كتابات | آراء

بوح اليراع: (ترمب) وهو رائح يُسرف في الفضائح

بوح اليراع: (ترمب) وهو رائح يُسرف في الفضائح

إن حاضر (ترمب) الغاربةِ شمسُه مجرَّدُ انعكاسٍ لأمسه الذي يعتبر –وفق أيِّ مقياسٍ جاد- صفحةً حالكة السواد، فقد استغل ما يتمتَّع بهِ من ثراءٍ استغلالًا سيئًا،

إذْ عُرف عنه –كونهُ أحدَ أكبر رجال الأعمال- إبرام الصفقات التجارية ذات الأرباح السريعة وشبه الآنية دون مراعاةٍ لأيٍّ من الجوانب الإنسانية، كما عُرف بسوءِ السلوك إلى درجةٍ مثيرةٍ للخوف، فقد عُهِد عنه ارتياد النوادي الليلية وحلبات المصارعة وملاعب الجولف.

الإفراط في العدوانية والتجرُّد من الإنسانية
فمع شغفه باللهو واللعب كان (ترمب) كثير الشغب مثيرًا للصخب، يتملَّكه من مشاعر الأنانية ما يدفعه إلى ممارساتٍ عدوانية تُغريه -في جُلِّ المواقف- بالاعتداء على الشخص المخالف، ومن ثمار عدوانيته المقترنة بالغرور ما بدر منه في حق المدير التنفيذي لشركة wwe للمصارعة (ماكماهون) الذي أقدم على صفعه -في حلبة المصارعة ذات يوم- أمامٍ الجمهور.
ومن جانب آخر فقد كانت تصرفاته العدوانية تعود عليه بنتائج عكسية، فبقدر ما كان -في بعض الأحيان- يَضْرِب، كان -في أحيانٍ أخرى- يُضْرَب، ومن أمثلة عودة عدوانيته عليه بسوء المُنقلب ما شاهده الملايين من اعتداء المصارع (ستيف أوستين) على ترامب بالضرب.

تصرفات لا مسؤولة لا تليق برجل دولة
فعلى الرغم من تربُّع ترمب المعروف بالاستهتار والأنانية في البيت الأبيض بدعم اللوبيهات الصهيونية، فإنه لم يستشعر خطورة المسؤولية المسندة إليه ولم يُهذب تصرفاته وسلوكياته، بل ظل يتعامل مع العالم بما دأب عليه من أساليب استفزازية همجية واستمر بانتاج الخطاب البذيء الذي تغلب عليه نبرة الاستعلاء وتصديره للخصوم والأصدقاء على حدٍّ سواء، ولم يستثنِ منه حتى أطوع الحلفاء الأشد ابتذالًا في تقديم فروض الطاعة والولاء.
فإذا به -في غضون سنوات حكمه السوداء- قد أحاط أمريكا بعددٍ لا قِبَل لها بهِ من الأعداء والعداوات التي ستكلِّفُ معالجاتُها خلَفه على البيت الأبيض الكثيرَ من الجهد والعناء.

فضائح من العيار الثقيل قُبَيْلَ الرحيل
إن معطيات الأربع السنوات كانت كفيلة بإخطار (ترمب) بضرورةِ رحيلِه، وإذ لمْ يجِدْ لتجاوز ذلك المعطى أيَّةَ حيلة، فقد وجد في التشكيك بنزاهة الانتخابات أمثل وسيلة، بيد أنها لم تكُ سوى فاتحة لما تبعها من فضائحه التي يتلخَّص أهمها في ما يأتي:
1 - اقتحامُ الكونقرس بسلوكِ المُفلس: لمَّا لم يجْدِ (ترامب) وسيلةَ التشكيك بالاقتراع نفعًا لعدم تمكُّنها من الصمود أمام القضاء، فقد عدل مؤخرًا إلى أكثر الأساليب بدائية في التعامل، فدفع ببلاطجته إلى ما لم يحدث في تأريخ أمريكا الحديث من التطاول على المؤسسات الدستورية التي تُوصَف -عادةً- بالعريقة وبطريقة همجية تعود بالذاكرة إلى العهود السحيقة.
بيد أن ذلك التصرف المقرف الذي لم يتورَّط أيُّ رئيس أمريكي قبله بمثله قد حمل مجلس النواب على التسريع باتخاذ قرار عزله.
2 - إدماج الكيان في تحالف عربي ضد إيران: لم يكتفِ (ترمب) بإحراج حلفائه الخليجيين بإقحامهم في مشاريع التطبيع، بل عَمِدَ -في أواخر أيامه- إلى إقحامهم في تحالف عسكري مع الكيان الصهيوني لدرء ما يسمِّيه الخطر الإيراني.
فقد أفادت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية: "أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته (دونالد ترامب) أمر بإحداث تحوُّلٍ عسكري لتحفيز التعاون العربي-الإسرائيلي ضد إيران".
ووفق وول ستريت جورنال "فإن هذه الخطوة الأمريكية الترمبية تعني توسيع تحالف أمريكا العسكري في الإقليم يشمل في قوامه دولة إسرائيل" بكل ما يعنيه ذلك من مجافةٍ لتأريخ الصراع العربي الصهيوني ذي الأمد الطويل، إذْ كان اجتماع أيٍّ من الدول العربية في هيكلية عسكرية مع الكيان الصهيوني المسمى (إسرائيل) ضربًا من المستحيل.
3 - تكريسُ مزيدٍ من العداء ضد أمريكا: فبالرغم مما صنعه (ترمب) -طيلة أربع سنوات- من العداوات، فها هو يختم باقي أيام حكمه مستدرًّا ضدَّ بلاده الكثير من النقمة، فقد أوردت "وكالة الصحافة اليمنية" صباح الجمعة الماضية ما نصه: "أصدرت وزارة التجارة الأميركية مرسومًا داخليًّا يسمح بتشديد الرقابة على المعاملات في مجال تكنولوجيا المعلومات، معتبرةً روسيا والصين وإيران وكوبا وكوريا الشمالية دولًا معادية".
علاوة على ذلك فقد أصدرت الهيئات التشريعية والسياسية الترمبية -وفي مقدمتها وزارة الخزانة- حزمة من القرارات التي تتضمَّن مستوياتٍ من العقوبات ضد عشرات الشركات والكيانات والشخصيات على امتداد جغرافية القارتين الآسيوية والأوروبية، وجُلَّها قرارات مرتجلة رعناء من شأنها تفخيخ حاضر ومستقبل أمريكا بالمزيد من العداء الطويل المدى.
4 - خروجُهُ المشوب بسوء النية بالحقيبة النووية: فقد أورد الصحفي محمد الباشا يوم الأربعاء الماضي في أحد المواقع -بالاستناد إلى صحيفة بريطانية- خبرًا بعنوان: "ترامب يحمل الحقيبة النووية مغادرًا واشنطن لأول مرة منذ اقتحام الكونغرس"، جاء فيه: "أفادت تقارير صحافية أن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته (دونالد ترامب) قام بأول زيارة له خارج العاصمة واشنطن إلى تكساس منذ أعمال العنف التي طالت مبنى الكونغرس، مصطحبًا الحقيبة النووية.
وأشارت الصحيفة إلى "أن حاملي الحقيبة مسلحون بمسدسات من نوع (بيريتا)، ولديهم أوامر بإطلاق النار على أيِّ شخص يحاول الاقتراب منها أو الحصول عليها".
ولفتت الصحيفة إلى تصريحات سابقة لرئيسة مجلس النواب الأمريكي "نانسي بيلوسي" حذرت من أن "ترامب" غير مؤهل لامتلاكها.
وكانت "بيلوسي" قد أعلنت في أعقاب أعمال اقتحام الكونقرس أنها "تحدثت مع الموظفين المسؤولين عن البيت الأبيض بشأن الإجراءات الاحترازية، لمنع ترامب من القيام بأعمال عدائية أو شن ضربة نووية".
وأوضحت "أنها ناقشت معهم الاحتياطات الواجب اتخاذها لمنعه من الوصول إلى رموز الإطلاق الخطيرة في هذه الحقيبة".

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا