لا للفساد ولا تهاون مع الفاسدين
نقد الاخطاء وتعرية الفاسدين ومحاسبتهم هو نهج حكيم وكان له أثره الايجابي الكبير فيما تحقق من نجاح متميز على كافة الاصعدة والمجالات،
ولذا فان اللهجة الشديدة التي ظهر بها السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي في مقطع الفيديو الذي تم تداوله مؤخرا، وهو يؤكد على الا تهاون مع الفاسدين وعدم القبول مطلقا بالفساد من اي كان، ليجسد بذلك مدى الحرص الكبير والمسؤول على المصلحة العامة للوطن والمواطن.
وهذا ان دل على شيئ فانه يدل على أن الفساد غير مسموح به في المحافظات والمناطق الواقعة تحت سيطرة صنعاء، وهو فساد لا يكاد يذكر، ومع ذلك لن ينجو اي فاسد من العقاب الرادع، فيما سلطات الارتزاق لا هم لها سوى الفيد والجبايات ونهب الموارد والممتلكات وسلب اموال المواطنين والسطو على الاراضي بقوة السلاح ولذلك فهي في صراع مستمر دامي ومدمر نتيجة تسابقها على الفيد والنهب وتحصيل الجبايات، فيضاف الى جانب فسادها افسادها في الارض بما تحدثه من فوضى امنية عارمة وبما تسعره من حروب ومعارك طاحنة واقتتال وتناحر دون توقف حصدت معها الكثير من الضحايا الابرياء، الى جانب الكثير والكثير من قتلى وجرحى المليشيات المأجورة المعتوهة التابعة لسلطات وفصائل الارتزاق نفسها فياله من فساد تجاوز كل الحدود وتعاظم حجمه وشره وخطره القاتل والمدمر والهدام.
أعود فأقول بانه عندما تصل المعلومات عن الاخطاء والممارسات الخاطئة الى اعلى هرم القيادة لتقوم بدورها بمعالجتها ومحاسبة المسؤولين عنها فان ذلك دليل على نجاح المسيرة في التصحيح والبناء وكذا نجاح الأجهزة الفاعلة بالميدان، كما أن ذلك يمثل ظاهرة صحية لتطهير الهيكل الاداري ممن تسلق تحت اي مسمى ليعمل على تشويه كل ماهو مثمر وجميل.
قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تحدث في اكثر من مناسبة عن تلك السلبيات التي يقوم بها بعض من يجندهم العدوان لاستهداف تماسك الجبهة الداخلية بعد فشله بالميدان على مدى ستة اعوام، امثال من تحدث عنهم قائد الثورة وحذر منهم اكثر من مرة بمن فيهم الفاسدون ومن يعملون على استهداف الدعم الشعبي المتعاظم للجبهات ويقومون بدور الطابور الخامس.
كل ذلك التطهير الذي تقوم به القيادة من خلال عدد من الاساليب كإحالة فاسدين للتحقيق والالتقاء بالبعض ونقدهم ومواجهتهم بأخطائهم وبما من شأنه الحفاظ على المال العام والخاص لتجاوز التحديات والصعوبات الناجمة عن العدوان والحصار وشحة الامكانات وكذا تعزيز مسيرة الانتصارات والنجاحات المتعاظمة في مختلف المجالات وفي مقدمتها المجال العسكري وكسر شوكة العدوان.
هذا التصحيح والمتابعة المسؤولة من قيادتنا الثورية الحكيمة هو على عكس ما تقوم به قيادة سلطة الارتزاق والعمالة والخيانة ومن يتبعهم من نهب ممنهج للموارد والممتلكات وللأموال العامة والخاصة وتوريد مليارات الدولارات لحساباتها في بنوك بعواصم دول العدوان ومختلف دول العالم، بينما عامة ابناء الشعب في المحافظات المحتلة يعانون من تردي الوضع الاقتصادي والمعيشي والصحي نتيجة ارتفاع الاسعار والهبوط المستمر للعملة المحلية امام العملة الاجنبية وعدم صرف المرتبات مقارنة بالوضع المستقر للعملة والحفاظ على استقرار اسعار المواد الغذائية في المناطق الواقعة تحت سيطرة حكومة الانقاذ الوطني والجيش واللجان الشعبية فيما تضاعفت وانهارت في المحافظات المحتلة بسبب غياب تلك القيادات وانشغالها بنهب الاموال والموارد وتقاسمها مع تحالف العدوان ليعيش العشرات منهم برفاهية على حساب ملايين من المواطنين الذين نراهم يفترشون الارض ويتضورون جوعا بينما الخونة يعيشون في ارقى الفنادق ويعملون على اطالة امد الحرب والعدوان على بلدهم وابناء شعبهم.
وهنا علينا أن نضع نصب اعيننا حقيقة قيادة تتواجد على الارض تعيش وتشعر بما يعانيه مواطنوها وتوجه وتنتقد وتحاسب الفاسدين؛ بعكس قيادة لا تتواجد الا في تويتر وفي الفنادق خارج الوطن وهي تعلم وتدرك ما الذي يدور وما يرتكب بحق ابناء الوطن من اعمال اجرامية بل أن عدداً من وزرائها كشفوا عن موافقتها وتوقيعها على ما يرتكب من جرائم من قبل تحالف العدوان بحق المواطنين في المناطق المحتلة بما فيها استهداف قواتها وقد تحدث الجبواني وكشف جزءاً منها في مقابلات تلفزيونية ولمن يريد معرفة ذلك العودة الى احد القاءات مع الجبواني في قناة بلقيس والذي كان في فترة من الفترات احد وزراء حكومة الرياض ليدرك ان كان لا زال لم يدرك حقيقة المخطط الاجرامي التدميري الهدام لدول العدوان واتخاذه قيادات المرتزقة ومليشياتها المعتوهة كأداة من ضمن ادواتها القذرة لتدمير وهدم اليمن وقتل ابناء شعبه.