كتابات | آراء

حرب تحطيم الدفاعات النفسية

حرب تحطيم الدفاعات النفسية

منذُ فترة زمنية وأمتنا العربية والإسلامية تتعرض لأبشع صور الغزو الفكري والثقافي وملايين الحملات المعادية ضد شعوبنا العربية والإسلامية من ضمنها بلدنا اليمن

حيث تهدف هذه الحملات الغربية المعادية للإسلام والمسلمين والأمة العربية بكل طوائفها إلى تفريغ العقل العربي الإسلامي من قيم ومبادئ ورموز وضعناها في قوائم حضارتنا العربية والإسلامية لكي يتم إعادة تعبئة عقولنا بقيم ورموز تتعلق بالحضارة الغربية التي لم تعُد حضارة وإنما تهبط بالإنسان في مستنقع الضياع والرذيلة وبهذا يتم تفريغ العقل العربي وتعبئته بصورة مباشرة وسنتحدث هنا عن التعبئة في الجانب الفكري فقط بعيداً عن التكنولوجيا المتطورة والعلوم الحديثة المتقدمة و التي تحمل في طياتها حروباً أخرى وتأثيرات كبرى فالغزو الثقافي والتخريب  الفكري المتوافق مع الأساليب الأخرى الداعمة له و التي يتم من خلالها الاقتناع والتقبل للأفكار الجديدة على المستوى الفكري للأمة العربية والإسلامية فتبدأ من هنا نشوء مشاعر الحب والاعتزاز بهذه الأفكار على المستوى العاطفي الوجداني للأمة ثم يتبع ذلك انسجام في السلوك مع تلك القناعات والمشاعر المصنوعة ويتكامل ما يسمى بسلوك الاتجاه الجمعي للأمة لتصنع وتبلور الرأي العام وتترافق مع هذه العملية عمليات تشويه الصورة الخارجية وإعادة إنتاجها لتنسجم مع هدف حملة الغزو الفكري التي تسعى بالتشويه والغزو الفكري إلى إبعاد الأمة عن قناعاتها وتميزها واقتدارها عن بقية الأمم في أخذ دورها الفاعل على مسرح الحضارة العالمية حتى يومنا هذا ولهذا فهم ويعملون دائماً ويسعون جاهدين حتى تظل أمتنا الإسلامية أمة متخلفة وتابعة ومُستغلة من قبل القوى الغربية الطامعة والنفعية.
نجد الهجوم الشرس والغير إنساني على رموزنا العربية الإسلامية كالرسول محمد صلوات الله عليه وعلى آله ومحاولة الإساءة إليه بشكل مستمر من خلال الحملات المستمرة لإحراق القرآن الكريم بهدف النيل من أمتنا واستفزاز مشاعر المسلمين في كافة بقاع الأرض وكذلك عبر الهجمات والحملات الإعلامية العدوانية المعادية للإسلام والمسلمين وكلها تشير إلى الغزو الثقافي الذي يسعون من خلاله إلى غسل أدمغة الجمهور العربي والإسلامي ولتخريب الفكر الإسلامي وتشويه الحضارة العربية الإسلامية تستخدم القوى الغربية آليات وتقنيات عمل غسيل الأدمغة بل وتقوم بتطبيقها على شباب بعض شعوبنا العربية الإسلامية وهناك أشكال أخري للعدوانية ضد أمتنا العربية والإسلامية  منها الحروب المباشرة التي تشن على شعوبنا وبأدوات محسوبة على الشعوب العربية والغير مباشرة وكذا الحصار والحرمان وبأساليب شيطانية قذرة مما يجعل لذلك تأثير سلبي وينعكس على مستوى  الشعوب وهي قابعة تحت وطأة هجمات عدوانية لا تتوقف وعمليات عزل وحرمان وشعور بالتهديد والعقاب وتصل تأثيراتها حتى على المستوﻯ الفردي فيُزج بالفرد العربي والمسلم في دوامة كبرى من فقدان الثقة والإجهاد والوهن والشعور الكبير بالضعف الذي تولده هذه الحملات الغربية العدوانية ليصل الحال به إلى الشعور بالعجز وعدم القدرة على المواجهة والعجز حتى عن التعبير وإبداء الرأي وفي تملك الفرد الإحساس بالقهر وتترافق هذه الحملات عمليات قوية للتركيز على تحطيم القوة المعنوية الصلبة التي يتحصن بها أبنا أمتنا العربية كالمعنويات والإيمان بالمعتقد والإرادة والصبر والأهداف المستقبلية والسعي الحثيث لانتزاع القدرة على المقاومة والثبات ومن هُنا يجب أن يدرك شباب أمتنا العربية والإسلامية حجم المؤامرات والحملات الغربية العدوانية عليهم وأن يتصدوا لها بقوة وإرادة لا تقهر وألا يتقبلوا هذا الكم الهائل من التخريب الفكري والغزو الثقافي الذي يهدف إلى إعادة إنتاج العقل العربي والإسلامي على الطريقة الغربية المنحطة والتي تتنافى مع أبسط القيم الإنسانية والفطرية التي أوجد الله الإنسان عليها...

أخبار الجبهات

وسيبقى نبض قلبي يمنيا
لن ترى الدنيا على أرضي وصيا