقة هنا, إذا صدحت بالحق قائلا ومؤكدا في نفس الوقت بما معناه ومفاده صراحة : " أو إن أكثر مايحز في النفوس الحسرى,

ويمض القلوب الأليمة المكلومة التي تستوطنها الأحزان والأوجاع ولا تكاد تبرحها في بلد مليء بالمآسي والأهوال وما يشيب له رأس الطفل الرضيع , أن تجد هؤلاء المغفلين والحمقى ( أبناء اليمن) مستغرقين ومنشغلين, ومنصرفين, ونازعين بحماقاتهم على مر التاريخ إلى تشبيب نيران الحروب وخوض الصراعات فيما بينهم على اللاشيء, وأحيانا يتحاربون ويتقاتلون فيما بينهم لأتفه الأسباب " !.
والأنكى والأدهى من كل ذلك أنهم كما يبدو قد وجدوا الحروب والصراعات والنزاعات المسلحة الدامية فيما بينهم وكأنها الوسيلة الأسهل والأرخص والأنسب لتسوية الخلافات وتصفية الحسابات , بل أنهم أثبتوا بإمتهانهم الحرب كمهنة أتقنوها وأجادوا ممارستها بالحق والباطل أنهم قوم لم يخلقوا إلا للقتل والقتال والطعن والنزال وخراب العمران وسفك الدماء, وبدوا بذلك وكأنهم يتميزون عن غيرهم من شعوب الأرض بهذه الميزة أو بالأصح " هذه الحماقة والطبش " .
ولو لم يكونوا كذلك وعلى ذلك النحو والوصف لما وجدتهم في كل مرحلة من مراحل التاريخ - مسعري حروب - ومشببين للظاها المستعرة هنا كل فترة وأخرى, حتى أنه يستعصي على أي مؤرخ أن يحصي لحروب اليمنيين الداخلية والأهلية عددا لكثرتها واستمرار ذلك النزيف والطيش بلا حساب وبلا حدود, وبلا أي إعتبار لأي قيمة دينية وأخلاقية وإنسانية سامية .
وفي بلد مضطرب تسوده الفوضى وتحكمه العادات والتقاليد البالية, والعقليات القبلية المتخلفة, لم يبرح أبنائه أو يغادروا قط " سجن التاريخ والجغرافيا" الذين يقبعون فيه منذ خلقوا ووجدوا على هذه الأرض, ولأسباب كثيرة لاتحصى ويطول شرحها في الوقت عينه, فإنه يتعذر بل ويستحيل مع كل ذلك أو حتى بعضه النجاح لأي خطوة أو مبادرة أو مشروع وطني جامع لكل اليمنيين يهدف به أصحابه من المخلصين لهذا البلد وهم كثر لتأسيس وإنشاء دولة حقيقية مؤسساتية تسود الجميع بالنظام والقانون ويتحقق في ظل حكمها الرشيد مايعرف اصطلاحا " بالمواطنة المتساوية الصالحة " والتي ينبغي أن تشمل كل اليمنيين بلا استثناء وتجعلهم متساويين في الحقوق والواجبات.
ومع استمرار وديمومة الصراعات والحروب الأهلية الداخلية في اليمن بدوافعها وأسبابها الدينية و المناطقية  والإجتماعية والسياسية والإقتصادية تزداد حاجة اليمنيين هنا أكثر إلى إحداث ثورة علمية جذرية وشاملة تأتي على استئصال شأفة الجهل وكل مايمت إليه بصلة من الجذور .
وإذا توفرت الظروف والإمكانيات اللازمة لنجاح مثل هكذا ثورة صارت تمثل ضرورة حتمية وملحة فمن شأنها أن تحدث تغييرا جذريا شاملا  لعموم ومجمل الأوضاع المتردية إلى الأحسن والأفضل في بلد يعمه الجهل وتسوده العصبيات والنزعات العشائرية والقبلية الفئوية وتحكمه الجهالة والخرافات, ومن شأن تلك الثورة العلمية الشاملة المنشودة بأبعادها الثقافية والفكرية والحضارية أن تنقل اليمن واليمنيين نقلة نوعية, وتجعل بلد كاليمن غني بثرواته وخيراته ومقدراته الضخمة الهائلة على تنوعها وتعددها في مصاف الدول والبلدان الأكثر غنى وتقدما وإزدهارا في العالم في سنين معدودة لاسيما لو توفرت الجدية والإخلاص والصدق والحرص على انجاح تلك الثورة وتمكينها وتوفير كل الإمكانيات المطلوبة لإحداث التغيير المطلوب والإنتقال باليمن من أسوأ الأحوال إلى أحسنها .
وبدون ثورة كهذه يرافقها أو يتزامن معها و يكون في أثنائها وخلالها كل شيء ممكنا ومتاحا لقيام دولة حقيقية في اليمن, دولة رشيدة قوية عادلة, وبدون هذه الدولة فسيظل التمزق والتشظي والتنازع والصراعات والحروب والإضطرابات والقلاقل  وانعدام الأمن والإستقرار سمة هذا البلد والشعب, وسوء منقلبه وحاله الذي أختاره له الحمقى والمغفلين والمغامرين وكل تجار ومسعري الحروب والطامعين بالسلطة من أولئك المغامرين الطائشين الذين يصلون إليها عادة عن طريق طرق ملتوية, أو يغتصبونها اغتصابا عن طريق القوة الغاشمة وفرض منطق الأمر الواقع.
بيد أن البعض يذهب إلى القول : إنه لو كان في اليمن دولة حقيقية وحكما رشيدا ماشهدت البلاد ولا زالت تشهد هذا الإستعار المحموم والمجنون لنيران الحروب ولما وجد الجهل وتجار الحروب مجالا خصبا وفرصا مواتية ليفعلا معا باليمن واليمنيين أفاعيلهم الإجرامية ويجعلا البلاد ساحة مفتوحة دائما لحروب وصراعات عبثية لاتنتهي لاناقة لهذا الشعب المغلوب على أمره ولا جمل منها ولا معنى لها ولا جدوى ولا طائل منها إلا مزيد من التمزق والخراب والخسران المبين وحرمان اليمن من فرصة تقدم أتيحت له وحيل بينه وبينها سنين وعهود وفترات, ليبقى البلد الأكثر تخلفا وفقرا واضطرابا وفوضى في العالم وكان بإمكانه أن يكون غير ذلك لولا " لعبة الدم والموت الأزلية التاريخية " التي برع أبناء هذا الشعب والبلد في ممارستها محترفين وامتهنوها كمهنة  وكانوا ولا زالوا يدفعون ثمنها غاليا وباهضا !.
...... يتبع .....

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا