ما سبب التصنيف الأمريكي لأنصار الله في قائمة الإرهاب!؟
أذكر ولازلت لليوم أتذكر بداية ونشأة هذا الفكر والذي تجسد على لسان ومحاضرات السيد /حسين بدرالدين الحوثي رحمه الله لطلاب العلم وتعامله معهم قبل بداية الحرب الاولى التي شُنت عليهم في 2004م.!
فكان الواضح والملاحظ أن السيد والمجاهدين معه ككل كانو يمتلكون خيارا واحدا فقط، وهو نشر الفكر بطريقة سلمية وثقافية بعيداً عن أي طريقة عسكرية أو طريقة ترهيب وكانت مجالس تلاوة القرآن وكان الهدوء يعم ارجاء صعدة ومران خصوصاً وليس كمثله هدوء في أي منطقة بساطة ونور قائد ومنهج قرآني يجمع الناس ويوحدهم.. فبحكم الجغرافيا فمنطقتنا بجوار منطقة السيد والمجاهدين سنوات لم يشُنوا هجوما ولا حتى مباغتة على مواقع الحكومة آنذاك أو حتى شبهة تجعل الحكومة تستعديهم حينها هم حركة ثقافية فقط والسبب أن الفكر الذي ينشره السيد القائد فكر لايستدعي القتال وهم أيضاً لم يكونوا يمتلكون أسلحة عسكرية والقليل كان يمتلك سلاحا شخصيا كما يمتلك اي مواطن في اليمن..
وأجزم أن لولا الحروب التي شنها نظام عفاش بالتعاون وبأوامر من الإدارة الأمريكية على السيد القائد والمجاهدين وعلى صعدة بشكل عام بداية بالحرب الاولى في عام 2004م والحملات العسكرية ضد هذا السيد والفكر الذي يثقف به طلاب العلم في المنطقة التي يقطن فيها بمران فاضطر السيد والمجاهدين إلى الدفاع عن أنفسهم والبحث عن خيار ثاني وهو الدفاع ولو بسلاح بسيط ولا يُقارن بما يُشن ضدهم ولكن كان لديهم قناعة تامة بالفكر والقضية التي ينتمون إليها وهذا ما جعلهم ينتصرون في الحروب الست حينها والحروب التي تُشن ضدهم حتى اللحظة.. لديهم فكر ومنهج وثقافة وقناعة تامة بماهم عليه من أحقية وهذا السر في قوتهم وصمودهم.
نأتِ للتصنيف بالارهابيين!!
فلماذا يُصنفون اليوم جماعة إرهابيّة وهم أكثر من يتسامحون مع خصومهم لماذا وهم من يسيطرون على غالبية المناطق اليمنية ويوجد في هذه المناطق أكثر سكان وتنوع في الانتماءات والطوائف بكل تعددها واختلاف الآراء ومع هذا لم يختلفوا مع أحد، بل ويمتلكون السلاح وتحت سيطرتهم من ينتقدهم ويخالفهم الرأي والتوجه ومع ذلك لم يُرغبون أو يرهبون أحد لكي يتبعهم أو يقف في صفهم.. بينما نلاحظ العكس في الأحزاب الأخرى والمناطق الأخرى فلا يتقبلون أحد ولا يتعايشون مع أحد كما في جنوب اليمن الذي يرزح تحت سيطرة الإمارات والسعودية والاصلاح و"الانتقالي" ووالخ..
ففي الجنوب يطردون المواطن الشمالي لأنه ولد في منطقة شمالية وليس في الجنوب !! فقمة العنصرية يجسدها هؤلاء المصنفين أمريكيا بالشرعيين..
وبينما يعيش الجنوبيين في مناطق سيطرة انصار الله في الشمال والوسط اليمني بكل أريحيه وتعايش و احترام وبدون أي مؤشرات عنصرية تمارس ضد أي جنوبي يسكن الشمال..
لماذا يتعامل انصار الله هكذا فيتعايشون مع الجميع وأيضاً مع من يقاتلهم ومع من يخالفهم الرأي والقناعات والتوجه ويستقبلون من قاتلهم لسنوات ليعيش تحت حمايتهم وفي مناطق سيطرتهم.. فهولاء من تصنفهم أمريكا اليوم بالارهابيين..
وأيضاً فقد جسد أنصار الله قمة التسامح والتعايش في تعاملهم وعفوهم عمن يقاتلهم لسنوات ولا أشبه تعاملهم وتسامحهم هذا إلا بموقف الرسول صل الله عليه واله وسلم بل وأعتبرهُ من أعظم ما قيل في التسامح عندما قال (إ ذهبوا فأنتم الطلقاء) متى؟ وبعد ماذا؟
بعد 23 سنة قاتله فيها أقرب الناس إليه ثم لما تمكن منهم قال (اذهبو فأنتم الطلقاء).. فلا نستغرب من تعاملهم مع خصومهم فهُم أتباع هذا الرجل العظيم الذي غير التاريخ وواقع الأمم..
فمتى كان للتصنيف الأمريكي ذي أحقية ومتى كان تصنيفهم معيار تقاس به الحركات والثورات وأمريكا أساسا من قتلت ملايين البشر بقنابلها النووية في اليابان ودمرت الشعوب تحت ذريعة الإرهاب الوهمي لقتل روح الشعوب وقتل من يقول لا لمشاريعهم الاستعمارية والتدميرية فليست معيار وتصنيفها لايجدي ولايُصدق..
وهنا نصل لخلاصة لماذا يوصف انصار الله بالإرهابيين من قبل الإدارة الأمريكية؟
لأن لديهم فكر ومشروع قرآني وقضية عادلة يقاتلوون من أجلها ويستميتون في القتال على هذه القضية.. لأنهم ليسوا كغيرهم يقتلون من يخالفهم ومن لا يريد الالتحاق بصفهم..
لأنهم لايملكون سجون سرية يتم فيها تصفية خصومهم واغتصابهم كما تفعل الإمارات في سجونها السرية جنوب اليمن وحتى في افريقيا..
لأنهم يتمسكون بالقدس العربية وقضية المسلمين جميعاً في حين يبيعها أشباه العرب ويتهافتون للتطبيع من حكام الخليج واذنابهم وغيرهم..
لأنهم الحرية في زمن العبودية ولانهم من تجرأ وقال للمشروع الأمريكي الصهيوني لا وقاتلوا على موقفهم الرافض للهيمنة على فلسطين واستعمار الشعوب..
لأنهم من هتف بالموت لأمريكا في حين يتسابق حكام الخليج للارتماء في أحضان الامريكيين..
ومهما تحدثنا عنهم فلن نوفيهم حقهم..
حقاً فهم الرجال في زمن كثر فيه أشباه الرجال وهم النور في زمن عمت فيه الظلمات..
لأنهم رجال وقادة النضال الحاضر والمستقبل الابطال و غيرهم من ملوك وعاهات منبطحين للصهاينة.
لأنهم من ردوا الاعتبار للأمة ولانهم قادة التحرير والاستقلال القادم.