كتابات | آراء

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967-1990م(الحلقة 80)

كلك نظر: منعطفات وأحداث الثورة والدولة في جنوب اليمن 1967-1990م(الحلقة 80)

من المستجدات الايجابية لصالح قضية الشهيدة قبول الورد وأولادها كتب شقيقها المناضل المعروف صالح احمد علي الورد على صفحته بمنصة التواصل الاجتماعي مؤخراً

رسالة مكونة من ثلاث صفحات مقاس – (A4)- لكنها بمثابة كتاب.. إنها رسالة نوعية تضاف إلى سلاح المدافعين عن الحق.. رسالة قوية تعد واحداة من أوجه الدفاع عن مظلومية شقيقته الشهيدة قبول أحمد علي الورد وبزيته الشهيدة صالحة محمد قائد الطلول وبزيه الطفل الشهيد عبده محمد قائد الطلول.
إن هذه الرسالة المدونة في السطور أدناه من هذه المادة جاءت في وقتها كبشرى لنا نحن المدافعين عن الحق تساعد على حسم جدل زادت حدته في الفترة الأخيرة.. وجاءت للطرف الآخر كمصدر قلق.. فنحن وإياهن وبعيداً عن التوصيف السياسي طرفان متناقضان هم يدافعون عن الباطل ونحن ندافع عن الحق.. هم يريدون استمرار تغييب الحقيقة ونحن نريد إظهار الحقائق فإلى نص الرسالة:
رسالة المناضل صالح احمد علي الورد حول محرقة امرأتين نساء وطفل في شريح:
تتعاقب الأحداث ويدور الزمن، والتاريخ يعيد نفسه، فكم نحن بحاجة إلى أن نتذكر أياماً خلت وأياماً تلتها والأحداث تتغير عن سابقاتها..
لست بحاجة إلى أن أتحدث عن نفسي أو عن سنين بل عقود من النضال وسأدع التاريخ هو من يتحدث فنضالنا كان هدفه تغيير الواقع الذي فرضه الاقطاعيون آنذاك في النظرة الدونية لفئة كبيرة من المجتمع.
نحن لم نقطع طريقا ولم نهتك عرضا ولم نعتقل نساء أو أطفالا..
فنضالنا لم يكن من اجل منصب او جاه..
والكل يعلم أننا عزفنا عن المناصب ولم نستغل مراكز النفوذ بل جعلناها في خدمة أبناء وطني بشكل عام وأبناء قريتي وعزلتي ومنطقتي بشكل خاص.
انه يؤسفني ويحز في نفسي أن أرى المنافقين وبعضا من رفاق الدرب والنضال قد تحولت بوصلتهم وتغيرت مبادئهم التي ناضلوا من اجلها ضد الإقطاعيين والرجعيين لتنحدر الى صف العدو.. بل ويدعون الأكاذيب وتزييف الحقائق بأنني قد تنازلت أو بالأصح قد عفيت عن من احرق امرأتين من النساء وطفل..وهم خير شاهد عن مدى أخلاقنا وتعاطفنا مع من ليس لهم ذنب..
نحن امتلكنا القوة والجاه والأمر والنهي ومازلنا ولم يكن يمنعنا أن نقوم بما قام المتهم الرئيسي بتلك الجريمة غير أخلاقنا والعفو عند المقدرة بل لم يجدوا منا غير إكرامهم وتأمينهم ومنع من يتعرض لهم..
والكل يعلم ولن ابالغ في مدح نفسي فكثير ممن حضروا الواقعة الاليمة لا يزالون على قيد الحياة.
ولم يكن يمنعنا من الإجرام غير مبادئنا التي لا يملكها من قام بارتكاب الجريمة النكراء وإني من هنا انوه إلى أني لم يحدث أن اجتمعت مع مرتكب الجريمة وانفي نفياً قاطعاً إني عفيته من دم الشهيدة وابنتها وطفلها.
ولم أقم بعد المحرقة المشؤومة إلا بالالتقاء بجميع إخوانه وأبناء عمومته وكثير من عساكره ومؤيديه ولا يزال الكثير منهم على قيد الحياة ولم أؤذي احدا بل انهم قد تبرأوا من فعلته المشينة التي لا يقرها دين ولا عرف ولا قانون.
ولم استغل سلطتي في معاملته بالمثل في إحراق نسائه ولكني قابلتهن وأكرمتهن كأخوات غاليات علي وعلى المنطقة فهن أولاً وأخيراً يعتبرن امرأتين من عرضي وعرض رفاقي.
لم نكن بتلك الدناءة والنذالة التي تحلى بها من أقدموا ببشاعة بإحراق امرأتين نساء وطفل عزل ولكني تعاملت مع كل من له صلة بهم من منطلق الرجولة التي افتقدوها بل وتعاملنا معهم بالإخاء والتسامح.
أنا لا أشيد بما قمت به فنحن بشر نخطئ ونصيب ولكن ليعلم مرضى النفوس ان للرجال مواقف تتوقف عند الحرمات وان هناك خطوط حمراء لا يجب تجاوزها مهما كانت ظروف الحرب..
أنا بكل سنوات نضالي لم أشكو من الضعف بل ازداد قوة تليها قوة أكبر، سواء من أبناء القبيلة المترامية الأطراف أو من الرفاق الأوفياء الذين لم يتبدلوا ولا هانت ضمائرهم أو ابتاعوا بالمال..
صمتنا أربعين عاماً ونيف وليس ذلك عن جبن أو ضعف أو قلة حيلة ولكننا تعاملنا بعقل السياسي المحنك الذي نهجناه في بداية مرحلة النضال وحافظنا على الإنسان ولم تتلطخ أيدينا بالدماء كما فعل أعداؤنا الذين تبوأوا المناصب من على جثث الضحايا والمفقودين والمخفيين قسرياً ولم يسلم منهم حتى النساء والأطفال لأننا نعلم أن حقنا لن يضيع وملف القضية مفتوح وسيظل مفتوحا إلى أن يأخذ الجاني جزاء ما اقترفه.
نعم صمتنا لأربعة عقود حتى لا تتشعب القضية كما أراد لها المجرم ان تكون ونفتح باب الثارات الجاهلية التي وقودها أناس ابرياء ليس لهم ذنب في كلا القبيلتين ففوتنا عليه الفرصة ومددنا أيدينا للسلام مع إخوانه وأبناء عمومته بطريقة حضارية وقلناها بكل ثقة: عدونا واحد ومعروف وما أنتم إلا إخوة لنا..
هذه رسالة المناضل صالح الورد بدأها بعود وختمها بمسك ولا أروع.. تحليل الرسالة العدد القادم.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا