حديث الإثنين: طغـاة العـصر
المتتبع لسيرة الطغاة والمتجبرين عبر التاريخ وكيف يزدادون عنادا وتجبرا مهما كانت هزائمهم وضعفهم مصداقا لقول الله تعالى في كتابه الكريم : ( ان كل جبار عنيد ) سيجد ان أسرة آل سعود
التي وضعتها بريطانيا كخنجر مسموم في خاصرة الأمة العربية والإسلامية لطعنها من الخلف من هذا النوع المتجبر والمتكبر حيث لم تكتف هذه الأسرة الدخيلة على العروبة والإسلام بأن تكون الأداة الطيعة لأمريكا وبريطانيا في المنطقة العربية وإنما مسخت الشعب الذي تحكمه بأكمله وأفقدته هويته الوطنية ليصبح الشعب الوحيد في العالم الذي ينتسب قسرا لأسرته الحاكمة وهذا لم يحدث في تاريخ البشرية .
من هنا يتضح أن آل سعود - منذ تأسست مملكتهم السعودية في 23 سبتمبر عام 1932م والمكونة من نجد والحجاز وأراضي المخلاف السليماني التابعة أصلا لليمن عسير وجيزان ونجران التي تبلغ مساحتها حوالي أربعمائة ألف كيلو متر مربع بما يعادل ثلثي مساحة الجمهورية اليمنية - يسيرون على نهج الطغاة التاريخيين وخاصة القيادة الحاكمة حاليا المتمثلة في ملك الزهايمر سلمان وابنه الطائش محمد الذي يمسك بزمام الأمور وهي القيادة التي تعتقد أنها بما تمتلكه من أموال لشراء الأسلحة والمرتزقة من مختلف أنحاء العالم ستخوض بهم حروبا في المنطقة لزعزعة الأمن والاستقرار فيها حفاظا على عرشهم المتهالك بداية بما يجري من عدوان غاشم على اليمن منذ ما يقارب ستة أعوام وهو مستمر وكذلك ما يجري في سورية والعراق وليبيا ودعم التنظيمات الإرهابية مثل داعش والقاعدة وأنصار الشريعة وتسليطها على الشعوب لتذبح وتقتل الأبرياء وتكفر من يخالف مذهبها الوهابي الذي تحول إلى مدرسة لتعليم الإرهاب بكل أشكاله وأنواعه خدمة لليهود الذين ينتمون في الأصل اليهم وجاءوا تحت عباية الدين كأداة لتنفيذ أهدافهم .
وقد ثبت تاريخيا إن آل سعود ينتمون إلى أصول يهودية عراقية حيث كان جدهم مردخاي يعمل تاجرا في البصرة قبل أن يهاجر إلى نجد مع مجموعة من قبيلة عنزة ويغير اسمه إلى (مرخانا) ويدعي زورا وبهتانا انه أعتنق الاسلام وخلال إنشائه لدويلته السعودية الأولى في الدرعية تحالف مع محمد بن عبد الوهاب القرقوشي الذي هو الآخر ينتمي إلى أصول يهودية من تركيا واستمر تحالفهما إلى اليوم.
لقد استماتت بريطانيا لفرض آل سعود في نجد والحجاز وكونت لهم مملكة بعد انتزاعها من السلطان عبد العزيز الذي تحول فيما بعد إلى ملك تنازله عن فلسطين لليهود المساكين حسب ما جاء حرفيا في وثيقة التنازل التي كتبها بخط يده وختمها بختمه .. ومن يومها ضمنت بريطانيا بقاء تواجدها في المنطقة من خلال الدور الذي يقوم به النظام السعودي للتآمر على الأمتين العربية والإسلامية فحظي هذا النظام بدعم امريكا والدول الأوروبية لأنه يتبنى مصالحها ويخدمها على حساب مصالح العرب والمسلمين .. وبما يمتلكه من أموال نصب نفسه وكيلا شرعيا للدفاع عن مصالح الغرب وشراء ذمم من يحاول ان يعترض بهدف تكميم الأفواه كما يفعل اليوم في حربه الكونية على اليمن.
لكن مشكلة الشعب اليمني المستعصية للتخلص من وباء السعودية انه لم يوفق بقيادة سياسية حكيمة خلال العقود الماضية تدير أموره وتغلب مصلحة الوطن العليا على أي مصلحة ذاتية .. ومن سوء الحظ لهذا الشعب الأبي ان النظام السعودي وجد له اياد عابثة داخل اليمن تنفذ له أهدافه الشريرة من خلال تدخله في الشأن اليمني وفرض عليه خياراته التي أبقت اليمنيين تحت رحمته.. وعندما وجد هذا النظام السعودي العفن من يقول له كفاية تدخل في الشأن اليمني قامت قيامة هذا النظام وفقد صوابه وهو الأمر الذي جعله لا يكتفي بصرف أمواله ليقاتل اليمنيين بعضهم بعضا كما كان يحدث في العقود الماضية وإنما هذه المرة انشأ تحالفاً دولياً انطلق من واشنطن والرياض وابوظبي للاعتداء على اليمن وشعبه العظيم مستخدما مختلف أنواع الأسلحة التي أنتجتها المصانع الغربية بما فيها المحرمة دوليا وأنفق على شرائها المليارات من الدولارات فقتل بها الشيوخ والنساء والأطفال ودمر البنية التحتية لليمن معتقدا انه بهذا العدوان البربري سيخضع شعب الايمان والحكمة لوصايته من جديد كما كان عليه الحال في السابق غير مدرك هذا النظام الأسري أن أبناء الشعب اليمني قد شبوا عن الطوق وبلغوا رشدهم وضاق بهم صبرهم ذرعا على تصرفاته التي حالت دون بناء دولتهم الوطنية الحديثة والاعتماد على أنفسهم ليعيشوا معززين مكرمين اسوة بالشعوب الأخرى .