
تاريخ اليمن الحديث.. بول دريش جامعة أكسفورد (67)
أصبح الدعم السعودي لعلي سالم البيض صارخاً وواضحاً للجميع فبالإضافة إلى الدعم المعنوي والإعلامي الكبير الذي حصل عليه من خلال التحركات الدبلوماسية
والسيطرة على الكثير من وسائل الإعلام العربية كانت هناك شحنات كبيرة من الأسلحة وفي مايو أعلن زعيم الحزب الاشتراكي اليمني الانفصال يقال إن البيض قال لاحقا: إن هذا كان من خطط الجفري حيث وضع تحالفهم الذي تم تشكيله تحت رعاية سعودية جانباً جميع الاعتبارات الأيديولوجية وتجمع حولهم أيضا شخصيات من الماضي العدني مثل عبد القوي مكاو و عبد الله الأصنج و لم يحصلوا إلا على القليل من الدعم من الشعب اليمني لخططهم في الانفصال و كان الغالبية العظمى من اليمنيين مع الوحدة و ضد الحرب في البداية خصوصا في الأسبوعين الأولين ومع ذلك فإن إعلان الانفصال غير الرأي العام بصورة رئيسية كما أن مجموعة من حزب الشعب اليمني مؤلفة من أعضاء سابقين في الجبهة الشمالية رفضت الدفاع عن المكلا وغادرالبيض وأنصاره إلى المنفى وسقطت عدن نفسها في 7 يوليو من عام 1994م وتم نهب عدن و لم يتم نهب الأسلحة والأموال فحسب بل تم نهب كل شيء تقريبا التجهيزات الكهربائية والحمامات وإطارات النوافذ وحتى مقابض الأبواب وتم نقل شاحنات القمامة الكبيرة التي قدمها المتبرعون الأجانب لبلدية عدن إلى الشمال وتمت حماية بعض المنازل ونهب البعض الآخر وسيطرت وحدات الجيش الشمالي والجماعات القبلية و مجموعات تابعة لعلي ناصر على هذا الجزء أو ذاك من مدينة عدن بينما سجل الإسلاميون الشباب في عدن أنفسهم كمساعدين وادعوا التمسك بالنظام والابتعاد عن النهب والسرقة في حين استرجع الكثيرون في ذلك الوقت أوجه تشابه مع أحداث نهب صنعاء عام 1948م,قال نائب رئيس الوزراء الجديد عبد القادر باجمال الحضرمي الذي كان ذات يوم رجل علي ناصر :إن النهب قد توقف في الجنوب بناءً على أوامر من الرئيس ورد عليه عمر الجاوي لم يتبق شيء آخر للنهب وعلى الرغم من أن الحرب لم تكن بين الشمال والجنوب بل كانت بين الأحزاب شعر الجنوبيون بالتأثير على أنه غزو شمالي وكان هناك كُتيب مشهور متداول في الجنوب بعنون من الوحدة المستعجلة إلى الاستعمار الداخلي و يعرض هذا الكُتيب آراء أغلب الجنوبيين فيما حدث خلال هذه الفترة ,في بعض المناطق تم تعيين محافظين جنوبيين عادة ما كانوا مرتبطين بالنظام الشمالي ومع ذلك كان الوجود المهيمن هو للجيش الذي كان يُسيطر عليه الشمال و كانت حضرموت تحت سيطرة محمد إسماعيل من سنحان على سبيل المثال كان المحافظ في هذه الحالة شماليًا أيضًا صالح عباد الخولاني ورئيس الأمن السياسي من نهم شمال شرق صنعاء و كانت أبين تحت سيطرة نجل الرئيس أحمد علي صالح
لم تكن قصة عام 1995م غير نمطية حيث رفض جندي دفع ثمن قات في سوق جنوبي وعاد بأربع شاحنات من زملائه لضرب بائع القات و في أوائل عام 1996م أدت قضية اغتصاب شملت مرة أخرى قوات الأمن إلى أعمال شغب في المكلا بعد قتال عام 1994م كما كان من قبل بدا الجنود في كثير من الأحيان خارج نطاق السيطرة وتشير دراسة استقصائية للصحافة إلى سوء سلوك مروع من قبل الجيش في أجزاء من اليمن السفلي وكذلك في الجنوب وشعور واسع النطاق بالقمع بين المدنيين في كل مكان كان الشعور أكثر حدة في عدن