ما وراء الأكمة ؟التشبث الأمريكي الإسرائيلي بجنوب البحر الأحمر
لتعلم الولايات المتحدة الأمريكية أن اليمن ليس أفغانستان وأن صنعاء ليست كابول وأن أية محاولة أو مغامرة تجاه مصالح اليمن في شمالها أو جنوبها سيكون الرد قاسياً ومؤلماً وإن أصابيع الجميع وبما فيهم دول المنطقة ستحترق جميعاً..
مهما حاول الرئيس الساقط رونالد ترمب في وقته الضائع أن يدخل المنطقة في مشاحنات وصراعات متشابكة ومعقدة إلا انه سيرحل منكسراً مهزوماً ذليلاً..
هناك نظرية تقول: اختلفت الوجوه.. والسياسة والسيناريوهات واحدة تجاه دول المنطقة والعالم.. هناك ارتباط وثيق وخيوط أمريكية إسرائيلية..
وتلازم متناغم بين الطرفين.. الكل يسعى لموطئ قدم في جنوب البحر الأحمر-باب المندب- ودول القرن الأفريقي..
والحرب الدائرة في اليمن فرصة ذهبية لتنفيذ أجندة وسيناريوهات الاستعمار القديم الحديث وهناك أدوات عميلة وأذرع خليجية مرتهنة ومنبطحة مرتبطة ارتباطاً- استخباراتياً, وعسكرياً ولوجستياً- مع النظامين الأمريكي- الإسرائيلي في تنفيذ تلك السيناريوهات تجاه اليمن.. لأن اليمن لما تمثله من موقع وعمق استراتيجي هام عربياُ وإقليمياً ودولياً فضلاً عن أهميتها الاقتصادية والتجارية والعسكرية كمصدر للموارد النفطية في المستقبل، وفي مجال الاستثمارات المستقبلية.. وكسوق استهلاك في المنطقة.. إضافة الى ذلك إن باب المندب يشكل ممراً ملاحياً وتجارياً عالمياً.. بل شرياناً للتجارة العالمية سواء النفطية أو غيرها كونه الممر الرئيس الذي يربطها بدول أوروبا والبحر المتوسط هذا ما يجعل الوجود الأمريكي الإسرائيلي فيه ذا أهمية قصوى..
ودلالة إستراتيجية وعسكرية غاية في الأهمية بينها وبين دول المنطقة والقوى الكبرى على كافة المستويات توتراً وتوافقاً في ضوء ذلك يمكن أن يصبح جنوب البحر الأحمر- باب المندب- محطة مهمة وحساسة بل نقطة نزاع إقليمي ودولي حيث يمثل حزاماً وسياجاً طبيعياً مقابلاً لدول الخليج وشرقاً لشبه الجزيرة العربية..
وبحسب المعطيات والأحداث بأن جنوب البحر الأحمر يجسد المصالح المشتركة والأهداف الإستراتيجية للسياسة الأمريكية الإسرائيلية من بينها أمن واستقرار الملاحة والتجارة العالمية في البحر الأحمر حفاظاً على تدفق التجارية العالمية وصادراتها النفطية وغيرها..
وفي الاتجاه العكسي يمثل القرن الأفريقي أهمية قصوى للنظامين الأمريكي والإسرائيلي خاصة في العلاقات الدينية والثقافية والاقتصادية والعسكرية وتأمين مصالحها، وتشير المؤشرات أن العلاقات الأمريكية- الإسرائيلية مع دول مثل السودان وارتيريا وجبوتي وأثيوبيا تأتي في ظل توجهات لتطويق دول المنطقة من المد الإيراني..
وفي الوقت ذاته يظل الصراع قائماً ومحتدياً بين الدول الكبرى في فرض وجودها ونفوذها في جنوب البحر الأحمر والقرن الأفريقي جيو سياسياً وجيو ستراتيجياً أي سياسياً وعسكرياً، وفي هذا السياق تأتي توجهات طهران وتحركاتها العسكرية في منطقة البحر الأحمر والقرن الأفريقي حفاظاً على آمن واستقرار الملاحة والتجارة العالمية وعلاقاتها الحميمة مع دول القرن الأفريقي..
صفوة القول يظل المدخل الجنوبي للبحر الأحمر والقرن الإفريقي أشبه بقنابل موقوتة مؤجلة أو بركان نشط لم يؤذن له بالانفجار من بينها الوجود العسكري المكثف غير المحدود من الدول الكبرى وغيرها من المدخل الجنوبي للبحر الأحمر..
ولا يفوتنا كذلك التحركات والمناورات والتواجد الصيني العسكري في خليج عدن باعتبار البحرية الصينية هي القوة العظمى في العالم لأن وجود أي توترات أو صراعات في جنوب البحر الأحمر يمس مصالح الصين التجارية وتعريض واردتها النفطية , كما صادراتها من الأسلحة والمعدات العسكرية للخطر.. لهذا وذاك هناك مخاوف وهواجس تقلق الصين.. وفي ضوء ذلك سارعت الصين بإرسال عدد من سفنها وبارجاتها الحربية الى خليج عدن والمياه الصومالية لتأمين الطريق الملاحي العالمي..
وفي غياب مؤسسات الدولة اليمنية يظل المدخل الجنوبي للبحر الأحمر خليج عدن- مسرحاً لعمليات عسكرية ونفوذ وتهديدات دولية وكل هذا يحدث تحت مظلة الأمم المتحدة وباشرافها للأسف..!.