اليمن.. لعبة الدم والموت إلى أين ?!.. « 65»
وفي سياق لعبة الدم والموت التي استهوت اليمنيين وولعوا بها وبممارستها عبر التاريخ وحتى اللحظة , ولا زالوا أسارى لها , بل وتمثل هوايتهم الرئيسة على مايبدو ,
شهدت البلاد كما سبق وذكرنا من قبل خلال المائة عام الأخيرة منذ جلاء الأتراك وخروج آخر جندي عثماني من اليمن في العام 1918 م سلسلة متعاقبة من الحروب والصراعات الداخلية الدامية تمحورت حول الحكم والسلطة .
ويقال والعهدة على الراوي أنه منذ خروج الأتراك من اليمن ثم بعدهم الإنجليز من جنوب اليمن شهدت اليمن خلال ما يقارب من مائة عام تحديدا 22 حربا , وتسعة انقلابات عسكرية وست ثورات آخرها ثورة الشباب في العام 2011 م التي أطاحت بنظام الرئيس السابق علي عبدالله صالح
ويمكننا ذكر ماشهدته اليمن من أحداث عاصفة على النحو التالي :-
١- الحروب الداخلية التي خاضها الإمام يحي حميد الدين ضد بعض المناطق التي خرجت عليه في سنوات حكمه الأولى في تعز والبيضاء وذمار وريمة والضالع وغيرها .
٢- حرب الإمام يحي حميد الدين مع السعودية في ثلاثينيات القرن الماضي وما نجم عنها من خسارة اليمن لمناطق احتلها السعوديون وتخضع لسلطتهم إلى اليوم وهي جيزان ونجران وعسير .
3- ثورة ٤٨ وحرب اجتياح صنعاء من قبل الامام أحمد بن يحيى حميد الدين بعد مقتل والده على أيدي الثوار الدستوريين بزعامة عبدالله الوزير وما تلا ذلك من فشل ذريع لتلك الثورة وسلسلة اعدامات نفذها الإمام أحمد بعد انتصاره طالت كل من شارك في الثورة على والده من ضباط ومشائخ وعلماء ومسؤولين .
4- حركة 55 التي قادها الجيش بتعز بقيادة المقدم أحمد حسين الثلايا ضد الإمام أحمد بمشاركة اثنين من اخوانه هما سيف الإسلام عبدالله وسيف الإسلام العباس والذي جرى اعتقالهما إلى جانب الثلايا واعدامهم بعد عدة أيام من فشل الحركة .
5- محاولة اغتيال الإمام أحمد بن يحيى حميد الدين الفاشلة في عام 1961 م من قبل المقدم محمد العلفي وزميلاه اللقية والهندوانه أثناء زيارته لأحد المشافي بالحديدة واطلاق النار عليه وإصابة الإمام بجراح ومن ثم فشل المحاولة والقبض على منفذيها واعدامهم.
6- ثورة 26 سبتمبر في عام 1962 م بمساعدة المصريين وتدخلهم العسكري المباشر والتي أطاحت بالإمام البدر محمد بن أحمد بن يحيى حميد كآخر إمام يتولى الحكم خلفا لوالده وذلك بعد اسبوع من تنصيبه ومبايعته بالإمامة وبداية عهد النظام الجمهوري في اليمن .
7- حرب الجمهوريين والملكيين التي أعقبت قيام ثورة 26 سبتمبر واستمرت ثمان سنوات.
8- انقلاب عام.67 على المشير عبدالله السلال .
9- الانقلاب على القاضي عبد الرحمن الإرياني رئيس المجلس الجمهوري في عام 1973 م عقب حركة 13 يونيو التصحيحية بقيادة المقدم إبراهيم الحمدي والتي أجبرت الإرياني على الإستقالة ونفيه إلى سوريا .
١١- الانقلاب على إبراهيم الحمدي واغتياله في 11 أكتوبر 1977 م بتدبير وتخطيط سعودي بآياد يمنية عميلة .
كما شهدت اليمن شمالا وجنوبا سلسلة من الإنقلابات ومنها الإنقلاب على
قحطان الشعبي , أول رئيس لجنوب الوطن بعد الإستقلال وخروج الإنجليز .
ومنذ اندلاع ثورتي 26 سبتمبر 1962 م التي أطاحت بنظام الإمامة الملكي في شمال اليمن وثورة 14 أكتوبر على المحتل البريطاني البغيض في جنوب الوطن.عام 1963 م لم تستقر وتهدأ الأوضاع في البلاد لفترة طويلة حيث ظل التوتر والإضطراب سيد الموقف .
وشهدت اليمن الحرب الأولى بين الشمال والجنوب ثم أعقب ذلك اغتيال الرئيس الحمدي بصنعاء ثم الحرب الثانية بين الشمال و الجنوب والتي تخللها زرع ٣ ملايين لغم في الشمال عام 82م .
وقبلها شهد شمال اليمن في عام 78 م اغتيال الرئيس المقدم احمد الغشمي بعد ثمانية اشهر من توليه الحكم ثم الحرب الثالثة بين الشمال و الجنوب واغتيال الرئيس سالم ربيع علي في جنوب الوطن على ايدي رفاقه في الحزب الإشتراكي اليمني .
وفي الشمال جرت محاولة انقلابية فاشلة عام 78 م من قبل الناصريين للإطاحة بعلي عبدالله صالح لم يحالفها الحظ ويكتب لها النجاح .
وفي يناير 1986 م شهدت عدن وجنوب اليمن أحداث ٨٦ الدامية سيئة الذكر والتي راح ضحيتها نحو 14 ألف قتيل في بضعة أيام اتهم الرئيس السابق علي ناصر محمد بتدبيرها للتخلص من رفاقه في الحزب الإشتراكي اليمني وقتل خلالها ابرز قادة الحزب وكوادره وهي الحرب التي عرفت بين الطغمة والزمرة.
كما كانت اليمن بعدذلك مع موعد مع حرب جديدة بين أبناء البلد الواحد وهي حرب الانفصال أو ماعرف بحرب صيف ٩٤ م التي كان لها نتائج وآثار سلبية على علاقات اليمنيين ببعضهم البعض شمالا وجنوبا لاسيما وقد تركت خلفها جراح من السهل ان تندمل بسرعة.
ثم اعقب ذلك حرب حنيش وحروب القاعدة بين عام 2000 و2010 م وحروب صعدة الست وصولا إلى ثورة الشباب عام 2011 م ثم تجددت حروب القاعدة في رداع وأبين و شبوة و حضرموت من 2011 حتى 2014م.
يتبع .........