الإرهاب الصهيوني وفتاوى الحاخامات (1)
"أقدمت دولة "إسرائيل" خلال عدوانها الأخير على غزة على تجنيد جيش من كبار الحاخامات اليهود ليصبوا الفتاوى الدينية اليهودية مزيداً من الزيت على نار المحرقة في غزة، حيث أنضم الحاخامات الى طائرات ودبابات وسفن إسرائيل الحربية،
التي فتكت بأطفال ونساء وشيوخ غزة فأصدر كبار حاخامات "إسرائيل" فتاوى تؤيد وتغطي ما يقوم به الجيش الإسرائيلي وتؤيد بلا مواربة قتل الأطفال وحتى الرضع بدعوى أن الشريعة اليهودية لا تمانع في ذلك، كـ"عقاب جماعي للأعداء"..
هذه السطور أعلاه جزء أو فقرات من مقال حسب العنوان أعلاه كتبه الباحث والكاتب الاردني نواف الزرو.. لم يكتبه هذا الشهر أو الشهر الماضي أو شهر أكتوبر الماضي من العام الجاري 2023م، بل كتبه في مجلة العربي الكويتية في شهر مارس من عام 2010م العدد رقم (616) أي قبل 13 عاماً وتسعة شهور.. لكنه مازال يحتفظ بأنيته وحيويته حتى اليوم خاصة أن العدوان الصهيوني الغاشم ضد الفلسطينيين متجدد منذ ردحاً من الزمن..
ملاحظة: في شهر يونيو من عام 1999م كنت في العاصمة الأردنية عمان في زيارة عمل رياضي استمرت 11 يوماً وسمعت من أحدهم كلام جميل وإشادات للكاتب والباحث نواف الزرو بما معناها أنه صاغ سليم وأنه بارع ودقيق في كتاباته وأبحاثه المختلفة.. وهذا المقال المعنون: الإرهاب الصهيوني وفتاوى الحاخامات الذي نستقريه في هذه المادة ومواد لاحقة هو من العيار الثقيل ويتميز بجدية الفكرة وعمقها ورصانة التناول وسطوره تشرح وتفسر نفسها..
عودة الى الموضوع: في الستة السطور الأولى كمقدمة للمقال قال الكاتب: "لعلنا لا نبالغ إن قلنا إن فكرة "التكفير والإرهاب المقدسي" هو الذي بات يتسيد في السنوات الأخيرة المجتمع الإسرائيلي على نحو يفوق ما كان عليه عبر العقود الماضية، إذ أصبح الوجه الإسرائيلي مكشوفاً تماماً بلا قناع، حيث غدا ذلك الفكر الإرهابي ينتشر سرطانياً دون كوابح قانونية أو أخلاقية، فأصبح الجميع لديهم من أقصى اليمين الى أقصى اليسار منخرطين الى حدٍ كبير في تعميم تلك الأدبيات الإرهابية، لتشمل أيضاً كبار الحاخامات اليهود"..
الملاحظات التحليلية:
• الملاحظة الأولى: السطور الستة أعلاه أوضحت أن الإرهاب الصهيوني بات المتسيد أكثر من السابق- يقصد الكاتب العقود الماضية ما قبل 2010م.
• الملاحظة الثانية: من 2010م الى 2023م قد ازداد الإرهاب الصهيوني والدليل على ذلك ما حصل وما يحصل في غزة والضفة الغربية المحتلتين وبالمقابل التصدي العربي والإسلامي لهذا التغول أخذ في التناقض والدليل على ذلك القمة العربية والإسلامية الأخيرة التي لم تتعدى نتائجها الشجب والاستنكار على استحياء والقرارات والتوصيات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
• الملاحظة الثالثة: خلال شهري أكتوبر ونوفمبر وكذلك أوائل شهر ديسمبر الجاري من عامنا الحالي 2023م زادت بشاعة الإرهاب الصهيوني ضد إخواننا العرب الفلسطينيين وزاد هدم منازلهم وزاد قتل أطفالهم ونسائهم وإزاء ذلك كان ينبغي على العرب أن يكون لهم ردة فعل عملية أو على الأقل أن تقوم الدول العربية المطبعة مع الكيان الصهيوني بقطع علاقاتها معه.. نعم إذا كان عند العرب نخوة وشيمة وشكيمة حقيقية ينبغي أن يصطفوا ضد الكيان الصهيوني وضد داعميه من أمريكا وأوروبا الغربية وضد التطبيع معه بكل أشكاله.. هذه رؤيتي التحليلية لما ذكرت ولو بحدودها الدنيا، قال الكاتب والباحث نواف الزرو في المرجع المذكور وتحديداً من ص26 العمود الأول من السطر رقم 1 الى السطر رقم 14: 11.. فوفق كم هائل متراكم ومتزايد يوماً بعد يوم، من المعطيات والحقائق والموثقة الراسخة المتعلقة بمسيرة وقافلة الإرهاب الصهيوني الإسرائيلي التي انطلقت منذ مطلع القرن العشرين على امتداد فلسطين، يمكن القول إن التاريخ البشري لم يشهد ارهاباً سياسياً، فكرياً، عقائدياً، عنصرياً، دموياً، منهجياً، مروعاً سبق النوايا والتخطيط والبرمجة والإصرار على التنفيذ بأبشع الصور والأشكال كالإرهاب الذي مارسته الحركة الصهيونية بمنظماتها وأجهزتها الإرهابية السرية ما قبل الكيان الإسرائيلي وكالإرهاب الرسمي وغير الرسمي العلني والذي مارسته ولا تزال الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة على مدى العقود الماضية التي اعقبت قيام إسرائيل..
في السطرين الأخيرين من العمود الأول من المقال ص26 المرجع المذكور + الـ8 سطور الأولى من العمود الثاني ص 26 أورد الكاتب نواف الزرو أمثلة لما حصل من إرهاب صهيوني للفلسطينيين في غزة قبل أكثر من 13 عاماً لكن لونقارنها بها خلال الربع الأخير من هذا العام 2023م فلا وجه للمقارنة.