المهرة: حسابات مفتوحة على كل الاحتمالات(3 – 3)
إلى اللحظة والقيادة السعودية لم تصل إلى قناعة مؤكدة حول استدامة استمرارها في مهرة الاستقلال والسيادة..
إلى اللحظة والسعودية والعيون الاستخباراتية السعودية ترصد كل شاردة وواردة لمتابعة كل تطورت تحدث في مواقف غير محسوبة وفي مقاومة قد تظهر هنا او تمرد يبرز هناك ضد تواجدها غير الشرعي وضد احتلالها البغيض الذي لا يخطط للبقاء او الاحتواء فحسب, بل يخطط لابتلاع الجغرافية المهرية والبسط التاريخي والضم والقضم ليس للمهرة وانما لمناطق اخرى بجانبها..
الى اللحظة وتقارير المخابرات السعودية فيها من التحذير اكثر ما فيها من التطمين مما يدل على ان المهرة- مجتمعاً ووجاهات اجتماعية وشباباً وشيباناً اطفالاً ونساءً- ينفرون كل النفور من السعوديين ومن تواجدهم ومن القدم السعودي القذر الذي لا يريد له موطأً ومساحة للتواجد الاحتلالي البغيض ومن العام 2017م.. العام الذي هرولت فيه جحافل القوات السعودية بذرائع واهية الى المهرة.. والقيادة السعودية تتوجس خوفاً من انفلات زمام الامور من يديها..
فالمهريون الأحرار من اول وهلة عبروا عن رفضهم وعن تمردهم وعن انتفاضتهم المشروعة ضد التواجد السعودي الاحتلالي وقالوا للمحتل ارحل فإنت غير مرغوب فيك.. ارحل فأنت محتل غاصب ولا شرعية لك هنا..
ويكفي ان نشير الى توعد قبائل المهرة بطرد القوات السعودية في اواخر شهر اغسطس العام 2020م عندما حذر الشيخ حميد زعبنوت في سلسلة تغريدات اطلقها بعد ان غامرت القوات السعودية الاحتلالية واقتحمت منفذ شحن مما اعطى انطباعاً رئيسياً لدى قبائل المهرة ان السعودي جاء محتلاً ولذلك يجب ان تتهيأ القبائل المهرية لمواجهة الرياض وتوسعها وأطماعها وتتولى هذا الاستحقاق بعد ان تجاهلت هذه المسؤولية القوى الوطنية والقوى السياسية التي دارت في فلك النفوذ السعودي والإماراتي وقبلت الانبطاح الكامل للقرار السعودي وقبلت دولو بشكل مضمر ان تبتلع السعودية المهرة ولذلك فقد بادرت القبائل المهرية الى ان تسد الثغرة الخطيرة التي تركتها القوى السياسية والقوى الوطنية في مواجهة المستعمر الجديد الذي جاء تحت مسمى دعم شرعية منتهية الصلاحية وفاقدة الوطنية ولا يعلم السبب الخفي الذي جعل القوى السياسية ان تغض الطرف وتتغافل عن نوايا الرياض في التخطيط في بناء مدينة تابعة لها في المهرة في تحد سافر للسيادة الوطنية دون ان تضع وزنا لما تدعيه من شرعية..
وكانت معلومات قد تسربت اشارت الى رغبة الرياض من انشاء مدينة تحمل مسمى المحتل (سلمان) وقد ادرجت الرياض مشروع هذه المدينة ضمن مشاريع اخرى من اجل التمويه على الهدف الرئيسي ألا وهو انشاء مدينة تحمل اسم المحتل المستعمر الاعرابي الجديد الذي لم تكفه كل الصحراء العربية التي ابتلعها في العقود الماضية ليواصل اليوم اطماعه نحو ارض يمنية لها كامل السيادة وكانت الأخبار الخفية قد تواردت عن صفاقة الرياض وعن اطماعها عندما اوضح موقع "المهرة نت" الى ان القيادة السعودية قد عملت جاهدة لفرض مساومة غريبة تمثلت في الضغوط المتزايدة التي يمارسها "برايمر السعودي" ال جابر على القيادة اليمنية المرتهنة والمنبطحة بقبول علني ومكشوف للتواجد العسكري والسياسي السعودي في المهرة وانكشفت الالاعيب السعودية في وثيقة مسربة صادرة عن وزارة النفط اليمنية محتويات بنودها تشير بكل صفاقة الى الرغبة المحمومة للرياض في توقيع اتفاقية بين حكومة الفار هادي وبين برنامج اعمار اليمن الذي يتولى ادارته البريمر السعودي ال جابر اذ بموجب هذه الاتفاقية تفرض السطو السعودي عبر ارامكو على قطاعات نفطية في ما يسمى بالمثلث الاسود النفطي في المنطقة الشرقية وهذا المثلث يمتد على ثلاث محافظات شبوة ومارب والجوف وبالطبع يمتد الى المهرة وحضرموت ومدة الاتفاقية تصل مدتها الى اربعين عاماً.. وتمسك الرياض باموال الوديعة التي ترفد بها البنك المركزي في عدن في سعي لفرض معطيات النفوذ السعودي الجديد على مناطق جديدة مستقطعة من الاراضي اليمنية لتلحق بالاراضي السعودية اي ان سلسلة الازمات الاقتصادية والخنق المعيشي وتعرض العملة الوطنية لسلسلة انهيارات خيوطه بيد الرياض التي تلوح بالتجويع للشعب اليمني والانهيارات الاقتصادية للمناطق التي تقع تحت سيطرتها واحتلالها مقابل التنازل عن المهرة او على الاقل الصمت حيال التماديات السعودية والاحتلالية وفرض واقع حال احتلالي وواحدة من الاطماع السعودي هي سعيها المستمر الى انشاء ومد انبوب نفطي يصل الى شواطئ المهرة المفتوحة على بحر العرب وهذه واحدة من اطماع الرياض التي ظلت تراودها طوال العقود الماضية حتى حانت لها هذه الفرصة.. وعزز من مخاوف الوطنيين ورجال القبائل في المهرة تواصل زيارات "البريمر السعودي" ال جابر الى المهرة لاكثر من مرة..
وكان اخرها مع السفير الامريكي اذ ربما قد اخذت الرياض الاذن من واشنطن وفي هذا الخصوص اشارت صحيفة "دييريفر" الى ان شركة ارامكو النفطية قد اعدت دراسات ميدانية ومسحية عن مد الانبوب النفطي السعودي المخطط إقامته ومده إلى شواطئ المهرة في نشطون ويعزز من هذه الشكوك والمخاوف الحرص السعودي المريب في شق طريق اسفلتي من الحدود الدولية في الخرخير إلى نشطون على ساحل البحر العربي..
ولم تكتف الأطماع السعودية في هذه الخطوات المشبوهة بل تواصلت بالتوغل العسكري السعودي إلى عمق أراضي المهرة وقيل انها تجاوزت الـ15 كيلومتر في خطوة سافرة تدل على بسط هيمنة استعمارية عبر الدبابات والمصفحات والاباتشي..
وازاء الاطماع السعودية ابتلعت الامارات غصتها وهرولت من المهرة تاركة للرياض الانفراد بالسيطرة الاحتلالية على ارض المهرة.. رغم ان الامارات كانت قد سبقت السعودية بالتواجد في المهرة من خلال ما اسمي النخبة المهرية التي اسلمت قيادتها وسيطرتها الى "البريمر السعودي" ال جابر والضباط السعوديين.