
خواطر سرية: نعمة الجغرافيا
الكثير من القراء سيقرأ العنوان ويقول: كيف هذا؟.. الذي نعرفه هو لعنة الجغرافيا , فهناك الكثير من الحروب والدماء سالت بسبب اهمية الجغرافيا للكثير من البلدان حيث أصبحت الجغرافيا موضع طمع الدول الكبرى والمستكبرين
ولأن بيان الله تعالى في القرآن الكريم وعلى لسان خاتم النبيين والمرسلين قد وضح وبين أن الله تعالى ارسل الرسل والكتب السماوية بالدرجة الأولى لإقامة القسط في الأرض وعدم الأضرار بالآخرين لا ماديا ولا معنويا
وهذا ما يخالف منهج ابليس وخططه ووعده ووعيده حيث ذكر بيان الله تعالى بقوله (لقد ارسلنا رسلنا بالبينات وانزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط وانزلنا الحديد فيه بئس شديد ومنافع للناس وليعلم الله من ينصره ورسله بالغيب ان الله قوى عزيز ) صدق الله العظيم
وهنا تشير الآية إلى أن الذين سيفرضون العدل والقسط في هذه الارض سيكون معهم القوة الفعلية التي سيستخدمونها من الحديد الذى فيه البأس الشديد وهذا ما منح الله به قوتنا الصاروخية والتصنيع العسكري وكذلك
بين لنا في الكثير من نصوص كتابه اهمية ان نجعل الشيطان العدو الأول
وبالإشارة الى موضوع وعنوان المقال ولأهميته فإن الكثير من زعماء الدول وملوكها وغيرهم من الذين منحهم الله نعمة الموقع الجغرافي لأوطانهم في الارض لم يأخذوا تلك النعمة بالشكر والقوة بل على العكس اعتبروها نقمة قد سببت لهم الدخول في مخطط اطماع اعداء الأمة والدول المستكبرة والتي تحكم العالم منذ قرون واستمر زعماء كثر في الخنوع والخضوع والاستكانة وسلموا مقدرات امتهم ونعم الله بسهولة بل بكلمة شكر أحيانا او سنوات بسيطة على كرسي الرئاسة واستمروا في تدجين الشعوب للغازي والمعتدي حتى اصبح المساس بأمن وسلامة وتاريخ وحتى دين هذه الشعوب امرآ فيه نظر ولا يزعج او يحرك حرارة الانتماء والمحبة والطموح لبناء مستقبل الجيل القادم , وليس الأمر ببعيد فالموقع الجغرافي لليمن العظيم لم يدرك حكمة الله فيه ونعمته لعقود من الزمن من تربع على عرش اليمن وتزعم قيادته باستثناء الشهيد ابراهيم الحمدي الذي حاول استنهاض الأمة اليمنية للحفاظ على مقدراتها الجغرافية ..
فباغته اولياء الشيطان من بين يديه ومن خلفه وقضوا على ذلك الأمل ..واستمر مسلسل نقمة الجغرافيا وليس بركات الجغرافيا
حتى اكرم الله تعالى اليمن بالشهيد القائد حسين بن بدر الحوثى رضي الله عنه الذى نفذ توجيهات واوامر الله في قرآنه واتخذ الشيطان واولياءه عدوا قبل كل شيء وواجه برامج ابليس على مدار الحروب الست الجائرة .والتي ظهرت حكمة الله بعدها في تأسيس وبناء الدولة من الصفر بعد خروج ايادي الشيطان وهروبهم .
وخاض شعبنا اليمنى العظيم ثماني سنوات لمواجهة الاستكبار العالمي بصبر وحكمه لم تحدث في القرون الأولى من التاريخ البشرى ولم تخطر على بال أحد من البشر , كل هذا ليصل بكل الطامعين والمستكبرين في العالم الى قناعة جازمة ان موقعنا الجغرافي الذي منحنا الله تعالى ليس نقمة كما تعتقدون او تجعلون الامة تعتقد بل على العكس تماما فهذا الموقع بركاته ستصل الى جميع اصقاع البشرية على يد هذا الشعب العظيم الصابر .
وسيكون سببا في تطبيق وتنفيذ وطاعة اوامر الله في بيانه بإقامة القسط والعدل في العالم ومنع الظلم والاستكبار والتسلط وقد يقول قائل قصير النظر هذا هراء وخيال .
والحقيقة لا لن يكون هراء فما حدث ويحدث من محطات محلية ودولية وما حققه الشعب اليمنى من الصبر والنصر كاف لمن له قلب وكذلك عدم ارتباط هذا الشعب بأي قوى دوليه تملي عليه شروطها او حتى نصائحها لهو دليل واضح وناصع ان هذا الشعب وقيادته الحكيمة ستمضى في فرض السلام على كل الأيادي الجامدة والمرتعشة .
وليس السلام المحلي او الجغرافي بل سيكون من اوائل الدول التي سترسخ وتفرض السلام في العالم والبشرية بأكملها.. لماذا ؟
فقط لأن منهجها الواضح على جميع المستويات مأخوذ من عين القرآن وبيانه الكتاب الذى لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه.. لذلك لن يقف أمامه شيء ولن يتمكن احد من تحقيق بيان الله ووعده إن لم يكن منهجه القرآن .