كتابات | آراء

بوح اليراع: انحياز صهاينة العرب إلى جانب المحتل الغاصب

بوح اليراع: انحياز صهاينة العرب إلى جانب المحتل الغاصب

من المفترض أنَّ قضية فلسطين -بالنظر إلى تشرُّف أرضها بالكثير من مقدساتنا الإسلامية التي يتصدرها «الأقصى» أولى القبلتين وثالث الحرمين- قضية جميع العرب والمسلمين، وفي ضوء هذه المسلَّمة يعتبر الفلسطينيون -شعبًا ومقاومة- جبهة متقدمة للذود عن حياض الأمة.


فداحة جرم توقيع اتفاقيات التطبيع
وإذا كانت الأنظمة العربية التي تأسس معظمُها على عمالة قد تنصلت عن واجبها في تحرير مسرى خاتم الأنبياء وسيد المرسلين -صلوات الله عليه وعلى آله-، فإنَّ بعضها قد تجاوز ذلك الجرم اللاأخلاقي الفظيع إلى اقتراف جرم توقيع اتفاقيات التطبيع التي شرعنت -أولًا بأول- لكل الجرائم الوحشية البربرية التي يرتكبها الكيان الصهيوني المحتل في حقِّ شيوخ ونساء وأطفال فلسطين العزَّل، واعتبرت -في ظل ما تقدمه تلك الأنظمة للكيان الغاصب من دعمٍ ماليٍّ مستمر- ضوءًا أخضر للمضي -أكثر فأكثر- في تنفيذ المخطط التوسعي الاستيطانيّ اللاقانوني المستنكر الهادف إلى التهام ما تبقى من أرض فلسطين وإجبار فلسطينيي الداخل الثابتين في أرض الرباط ثبات شجر الزيتون المبارك والمعمَّر على اللحاق بآبائهم وإخوانهم فلسطينيي المهجر.

إدانة المطبعين ردود فعل المقاومين
ممَّا لا يختلف حوله اثنان أنَّ كل العمليات العسكرية وشبه العسكرية التي تنفذها -بين الفينة والفينة- عناصر المقاومة الفلسطينية مجرد ردود أفعال انتقامية آنية على ما ترتكبه وحدات الجيش الصهيوني والأجهزة الأمنية الصهيونية في حق التجمعات السكانية الفلسطينية من مجازر عدوانية، وفي ضوء هذا المعطى يجدر بأيِّ متابعٍ أو مراقب -قبل التفكير باستنكار ردود الفعل الفلسطينية على ما تمارسه قوات الاحتلال في أوساط الفلسطينيين ليل نهار من قتل وتهجير أو تشريد من الديار- أن يتوجه بالإدانة بصوتٍ جهوريٍّ صاخب إلى سلطات ذلك الكيان الاحتلالي الغاصب الذي يمارس جرم القتل الجماعي والتشريد اللامحدود بعنجهيةٍ وصلفٍ لا مثيل لهما في الوجود -منذ ما يزيد على سبعة عقود- غير مكترثٍ بما يصدر عن الهيئات الأمميَّة والمنظمات الدولية من قرارات.
بيد أنَّ أنظمة التصهين العربية التي تلتزم -عادةً- الصمت المنطوي على معنى الرضا إزاء جرائم سلطات الاحتلال وما يتعرض له الشعب العربي الفلسطيني على أيدي قواتها الغاشمة الآيلة -بإذن ذي الجلال ٱلۡكَبِيرِ ٱلۡمُتَعَالِ- إلى زوال من صنوف البطش والإذلال، بينما تصوِّب سهام الإدانة -بين الحين والحين- إلى ردود الفعل المشروعة التي ينفذها الشباب المقاوم من أبناء فلسطين التي لا ترقى -كمَّا وكيفا- إلى مستوى ما يمارسه أدعياء الاصطفاء من أحفاد القردة والخنازير -في حقِّ أبناء الأرض الحقيقيين- من ترويعٍ وقتلٍ وتهجير، فقد أدانت أربعةُ أنظمةٍ عربيةٍ متصهينةٍ هي {النظام المصري والنظام الأردني والنظام الإماراتي والنظام البحريني} وخامسٌ ما يزال في طور الصهينة هو {النظام  السعودي} عمليتي الشابين الفلسطينيين المقاومين [خيري علقم ومحمد عليوات] اللذينِ يستحقان -بإجماع الشعوب العربية والإسلامية وأحرار العالم بعرضه وطوله- أوسمة الحرية والشجاعة والبطولة.

نيلهم امتنان وشكر دولة الكيان
لأنَّ ما أقدمت عليه أنظمة التصهين العربية من إدانة معلنة لعمليتي [خيري علقم ومحمد عليوات] يندرج في سياق البرهنة على ما بلغته من مستوى متقدمٍ في مضمار الصهينة، فقد قوبلت إداناتها من قبل حكومة الكيان على لسان وزير خارجيتها بشكرٍ وامتنان لعلهما -اغلب الظن- متصنعان، فقد ورد في سياق الخبر المعنون [وزير الخارجية الإسرائيلي “يشكر” الدول العربية التي سعت “لمواساتهم” ووزير الدفاع يوجه هذا الأمر الذي سيُشعل التصعيد] الذي تكرر نشره بتزامنٍ شبه تام في ما يأتي من وسائل الإعلام: «klyoum.com» و«sputnikarabic.atv» و«asharq-alarabi.com» و«watananews.com» و«aljadeed.tv» و«رأي اليوم» ضمن أخبارها يوم السبت الموافق ٢٨ يناير الماضي ما يلي: (قال وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين -قبيل جلسة المجلس الوزاري الأمني المصغر «الكابينت»-: ”نشكر قادة العالم -بما في ذلك قادة بعض الدول العربية- الذين أرادوا مواساة الشعب الإسرائيلي وأن يشدُّوا من أزرنا“).
فتبًّا لأنظمة التصهيان التي سخرت مقدرات وثروات الأوطان لمساندة جبروت وطغيان كيان الاحتلال الأكثر دمويةً والأشدُّ انتهاكًا لحقوق الإنسان في السر والإعلان، وتخندقت في خندق العداء لشباب المقاومة الفلسطينية الشرفاء الذين ضربوا أروع الأمثال في التضحية والفداء الذين تعدُّهم أمهاتهم –منذ الأيام الأولى لولادتهم- مشاريع شهداء.

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا